عمل فني دون أن يداعب مزاجنا أو يدغدغ فؤادنا أو يحرّك حواسنا... فإن الاستمتاع يبقى مفقودا إلى أجل غير مسمّى !
هي منحوتة ضخمة البنيان، شاهقة القامة، بدينة الجسد... قضى في صقلها ونحتها الفنان بولبابة فرج أياما كثيرة وليال طويلة امتدت إلى ما يناهز 8 أشهر لتفصح عن إطلالتها النهائية التي أخذت شكل محفظة عملاقة يبلغ طولها قرابة 4 أمتار وعرضها حوالي 5 أمتار وعمقها 1 متر و20 سنتمترا ووزنها 600 كيلوغرام.
هذه المحفظة العملاقة رأى فيها الفنان بولبابة فرج رمزا لأهل التعليم سيما وهي رفيقة دربهم وحاملة أوراقهم ويومياتهم وسيتم وضعها في حديقة المعهد الثانوي أبو لبابة في قابس الجنوبية تكريما للمعلم ووفاء للعلم.
إن هذه البادرة تشكر فتذكر خاصة وأنها جاءت في نطاق التزام المؤسسات الصناعية بالمساهمة في مشروع قابس الجميلة، ومجهود الفنان بولبابة فرج جدير بالتحية والتكريم لكن يبقى السؤال عن مدى جمالية منحوتة المحفظة العملاقة معلقا ! ربما كان نور العلم ونبل المعلم يستحقان مجسما أجمل بكثير من مجرد منحوتة محفظة عملاقة لكنها غير جميلة !
في الحقيقة تحتاج جلّ المجسمات والمنحوتات التي يتم تركيزها في مداخل المدن والساحات العمومية إلى اختبار معدل الجمال فيها، وهي كالأجسام المحنطة، الخرساء... تراكم الوزن والارتفاع دون أن تترك وقعا مثيرا في الوجدان وأثرا جميلا في الذاكرة !