- ما قبل المعركة:
1 - أهمية الأخذ بالأسباب، ومنه تقصي أخبار العدو، فقد أرسل صلى الله عليه وسلم عدي بن أبي الزغباء وبَسْبَس بن عمرو الجهني، طليعةً يوم بدر، فرجعا إليه صلى الله عليه وسلم بخبر القافلة.
2 - ظهور الصبغة العقائدية على أولى الملاحم الإسلامية، حيث التحق أحد شجعان المشركين بالمسلمين في الطريق إلى بدر ليصيب معهم، فأبي صلى الله عليه وسلم حتى أسلم الرجل، والتحق بالمسلمين
3 - استواء القائد والجند في تحمل الشدائد والمصاعب، فها هو صلى الله عليه وسلم يتعاقب مع علي بن أبي طالب وأبي لبابة على بعير واحد، ويأبى أن يؤثراه، ويقول: «مَا أَنْتُما بِأَقْوَى مِنِّي، وَلا أَنَا بأِغْنىَ عَنِ الأجْرِ مِنكُما»، فكيف لا يحتمل الجند المشاق وقائدهم يسابقهم في ذلك؟!
4 - أهمية الأمير ودوره في الحضر والسفر، فقد استعمل صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم على الصلاة بالناس، ورد أبا لبابة من الروحاء، واستعمله على المدينة
5 - تطبيق مبدإ الشورى، وتعويد الأمة على ممارستها، وبيان أهميتها، بخاصة في الأمور المصيرية كالحروب، ومنه ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، حين استشار أصحابه وأراد الأنصار، وقبوله صلى الله عليه وسلم بمشورة الحباب بن المنذر بشأن ماء بدر، وفيه تعويد للصحابة على التفكير بالمشكلات العامة، والتربية على الشعور بالمسؤولية.
6 - الأدب مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والالتزام بالشريعة، ويظهر ذلك حين عرض الحباب بن المنذر خطته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟
7 - أهمية حماية القائد في المعركة، ويظهر ذلك من بناء الصحابة عريشًا للنبي صلى الله عليه وسلم، خلف الجيش يدير منه المعركة، وتوفير الحراسة الكافية له.
8 - حب الشهادة والتعلق بالجنة، ومنه ما فعله عُمَير بن الحمُامِ الأنصاري، حين رمى التمرات من يده لما قال صلى الله عليه وسلم: «قُومُوا إِلى جَنةَ عَرْضُهَا السَمَاوَاتُ وَالأَرْضُ»
9 - الوفاء بالعهد، ومنه ما حدث مع حذيفة بن اليمان ووالده، حين أخذ المشركون منهم العهد ألا يقاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ذكرا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «نستعينُ اللهَ عليهمْ، وَنَفِي بِعَهْدِهِمْ»، فذاك الذي منعهما أن يشهدا بدرًا
10 - الحرص على الرعية، ومراعاة الفروق الفردية بين أفرادها، والاختيار المناسب للمهمة الموكلة، ومنه رده صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازب، وعبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، لصغر سنهما
دروس وعبر عامة:
1. حتمية انتصار هذا الدين وأهله، حتى وإن تباينت المفارقة بين أهل الحق وأهل الباطل في العدة والعتاد.
2. حقيقة النصر هي من عند الله تعالى، قال تعالى وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الانفال: 10).
3. تحقيق النصر يحتاج إلى اجتماع الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية بالقدر المستطاع، والتوكل الصادق على الله عز وجل، فيكون بذلك التوفيق الرباني في تهيئة أسباب النصر مع التأييدات الربانية.
4. إحقاق الحق، وإبطال الباطل، لا يكونان فقط بمجرد البيان النظري للحق والباطل، ويظهر ذلك في قوله تعالى: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّآئِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (الأنفال: 7 - 8).
5. علو العقيدة الإسلامية على سائر المصالح والمطامع الدنيوية، ويظهر ذلك في تعدي الأنصار العهود التي قطعوها في بيعة العقبة الثانية من أجل عقيدتهم، وكذلك مواجهة المهاجرين أقاربهم وأهليهم في المعركة.
6. استحقاق المنزلة الرفيعة، والتقدير الكبير، بالأعمال الصالحة والعظيمة. إلى غير ذلك من الدروس والعبر الكثيرة والعظيمة.