على ذمة كل من وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمركز الوطني لفن العرائس والمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر ومركز الموسيقى العربية والمتوسطية (النجمة الزهراء) والمركز الوطني للخزف الفني لحسن استغلال عدد من المحلات التجارية في مدينة الثقافة وتنمية موارد المؤسسات الثقافية.
لئن انطلقت أقطاب مدينة الثقافة في النشاط والعطاء منذ أشهر طويلة، فقد بقيت فضاءاتها التجارية مغلقة الأبواب في انتظار حسن التوظيف والاستغلال. وفي هذا الإطار، تم وضع عدد منها على ذمة 5 مؤسسات ثقافية حيث تم تدشينها تحت إشراف وزير الشؤون الثقافية.
5 فضاءات تجارية لخمس مؤسسات ثقافية
عرائس متنوعة الأشكال والألوان ودمى متعددة الأحجام والأزياء، كتب مختصة وتحف جميلة، آلات موسيقية وأعمال فنية... كلّها إنتاجات ثقافية أصبحت متوفرة على ذمة رواد مدينة الثقافة ضمن فضاءات تجارية مفتوحة للعموم. وقد تم افتتاح هذه المحلات بمقتضى توقيع 5 اتفاقيات شراكة بين وزارة الشؤون الثقافية وكل من المركز الوطني لفن العرائس ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر ومركز الموسيقى العربية والمتوسطية (النجمة الزهراء)، والمركز الوطني للخزف الفني.
وتهدف هذه الاتفاقيات إلى «وضع عدد من الفضاءات التجارية لمدينة الثقافة على ذمة المؤسسات الثقافية قصد استغلالها كفضاءات تجارية في إطار مبادئ الحوكمة الرشيدة مع تكريس قواعد المساواة والشفافية والنزاهة، والمحافظة على خصوصية الفضاء والمرافق على أحسن وجه».
كما تنص الاتفاقيات على استخلاص الموارد المتأتية من التصرف في الفضاءات الموضوعة على ذمة هذه المؤسسات الثقافية وتوظيفها وفق التراتيب والإجراءات الجاري بها العمل. إضافة إلى وضع البرامج الدعائية والتسويقية الكفيلة باستقطاب الجمهور وخلق أنماط جديدة من الاستهلاك الثقافي.
تثمين للتراث وتعريف بالآثار
من المهام الأساسية لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية ضبط برامج إحياء التراث الأثري والتاريخي والمتحفي والتصرف فيه لغايات ثقافية وسياحية وتجارية، وفي هذا السياق كان افتتاح الفضاء التجاري للوكالة بمدينة الثقافة تنفيذا لإستراتيجية الترويج والتّسويق لكل أنشطتها ومستجداتها في تثمين التراث التونسي بوجهيه: المادي واللامادي. وقد تمّ تأثيث هذا الفضاء التجاري بباقة من الأفلام الوثائقية عن سحر وجمال المناطق والمواقع التي تعرّف بالوجهة السياحية التونسية. إلى جانب مجموعة قيّمة من الكتب التي نشرتها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية على غرار كتاب «قرطاج سيّدة المتوسط» و كتاب «باردو» وبعض المنشورات الجديدة ومنها كتاب «تراث عالمي من تونس».
كما يحتوي الفضاء التجاري للوكالة على تشكيلة من المنتوجات الثقافية المستوحاة من التّراث التونسي.
وتعلق آمال عريضة على الفضاء التجاري لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بمدينة الثقافة في الترويج لزيارة المتاحف والمواقع الأثرية والمعالم التاريخية باعتبار أنها تمثل النسبة الأكبر في مداخيل الوكالة. وكذلك في دعم نسبة مداخيل مبيعات المنتجات الثقافية التي تشكل أحد مصادر الدخل الأساسية للوكالة...
وللتذكير، فإنّ وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية عرفت نموا مطردا في مداخليها إلى حدود سنة 2010. إلا أنها سجلت هبوطا سنة 2011 بسبب تراجع السياحة بعد أحداث الثورة التونسية لتصل إلى 4 مليون دينار. ثمّ شهدت ارتفاعا نسبيا في السنوات الثلاث ما بين 2012 و2014 إلا أنه في سنة 2015 وبعد الأحداث الإرهابية بمتحف باردو ونزل امبريال بسوسة انحدرت المداخيل إلى 2.6 مليون دينار. وبالتوازي مع هذا التراجع في المداخيل تضاعفت كتلة الأجور من 4.5 مليون دينار سنة 2010 إلى 9 مليون دينار سنة 2016 .
وأمام ضعف المردودية المالية لأغلب المواقع والمعالم والمتاحف باعتبار أن أربعة منها فقط وهي موقع قرطاج ومتحف باردو ومعالم القيروان والمدرج الروماني بالجم توّفر نسبة 90 % من مداخيل الزيارات من ضمن 54 موقعا ومعلما ومتحفا مفتوحا للعموم، يعوّل على الفضاء التجاري لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بمدينة الثقافة في العمل على الترفيع في عدد الزيارات للمتاحف والمعالم والمواقع ودعم التظاهرات الثقافية بها والتعريف بالتراث التونسي في النهوض بالسياحة الثقافية.