كل عشاق الحرية ومن استبيحت دماؤهم لأجلها، شاعر الانسانية الرافض لتجارة الدين وعبر عن رفضه للطغاة والمتعصبين وقال...
(إلاهي أعنّي عليهم، لقد عقروا ناقتي وأباحوا دمي في بيوت أذنت بأن لا يراق دم فوق سجادها، إلاهي لقد تم بيع ا لتذاكر للاخرة ولم اجد المال والوقت والعذر كي اقتني تذكرة، فمزق تذاكرهم يا إلاهي ليسعد قلبي، ألم تعد الناس بالمغفرة)، رحل أولاد أحمد وبقيت كلماته، رحل ناظم الكلمات وترك قصائد سيخلدها التاريخ و ستردد الاجيال القادمة حتما «نحب البلاد، كما لا يحب البلاد احد» كما رددوا طويلا «اذا الشعب يوما اراد الحياة، فلا بد ان يستجيب القدر».
نساء بلادي في اربعينية اولاد احمد
صور الطفولة، صور لاولاد احمد مع كلماته الصغيرة يرافقها مقطع من قصيدة نساء «كتبت، كتبت فلم يبق حرف، وصفت وصفت، فلم يبق وصف، اقول اذا وباختصار، نساء بلادي ، نساء ونصف» مقطع قرأته الطفلة كلمات بقوة امرأة صامدة ومثابرة، مجموعة من اللوحات في بهو قصر المؤتمرات أشرفت عليها الفنانة الشابة كرامة بن عمر، لوحات بعضها يحمل صورا للشاعر الراحل صحبة اصدقائه ورفاقه و اخرى برفقة ابنته و زوجته، صور تنقل جزءا من حياة اولاد احمد مع اوراق وكلمات كتبها بخط يده لتبقى شاهدة على صوت الحق الصادح بالحرية، كلمات كالسياط تنقد الموجود وتدعو لتونس الافضل ، تونس التي قال فيها اولاد احمد في 4افريل 2016 من غرفته بالمستشفى العسكري
« تونس
سلّمت في الدنيا
وقلت اكوّنها
شعرا
و نثرا
وناقدا
ومبشّرا
ليس لي قبر
في ا لما-بعد
في الاخرى
سوى هذي الحروف الاربعة
تونس
تونس المرأة الصامدة والثائرة، المرأة التي حضرت بعدد غفير في اربعينية اولاد احمد ورددن نشيد نساء بلادي، نسوة من اعمار مختلفة و انتماءات متباينة جمعهن حب كلمات اولاد أحمد جئن صحبة بناتهن للوقوف الى جانب زوجته زهور ومن كلمات أولاد أحمد المترجمة الى الفرنسية، قرأت الجنرال رجاء الشابي قصائد الشاعر الخالد بلغة موليار، أربعينية أولاد أحمد استقبل الضيوف بالورود، ورود حب حمراء كما المرأة التونسية العاشقة للحياة
حب النساء لاولاد احمد لم يقتصر على التونسيات بل امتد الى كل امرأة تعشق الحرية و في حفل اربعينية اولاد احمد غنت الفتاة الرقيقة ذات الصوت الجهوري المميز فايا يونان السورية، غنت «احب البلاد» و اهدتها لوطنها سوريا الجريحة، كلمات التحرر و رفض التسليم بالظلم و الضيم من دمشق القديمة اول مرة سمعت فيها فايا قصيد أحب البلاد وتشبعت بكلماتها الثائرة لتقدمها في أربعينية الشاعر وتغني «ولو شر دونا كما شردونا لعدنا غزاة لهذا البلد».
رحل أولاد أحمد وبقيت كلماته
للكلمة الحق سطوتها، للشعر الصادق تأثيره ولشعراء الانسانية موقعهم و اولاد احمد صاحب الكلمات الصادحة بالحق لم يتغن بحبيبته تونس فقط بل كانت كلماته موجهة الى الانسان اينما كان، كلمات الى ذلك المؤمن بقضايا الحرية والعدل، اولاد احمد كا حرا وسخر من اغراءات السلطة ورفض تسلم وسام الاستحقاق من اياد تلطّخت بدماء التونسيين، كان مدافعا شرسا عن الحريات وبرحيله ترك فراغا عند محبيه «فلا اعتقد أن منكم من لم يحسّ بوطأة غياب هذا الفتى الثائر دائما المنتصر للثورة والحياة والجمال، ولا اعتقد أن هناك من لم يقل بينه وبين نفسه ياليت أولاد أحمد بيننا للتعليق على حادثة او حدث، تصوروا مؤتمر النهضة دون اولاد أحمد» كما قال حمة الهمامي في كلمته التي ختمها بالقول «هل سيقدر شاعر على صياغة حب الوطن وحرية نسائه كأولاد أحمد فعلا يا صديقي ويا رفيقي ويا أخي اهنأ فستظل شاعرنا الذي نستلهم منه» وكلمة أهنأ علّق عليها الحضور بالقول «سلّكها حمة ما قالش نم يا ر فيقي كي لا نخرج ونقول شكون قتل شكري؟».
النقابة تدعم ابداع أولاد أحمد
اعلنت وزيرة ا لثقافة في كلمتها عن الاعلان عن جائزة وطنية للشعر تحمل اسم «جائزة شاعر البلد الصغير اولاد ا حمد» جائزة في كل الجهات ومخصصة للمبدعين الشباب وذلك أسوة بما دأب عليه الفقيد في الأخذ بيد الشّعراء ودعمهم واستنارة بيقينه بأنّ « الثّقافة حقّ للأطراف قبل المركز وللمحرومين قبل المحظوظين» على حد تعبير وزيرة الثقافة و» تأسيسا لمواطنة لا عودة بعدها لحياة الرّعايا وعدالة لا رجعة فيها عن كرامة العيش”.
ببادرة أعرب سمير الشفي امين عام مساعد للاتحاد العام التونسي للشغل عن دعم الاتحاد لها وإيمانا بقيمة الثقافة في تونس الحرة “نقترح أن تتحول ذكرى رحيل أولاد أحمد الى مناسبة وطنية تكرّم فيها الطاقات الابداعية ويحتفى فيها بالشعر وسيكون الاتحاد من السباقين لدعم كل مجهود يدفع في هذا السياق” على حد تعبيره، اعترافا بقيمة كلمات أولاد أحمد وهو النقابي القائل من داخل الزنزانة:
نقابيّ ومعترف
ومنضبط ومختلف
ونور الفجر يغمرني
وهذا ا لليل منصرف
واخواني الذين وقفوا
هوى “الشرفاء” و “الشرف”
لأنّ الصّغيّر أولاد أحمد أحبّ البلاد كما لم يحبّها أحد، ولأنّه حمل معه، الما بعدد حروفها الأربعة فإنّ تونس حملته بين ثناياها وخلّدت ذكرى شاعرها الفذّ فكان حاضرا في الأربعينيّة بصوره وتسجيلاته وأشعاره التّي تغنّى بها فنّانون من تونس وهم مجموعة عيون الكلام والفنّانة لبنى نعمان ومحمد بحر مع مشاركة متميّزة للفنّانة السّوريّة فيا يونان، كما قدّم نخبة من الشّعراء مجموعة من الإلقاءات الشّعريّة وهم صلاح الوديع من المغرب وزهير أبو شايب من الأردن والمنصف المزغني وخالد الوغلاني ويسر فرواس ورجاء الشابي من تونس جميعهم تغنوا بالحياة قالوا ان الشعراء الصادقين لا يموتون وان غادرت اجسادهم.
هوامش الأربعينية:
• «أربعين يوما مرت على رحيلك عنا، أربعين يوما ونحن نردد كلماتك» هكذا اخطأت وزيرة الثقافة لغويا في كلمتها منذ البداية خطأ اثار حفيظة الجمهور الذي بادر بالصراخ وطلب من الوزيرة اصلاح الخطإ ثم صفق حين قالت ز وجته زهور «أربعون يوما مرت على رحيلك»، وللإشارة فالكلمة مكتوبة بطريقة سليمة فلم اصرت الوزيرة على قراءتها بطريقة خاطئة ؟.
• الشاعر صلاح ا لوديع من المغرب في كلمته اطنب في توجيه عبارات الشكر الى وزيرة الثقافة معتبرا اياها المدافعة الاولى عن الابداع والثقافة، اطناب ومجاملات علق عليها منشط حفل الاربعينية مكي هلال بالقول «شاعرنا الكريم لتونس مابعد الثورة عبارات اخرى لقد تجاوز ت بلادنا مرحلة المجاملات والكلمات الجافة».
• في اربعينية اولاد احمد علق بعض الحضور بالقول «اخر مهام وزيرة الثقافة السابقة السيدة لطيفة الاخضر كان حضورها لاربعينية الفقيد احمد السنوسي فهل تكون اربعينية اولاد ا حمد اخر مهام الوزيرة الحالية؟».