عدسة الكاميرا في أرجاء المعهد العلوي كعنوان للتعليم والثقافة والتقدم... كلها تفاصيل وحكايات وشخصيات يسردها الفيلم الوثائقي الجديد «العلويون قرن وثلاثون».
في إنتاج لـ «مؤسسة العقاد لإنتاج السينمائي والإعلامي»، يقدم المخرج محمد جمال النفزي العرض الأول لفيلم «العلويون قرن وثلاثون» يوم الاثنين 30 سبتمبر الجاري على الساعة الثالثة بعد الزوال في مدينة الثقافة.
ومضة ورائية لإصلاح المدرسة الوطنية
لأنّ المدرسة العلوية مثّلت عبر التاريخ علامة فارقة في سيرورة التعليم التونسي ومحطة مهمة في المسار التحديثي التونسي، فقد اختار المخرج محمد جمال النفزي أن يروي في فيلمه الوثائقي «العلويون قرن وثلاثون» تاريخ المعهد العلوي منذ انبعاثه الأول سنة 1843 تحت تسمية مدرسة الشيخ محمد بن ملوكة، ثم تحوّله إلى التعليم العصري سنة 1884 في عهد علي باشا باي وقد صار اسمها المدرسة العلوية آنذاك نسبة لاسمه. وقد تمت اعادة هيكلته في سنة 1909 فانفصلت عنه الشعبة الابتدائية وتحول إلى «كوليج العلوية».
وفي سنة 1892 تم انشاء جمعية ودادية المعهد العلوي وكان رئيس الجمعية فرنسيا وفي سنة 1902 حصلت على ترخيص حكومي لمزاولة النشاط
وصارت هذه الجمعية تنشط الى يومنا هذا.
عن سياق تنزيل فيلم «العلويون قرن وثلاثون» في الراهن التونسي، الآن وهنا يقول مخرج الفيلم «لما كانت المدرسة طليعة «التغيير الحضاري» المنشود وجب تحديد ملامح المدرسة المستقبلية اقتداء بتاريخنا ...ومن هذا المنطلق تتنزل المعالجة السينمائية لهذا الفيلم . ففي ظل تدهور المستوى التعليمي في السنوات الأخيرة وانحدار تونس في الترتيب العالمي للمؤسسات التعليمية يتحتم علينا كمجتمع بكافة أطيافه وتعدداته العمل على تصحيح المسار التعليمي كل من موقعه وحسب إمكانياته ولعل البداية تكون من خلال ومضة ورائية في عمق تاريخ منارة علمية أضاء نورها الأفاق الشاسعة لتونس الحديثة على مدى قرن وثلاثين سنة».