عماد العليبي: بحور الموسيقى لا تنضب وألوان البحث والتجديد لا تفنى

فنان متجدّد، دائم البحث عن الايقونات الموسيقية، عماد العليبي موسيقي تونسي لا يؤمن بالحدود الجغرافية يؤمن فقط بقدرة الموسيقى على تجاوز كلّ الحواجز،

عماد العليبي الحالم دائما بالخلق الموسيقي والتجديد في النوتة مع الحفاظ على الهويات الموسيقية التقليدية يخوض تجربة جديدة ومختلفة.
تجربة موسيقية تبحث في التراث الموسيقي الليبي ايمانا منه بقدرة الموسيقى على دفع الانسان إلى المقاومة والتمسك بالحق في الحياة رغم قسوة الحروب والخوف احيانا، ومن «سفر» اول العناقيد الموسيقية الى « صالحي» فـ«فريقيا» وتجارب موسيقية تجمع كل موسيقات العالم يكون اللقاء الموسيقي الجديد بعنوان «الحان ليبية» وتجربة البحث وتقديم الاغنية التقليدية الليبية بدعم من مؤسسة «كانديد».

«الحان ليبية» من التراث الى العالمية
«الحان ليبية» هو عنوان المشروع الجديد الذي يخوض غماره التونسي عماد العليبي، تجربة بحثية اخرى في كلاسيكيات الموسيقى الليبية، تجربة بحث في التراث الليبي وتشريك ابناء ليبيا في احياء موسيقاهم وإعادة توزيعها لتقديمها الى العالم والسفر بالموسيقى الى عوالم اكثر رحابة لا يوجد فيها صوت الرصاص ولا بقايا العمارات المنهارة جرّاء الحرب على غرار اعادة توزيع اغنية «موطني» بمزج الالات التقليدية مثل القانون والعود والناي مع الة الكلافيي الالكترونية.

عماد العليبي دائم البحث عن التجديد في «الحان ليبية» عمل مع ثلة من الشباب الليبي المهتم بموسيقاه التراثية لتقديم منتوج غنائي يجمع بين التقليدي والمعاصر للتعريف بالاغنية الليبية سواء أكانت الوطنية أو أغاني الزفاف و اغاني الهيبهوب الجديدة مع الاغاني التارقية.
في المشروع دمج لأنماط موسيقية جديدة مع الكلمة التقليدية واللحن الاول، بعث للحياة في أغاني بعضها سقط من الذاكرة الجماعية الليبية، اجتمع العليبي كمستشار موسيقي مع مجموعة من المهتمين بالموسيقى الليبية غلى غرار مروة وفوز ومحمد قنيوة وعلاء العلواني وياسر نجم واحمد الديباني وسارة وأصيل وحسن البيجو وغيرهم «لاكتشاف موسيقى لا اعرفها جيدا، محاولة لمزيد التعرف على خصوصيات التراث الليبي صحبة شباب يهتم بموسيقى بلاده» كما يقول العليبي.

«الحان ليبية» هو اسم المشروع، عمل موسيقي يقوم على البحث ويضم عشر اغان في مواضيع مختلفة، اذ تحمل كل اغنية موضوعا مغايرا يمس التراث الليبي من اغاني الزفاف الى الاغاني الوطنية الى اغاني الحب والفراق و الاغاني الغزلية والاغاني الكلاسيكية التقليدية مثل الملالية. جميع هذه المحاور تم العمل عليها لاعادة توزيع الاغاني وتطعيمها بالحان عالمية والوان موسيقية اخرى تقدمها الى العالمية دون المساس من جوهرها الموسيقي الاول لتترك بصمة في خيال المستمع وذهنه.
في اطار التجديد تمّ تشريك مغني الهيبهوب Big Seno الذي أصبحت له شهرة منذ اعوام في ليبيا وخارجها و يرى «بيغ سينو» أن مشروع ألحان ليبية يتماشى مع رؤيته نحو تسليط الضوء على المواهب الليبية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. يطمح أن يتمكن من خلال هذا المشروع من إنتاج عمل فني ويفخر به جميع الليبيين.

الموسيقى هوية الاوطان
الموسيقى انثى والسعادة انثى وليبيا اسم لامرأة شامخة كما جبالها الرواسي وموسيقاها التقليدية عنوان لهويتها كما تقول فوز عازفة الجيتار فوز تعتبر ان الموسيقى هي أكثر من مجرد تسلية، إنها وسيلة للتعبير عن الذات، هكذا تتحدث فوز عن الموسيقى، مضيفة ان الموسيقى اصبحت جزء من ذاتها ومن لغتها.
ليبية الانتماء وعالمية العزف والهوى، خريجة كلية الفنون تمارس الموسيقى منذ العام 2003 ورغم «قسوة الحرب والوجع، نتحدى بالموسيقى»، تبدو فوز في غنائها كطفلة شغوفة بتراث اجدادها والحان ليبية الروح تعيد توزيعها وتغنيها باللغة الانقليزية لمزيد المساهمة في انتشار هذه الالحان في العالم.

الموسيقى وسيلتها للفرح، مطية لصناعة تفاصيل الجمال والرحيل بعيدا عن تفاصيل الحرب ومخلفاتها و «الملالية والزمزمات والمجرودة» سلاح مروة لتمتع اذنها وتنتشي بتراث اجدادها في اغاني الزفاف، وفي المشروع يتم اعادة الحياة في اغاني الاعراس وتقديمها بتوزيع جديد يدمج الالات التقليدية مع الكلافيي والآلات الالكترونية لتقديم موسيقى تبدو صاخبة لكنها غير منبتة عن جذور الهوية الموسيقية الليبية، موسيقى بروح عالمية لكن تستشعر منها «ريحة الوشق والبخور الي تشمها اول ما تدخل للحوش في الزفاف» كما تقول مروة.

«الحان ليبية» مشروع موسيقي للتجديد في الاغنية التراثية الليبية والبحث عن الحان متجددة وتوزيع الكتروني يصل صداه الى العالم، و»الموسيقى شيء جميل يهذب الانسان، هو صوت الروح وصداها وحبي للهوية الليبية والايقاع التراث وحلمي ان يصل اللون المرزقاوي الى العالمية هو دافعي للانخراط في المشروع والعمل» حسب تعبير الفنان اليبي حسن البيجو، الذي يقدم الاغنية التراثية الوترية مشيرا ان «من ساب قديمه تاه» لذلك من الضروري ان نستمر في العمل في هذا المجال لتصل اغاني الاجداد وتراث ليبيا الى اجيالها القادمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115