سفينة «فونسيا» تحط الرّحال في قرطاج: الفينيقيون والعرب اكتشفوا أمريكا قبل كولمبس

من أغرب القصص وأشدّها دهشة عبر فصول التاريخ، حكاية اكتشاف الرحّالة الإسباني كريستوف كولومبس للقارة الأمريكيّة نتيجة الحياد

عن المسار الصحيح وضياع البوصلة. ولكن كم من حقائق تبقى مجهولة وأسرار تبقى خفيّة حتى تنكشف يوما ما... وقد لا تنكشف! ويبدو أن قصة اكتشاف أرض أمريكا قد انكشف لغزها لتضع الجميع أمام التساؤل التالي: هل حقا اكتشف كولمبس أمريكا أم أعاد اكتشافها؟

بعد أن أثبت علماء الآثار عن طريق البحوث والحفريات واللُقى الأثرية أن كريستوف كولومبس ليس أول من اكتشف القارة الأمريكية بل سبقه إلى ذلك الفينقيون والعرب المسلمون... تحط سفينة «فونسيا» الرّحال بتونس لتعيد الرحلة الشهيرة في صورتها الحقيقية... من قرطاج إلى أمريكا.

تصحيح للتاريخ وحقيقة اكتشاف أمريكا
في مغامرة شيّقة، اختار الريس البريطاني فيليب بيل أن يعبر عبر سفينته الشراعية «فونسيا» المحيط الأطلسي بالوسائل التقليدية لمحاولة دعم الأطروحات التاريخية والأثرية والأنثروبولوجية التي ترجح بأن الفينيقيين والبونقيين اكتشفوا القارة الأمريكية قبل كريستوف كولمبس. وذلك انطلاقا من قرطاج على الأقل، من الحوض الغربي للمتوسط إن لم يكن ذلك انطلاقا من صور بلبنان اليوم، أي من الحوض الشرقي للمتوسط..

وللقيام بهذه الرحلة التي من المنتظر أن تستغرق ما بين شهرين وثلاثة
أشهر، جمع فيليب بيل حوالي 100.000 ليرة أسترلينية. وستكون تونس هي محطة انطلاق هذه المغامرة الشجاعة انطلاقا من ميناء مارينا قمرت ثم الوصول إلى أمريكا الوسطى عبر المحيط الأطلسي.

ومن المنتظر أن تصل باخرة «فونسيا» إلى تونس يوم 16 أو 17 سبتمبر الجاري إذا كانت الظروف المناخية ملائمة أو سيتم تأجيل الموعد إلى يوم 19 أو 20 من الشهر نفسه.

إحياء للموروث الحضاري ودعم للسياحة
في إحياء للتراث وتثمين للموروث تسعى وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية إلى ابتكار أساليب جديدة لاستثمار المعالم والمواقع وإدماجها ضمن سياق التنمية ودعم السياحة الداخلية والخارجية. وهذه المرّة، كانت الوكالة شريكا فاعلا مع كل من المعهد الوطني للتراث والجمعية الدولية لصيانة مدينة صور والجمعية التونسية لضباط البحرية التجارية وجمعية ديدون بقرطاج تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية لتأطير حدث حلول سفينة «فونسيا» بتونس. مما من شأنه أن يجعل تونس وجهة أنظار العالم بفضل هذه المناسبة المهمة التي تدعم مكانة بلادنا الحضارية والسياحية والعلمية...

وسيكون في استقبال سفينة الريس البريطاني فيليب بيل المختصون والباحثون والجمعيات والإعلام بميناء قمرت. في حين تتضمن خارطة طريق إرساء السفينة بتونس زيارات مؤطرة إلى الموقع الأثري بقرطاج ومدينة سيدي بوسعيد و قرية كركوان البربرية... ليكون بعدها الإبحار إلى أمريكا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115