اما الصورة الصحفية فتعبيرة متمردة وثائرة هي ايضا تجسيد للواقع ونقله بكل جرأة والصورة الصحفية احيانا تلخص آلاف الكلمات ولان للصورة عالمها، يحتضن المركب الثقافي بالمنستير فعاليات الدورة الثانية عشرة للصالون الدولي للصورة الفوتوغرافية، وتحمل الدورة اسم المصور عبد الحميد كاهية .
وعبد الحميد كاهية هو مصور صحفي قدّم الكثير للصورة في تونس وخارجها درس التصوير في فرنسا عام 1948 وهو احد المصورين المرافقين للحبيب بورقيبة كما انه واكب اغلب الاحداث الوطنية التي عاشتها تونس ونقلها بالكاميرا على غرار احداث ساقية سيدي يوسف و احداث رمادة واحداث معركة الجلاء ببنزرت كانت الكاميرا سلاحه لينقل الحقيقة الى تونس والعالم، فهو الصحفي والفنان الذي ترك كتابا بعنوان «تونس» وثّق فيه لتراث الجمهورية بجزءيه المادي واللامادي، كتاب كانت الصورة فيه وثيقة تاريخية هامة كما قال المصور والفنان كريم الزين..
وفي برنامج الصالون تنطلق صبيحة اليوم السبت 27افريل فعاليات مسابقة «وجوه وتعابير»، اذ يمثل الصالون الدولي للصورة الفوتوغرافية فرصة لتلاقح التجارب ولقاء المصورين الذين يحملون بصمات ورؤى فنية مختلفة، الصالون هو وسيلة لاكتشاف تجارب اخرى وتعريف ضيوف المنستير على عادات الجهة وخصوصياتها من خلال المسابقة السنوية التي تهتم بموضوع يخص المنستير لتشجيع المصورين على معرفة المدينة اكثر والاقتراب من مواطنيها والتعرّف على النسيج المجتمعي والمعماري والثقافي الملوّن لهذه المدينة.
ثم سيقع تدشين المعرض الجماعي «معالم اسلامية» بسور مدينة المنستير، يتكوّن من 100لوحة لمائة مشارك من تونس ودول عربية مثل مصر والاردن والجزائر والعراق معرض تكون فيه الكاميرا صوت التاريخ وعين المتفرج ليكتشف ويتجول في مجموعة من المعالم الاسلامية في تونس وخارجها معالم تأتي بها عدسة الكاميرا وثقت جمالياتها وسحر عمارتها لتقدمها لجمهور روسبينا.
وللموسيقى حضورها مساء مع عرض ترانيم الاوتار بقيادة الفنان جاسر العاشق ويختتم برنامج اليوم بخرجة تصويرية ليلية لربوع روسبينا الهادئة.
اليوم الثاني للصالون سيخصص للسياحة الثقافية من خلال خرجة الى مدينة المهدية الفاطمية للتعرف على اثار العمارة الاسلامية ومميزاتها وجولة في ربوعها وعمارتها، المهدية التي يقول عنها حسن حسني عبد الوهاب في كتابه خلاصة تاريخ تونس”المهدية مدينة جليل قدرها، شهير في قواعد الإسلام ذكرها، وهي من بناء عبيد الله المهدي أول خلفاء العبيديين وإليه تنتسب، وكان ابتداء بنائه لها سنة 303هـ/ 915م وجعلها دار مملكته، وأول ما ابتنى منها سورها الغربي الذي فيه أبوابها، ثم أمر بحفر مرسى المدينة، وكان حجرا صلدا، فنقره نقرا وجعله حصنا لمراكبه الحربية، وأقام على فم هذا المرسى سلسلة من حديد يرفع أحد طرفيها عند دخول السفن ثم تعاد كما كانت، تحصينا للمرسى من دخول مراكب الروم وابتنى «دار الصناعة» وهي من عجائب الدنيا، وكان اتساع المهدية في أول بنائها من الجوف إلى القبلة قدر غلوة سهم، فاستصغرها المهدي عند ذلك، فردم من البحر مقدارها وادخله في المدينة فاتسعت «ليتجول المصورون في سحر تاريخها وربوع مكانتها الاسلامية» ليستكشفوا الرباط والسقيفة الكحلة أو باب زويلة وهو باب محصن في مدينة المهدية في تونس. أعيد إعمار السقيفة
في القرن السادس عشر في مكان الباب الأصلي للمدينة التي دمرها الإسبان عندما انسحبوا من المدينة في 1554. لا تزال هناك بقايا لجدار مدينة المهدية بارتفاع 10,8 متر. في داخل السقيفة ممر بطول 35 مترا يؤدي إلى المدينة القديمة حيث منطقة التجارة التقليدية والمساجد والمباني والأماكن العامة والمنازل، وفي نهاية المطاف إلى القلعة العثمانية «البرج الكبير». يتكون الباب من برج يمكن الصعود إليه من بناء متحف المهدية المتاخم للسقيفة، حيث يطل على مدينة رأس إفريقية وميناء المهدية، ومتحف المهدية ، جولة تصويرية تكون العدسة مطية لتوثيق تفاصيل الجمال في هذه المدينة الهادئة الجميلة.
ثم تكون العودة الى المنستير ولقاء مع شهادة حية بخصوص تجربة عبد الحميد كاهية في التصوير يقدمها المصور الفنان عمر عبادة حرز الله وتختتم فعاليات الصالون بعرض موسيقي «الخرافة» لاسامة زقية.