زاش الألمانية سحب الجائزة التي كان من المقرر منحها للكاتبة البريطانية الباكستانية الأصل كاملة شمسي بسبب موقفها المؤيد لحقوق الفلسطينيين وضد دعم الكيان الصهيوني مساندة حركة مقاطعة إسرائيل BDS.
بعد أن فازت الكاتبة الباكستانية البريطانية كاملة شمسى بجائزة المرأة للخيال لعام 2018 عن رواية «حريق منزل»، تم إعلان فوزها بجائزة نيلي زاش الألمانية قبل التراجع وسحب هذا التتويج.
الكاتبة كاملة شمسي:
يُحزنني أن يستسلمَ المحكِّمون للضغوط
أمام سحب جائزتها منها ومحاكمتها بسبب موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، لم تصمت الكاتبة كاملة شمسي عن هذه الممارسة ولم تتنصل من آرائها بل حافظت على مبادئها ودافعت عن خيارها في بيان قالت فيه: «في الانتخابات الإسرائيليّة الأخيرة، أعلن بنيامين نتنياهو عن مخطَّطِه ضمَّ نحو ثلث أراضي الضفّة الغربيّة المحتلّة بما يخالف القانونَ الدوليّ. واعترض منافسُه السياسيّ، بيني غانتز، على هذا بأنْ قال إنّ نتنياهو سرق فكرتَه. وجاء هذا بعد أن قتلتْ قوّاتُ الاحتلال الإسرائيليّ شابّيْن فلسطينييْن، وهو الفعل الذي وصفه المقرِّرُ الخاصُّ للأمم المتحدة لعمليّة السلام بـ «الـمُرَوِّع». في السياق السياسيّ هذا، اختار محكِّمو جائزة نيلي زاكس أن يسحبوا الجائزةَ منّي على خلفيّة مساندتي لحملةٍ سلميّةٍ تهدف إلى الضغط على حكومة إسرائيل. يُحزنني حقًّا أن يستسلمَ المحكِّمون للضغوط ويسحبوا الجائزةَ من كاتبةٍ تمارس حقَّها في اتّباع ضميرها وفي حريّة التعبير عن هذا الضمير. كما أنّه أمرٌ مثيرٌ للغضب أن توصَمَ حركةُ مقاطعة إسرائيل (BDS) بأنّها حركة ظالمة أو مخجلة، وهي الحركة التي تتخذ من حركة مقاطعة العنصريّة في جنوب أفريقيا نموذجًا، وتحاول الضغطَ على حكومة إسرائيل بسبب ممارساتها التمييزيّة واللاإنسانيّة ضدّ الفلسطينيين».
عريضة مساندة لحرية التعبير
أعرب عشرات الكتاب والأدباء من مختلف أصقاع العالم على غرار نعوم تشومسكي و كوتزي وأروندهاتي روي... عن الاستياء من سحب مدينة دورتموند الألمانيّة «جائزةَ نيلي زاكس» من الكاتبة كاملة شمسي بسبب مساندتها المُعلنة لـ«حركة مقاطعة إسرائيل وسحبِ الاستثمارات منها وفرضِ العقوبات عليها». وقد ورد في دعم ومساندة لصاحبة الجائزة ما يلي: «نذكر هنا بيانًا أطلقتْه أكثرُ من أربعين منظّمةً يهوديّةً تقدّميّةً قالت فيه «إنّ محاولةَ الخلطِ بين معارضة سياسات إسرائيل ونظامِها العنصريّ واحتلالها للأراضي الفلسطينيّة من جهة، وبين معاداةِ الساميّة من جهة أخرى...» وفي ألمانيا تتّسم حملةُ الهجوم على حركة المقاطعة بالشراسة الشديدة. ففي ماي 2019 أقرّ البرلمانُ الألمانيّ مقترحًا بتوصيف حركة المقاطعة (BDS) حركةً معاديةً للساميّة. غير أنّنا رأينا، هذا الأسبوعَ، أنّ المحكمةَ الإداريّةَ في مدينة كولن أصبحتْ ثالثَ محكمةٍ في ألمانيا تَحْكم بشرعيّة الحقّ في المقاطعة. لكن، في الأسبوع نفسه، قرّرتْ مدينةُ دورتموند أن تعاقِبَ كاتبة على دعمها لمبادئ حقوق الإنسان».
وتساءل الممضون على البيان في استنكار: «ما هذه الجائزة الأدبية التي تقوِّض الحقَّ في مساندة حقوق الإنسان ومبادئ حرية الضمير وحرية التعبير وحريّة النقد، إنّ الفن والثقافة إن تجرّدا من هذه المبادئ صارا كماليّات لا معنى لها!».
حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية:
سحب الجائزة سقوط قيمي وأخلاقي
بعد أن برّرت لجنة التحكيم سحب جائزة كاملة شمسي بـأن «مواقف شمسي ومشاركتها الفعالة في المقاطعة الثقافية لإسرائيل يتعارض بوضوح مع الأهداف القانونية للجائزة»، أدانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية سحب جائزة أدبية للروائية البريطانية من أصل باكستاني بسبب دعمها حركة مقاطعة الاحتلال.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة يوسف الحساينة في بيان صحفي: «إن سحب الجائزة يعتبر سقوطا قيميا وأخلاقيا ويعبر عن اعتماد بعض المؤسسات الغربية سياسة مزدوجة في التعامل مع القضايا الإنسانية، خاصة في ما يتعلق بالصراع مع الاحتلال».
واعتبر البيان أن «بعض المؤسسات الغربية تسوق الوهم على شعوب المنطقة والعالم بأنها تعنى بحقوق الإنسان وهي تقوم بدور خطير بتجميل وجه الاحتلال الطافح بالكراهية والعنصرية».