أن يصرّح المنتج وليد الزريبي بأنّه تم تحويل وجهة بث هذه الكاميرا من قناة «التاسعة» إلى شاشة «تونسنا» بسبب التعرض إلى تهديدات وضغوطات وهي التي توّرط شخصيات معروفة في فخ العمالة مع إسرائيل، حتى انهمرت التخمينات والتساؤلات الفضولية عن هوية الخائنين للقضية. وبعد نشر قائمة في أسماء «ضحايا» هذا الفخ مع مواقفهم من الكيان الصهيوني حتى انهالت الشتائم على «المتواطئين» والمدائح على «الرافضين»... فكيف استطاعت هذه الكاميرا أن تخرج «ضحاياها» إما في وضع خائن وعميل وإما في ثوب الأبطال؟
بعد تأكيد تعرضه لتهديدات مباشرة وغير مباشرة ومحاولة إغرائه بمبالغ مالية خالية للامتناع عن بث حلقات الكاميرا الخفية «شالوم»، صرّح المنتج وليد الزريبي بأنه لن يتخلّى عن عرض هذه الكاميرا وسيكون الموعد الليلة الأحد على قناة «تونسنا» في حدود الساعة السابعة والنصف.
«فكرة ليست بريئة»
إن كانت فكرة «الكاميرا الخفيّة» تقوم على إضحاك المتفرّج من تصرّفات الضحية الواقعة في الفخ والتي تكون وجها لوجه مع موقف غريب أو محرج أو مفاجئ...فلا شك أن الأمر مختلف مع «شالوم» فهي لا تنشد الإضحاك بقدر ما تسعى إلى فضح حقيقة الضيف عند سقوط القناع.
وعن خلفيات وسياقات إنتاج الكاميرا الخفية «شالوم»، أفاد صاحبها وليد الزريبي في تصريح إذاعي بأنها أكثر من مجرد كاميرا خفية بل هي «فكرة غير بريئة وبمثابة عمل استقصائي واختبار للسريرة...».
ويتمثل سيناريو «شالوم» في استدعاء شخصيات سياسية وفنية ورياضية... لإجراء حوار وهمي لفائدة قناة «سي آن آن» الأمريكية ويتم نقله على متن عربة فخمة إلى قصر فاخر بجهة سكرة. وهناك تتم مغالطة الضيف بأن هنالك سفارة غير معلنة لإسرائيل في تونس ويكون اللقاء مع سفيرة إسرائيل الوهمية صحبة فريق مستشاريها من الموساد. ومن هناك تنطلق محاولات إغراء الضيف ليكون ذراع إسرائيل في تونس ويروّج في الإعلام لإمكانية فتح سفارة إسرائيلية في بلادنا مقابل تقديم كل أنواع الدعم ودفع الكثير من الأموال.
وأمام هذه الكاميرا تتهاوى الأقنعة وتتعرّى الحقيقة في التمييز بين من هو على استعداد لبيع الوطن وبين من لا يبيع القضية!
ضحايا الكاميرا بين أدوار البطولة والتهديد بالقضاء
قبل بث الكاميرا الخفية «شالوم» لتكون حلقاتها هي الفيصل في الإدانة أو توزيع صكوك البطولة، تم نشر قائمة ضيوفها أو ضحاياها مرفقة بموقفها من التعامل مع إسرائيل سواء كان بالقبول أو الرفض. فانطلقت المحاكمات الجماعية للراضخين للإغراءات ووصفهم بأبشع النعوت مقابل تمجيد الثابتين على موقف مقاطعة إسرائيل.
وبدورهم خرج بعض ضيوف هذه الكاميرا من صمتهم سواء كانوا مدانين أو مشكورين على مبادئهم ... وفي صف الرافضين للتطبيع تحدث محمد عبو عن كشف «شالوم» لهشاشة ديمقراطيتنا وحجم الفساد المستشري في بلادنا وصحة المعلومات عن التمويل الأجنبي لبعض السياسيين... وفي السياق ذاته صرح الأمني عصام الدردوري «سقطت في فخ الكاميرا الحفية لكني لم اسقط في مستنقع العمالة والتطبيع...».
على الجانب الآخر من القائمة التي ضمت أسماء أبدوا استعدادا للتعاون مع إسرائيل فقد رد السياسي رؤوف العيادي بأنه سيرفع قضية ضد المنتج وليد الزريبي لأن القصد هو استهدافه مؤكدا تعرضه للضغط لإجباره على القبول.
ومن جانبها ردت زوجة رؤوف بن يغلان على اتهام زوجها المسافر حاليا خارج البلاد بأنه مجانب للصواب مؤكدة أن وليد الزريبي قدم لبن يغلان سيدة على أساس أنها روسية الجنسية وتعمل بمنظمة عالمية ولم يذكر إسرائيل مطلقا. كما هددت باللجوء إلى القضاء
إن وقع التلاعب بالحلقة في المونتاج.
في انتظار بث حلقات الكاميرا الخفية «شالوم» حتى تتجلى الحقيقة ويتبدد الشك... يبقى من المؤكد أن هذه الكاميرا سعت إلى فضح باطن الشخصيات الضيفة واختبار مدى ثباتهم على آرائهم المعلنة للعموم أكثر من اهتمامها بصياغة «فن المقلب» على أصوله الصحيحة.