يجب صوم نهاره ويستحبّ قيام ليله، وفيه تضاعف الحسنات وتقال العثرات وتعتق الرقاب من النيران، وتغل فيه الشياطين، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم أجود ما يكون فيه، ومن الأعمال التي تشرع فيه والتي يظهر بها ارتباط كبير بالقرآن الكريم، مع شهر القرآن، ما يلي:
الإقبال على تلاوة القرآن:يشرع الإكثار من تلاوة القرآن في شهر القرآن، وهنا تجتمع عبادتان عظيمتان الصيام وقراءة القرآن وكلاهما يشفعان للعبد يوم القيامة ثبت عند أحمد في المسند، برقم (6626)، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان «...وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : القرآن شافع مشفع، وما حل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار» أخرجه الطبراني في المعجم الكبير.
وقد كان السلف رضوان الله عليهم يقبلون على القرآن في شهر القرآن، تلاوة وتدبراً، فلنكن خير خلف لخير سلف.
صلاة التراويح والقيام: يشرع في ليالي شهر رمضان المبارك أن يجتمع الناس في المساجد لأداء صلاة التراويح وكذا القيام جماعة بخلاف سائر الشهور، فما أجمل ليالي رمضان حين يرتفع فيها أصوات القراء هنا وهناك تالين لكتاب ربهم جل جلاله، كأنهم يوجهون رسالة لجميع الناس إن هذا الشهر هو شهر القرآن، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: «واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين ووفى بحقوقهما وصبر عليهما وفى أجره بغير حساب، قال كعب: ينادي يوم القيامة مناد بأن كل حارث يعطى بحرثه ويزاد غير أهل القرآن والصيام يعطون أجورهم بغير حساب ويشفعان له».
قال ابن رجب رحمه الله: «وكان عمر قد أمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما بالناس في شهر رمضان، فكان القارئ يقرأ بالمائتين في ركعة حتى كانوا يعتمدون على العصى من طول القيام وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.
وفي رواية: أنهم كانوا يربطون الحبال بين السواري ثم يتعلقون بها.
وروي أن عمر جمع ثلاثة قراء فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ بالناس ثلاثين وأوسطهم بخمس وعشرين وأبطأهم بعشرين، ثم كان في زمن التابعين يقرؤون بالبقرة في قيام رمضان في ثمان ركعات، فإن قرأ بها في اثنتي عشرة ركعة رأوا أنه قد خفف قال ابن منصور: سئل إسحاق بن راهوية كم يقرأ في قيام شهر رمضان فلم يرخص في دون عشر آيات فقيل له: إنهم لا يرضون؟ فقال: لا رضوا فلا تؤمنهم إذا لم يرضوا بعشر آيات، من البقرة ثم إذا صرت إلى الآيات الخفاف فبقدر عشر آيات من البقرة يعني في كل ركعة، وكذلك كره مالك أن يقرأ دون عشر آيات».