وبصيغ اسم الفاعل واسم المفعول، وتكرر بصيغه المختلفة في القرآن الكريم ثلاثاً وثلاثين ومائتي مرة 233 جاء بصيغة الفعل في عشرة ومائة موضع 110، منها قوله عز وجل: فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره (البقرة:144). وجاء بصيغة الاسم في ثلاثة وعشرين ومائة موضع 123 منها قوله عز وجل: الله ولي الذين آمنوا (البقرة:257)
ولفظ ولي بصيغه المختلفة ورد في القرآن الكريم على عدة معان، نذكر منها:
*الولي بمعنى الناصر والحليف، وأكثر ما جاء في القرآن بحسب هذا المعنى، من ذلك قوله سبحانه إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله (الأعراف:3)
ومن هذا القبيل قوله عز وجل الله ولي الذين آمنوا (البقرة:257) أي: الله سبحانه نصير عباده المؤمنين وظهيرهم، يتولاهم بعونه وتوفيقه.
* الولي بمعنى الرب والمعبود، من ذلك قوله عز وجل: قل أغير الله أتخذ وليا (الأنعام:14) أي: رباً ومعبوداً وناصراً دون الله.
*الولي بمعنى الولد، من ذلك قوله عز وجل فهب لي من لدنك وليا (مريم:5) يعني: ولداً؛ بدليل قوله تعالى بعد: يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا (مريم:6).
*الولي بمعنى الصاحب، من ذلك قوله تعالى ولم يكن له ولي من الذل (الإسراء:111)، أي: لم يكن له صاحب منتصر به في العمل. ونحوه قوله تعالى ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا (الكهف:17) أي: لن تجد له يا محمد خليلاً وحليفاً يرشده لإصابة الهدى.
*الولي بمعنى الصنم والوثن، من ذلك قوله تبارك وتعالى أم اتخذوا من دونه أولياء (الشورى:9) أي، بل اتخذوا من دونه أولياء يعني أصناماً.
*الولي بمعنى القريب في النسب، من ذلك قوله سبحانه يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا (الدخان:41) قال ابن كثير: لا ينفع قريب قريباً،
*الولي الوارث والعصبة في الميراث، من ذلك قوله تعالى على لسان زكريا عليه السلام» وإني خفت الموالي من ورائي (مريم:3). أي: الورثة، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «الموالي: العصبة»، يعني: الورثة. قال الطبري: «والعرب تسمي ابن العم «المولى».
وقوله تعالى فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير (الأنفال:40) أي: نِعْمَ المعين لكم ولأوليائه.
وقوله سبحانه هنالك الولاية لله الحق (الكهف:44) قُرأ الولاية بفتح الواو: من الوَلاية، أي: الموالاة لله، والمراد بها الولاية في الدين.
وحاصل القول: إن لفظ الولي في القرآن الكريم جاء على عدة معان، وأكثر ما جاء بمعنى النصير والحليف، وجاء بنحو أقل بمعنى الأوثان والآلهة المعبودة من غير الله، وجاء بمعنى القريب في النسب، والورثة، والصاحب، والولد. والمهم في هذا السياق، أن لفظ الولي له ارتباط وثيق بموضوع العقيدة؛ إذ ولاء المؤمن لا يكون إلا لله سبحانه وحده، ولا يكون لأحد سواه، وهو سبحانه الذي يتولى عباده الصالحين.