ضمن مشروع «تونس فاكتوري2018» حيث يحتفي، اليوم، مهرجان «كان» السينمائي ضمن قسم «نصف شهر المخرجين» بعرض أربعة أفلام روائية قصيرة لأربعة مخرجين تونسيين يخوضون لأول مرة تجربة الإخراج بالاشتراك مع أربعة مخرجين أجانب ليست لهم فكرة مسبقة عن تونس.
«قانون الصمت»، «ليالي ليلى»، «العصفور الأزرق»، «خوذو عيني...» هي عناوين الأفلام الأربعة التي ستمثل تونس في قسم «نصف شهر المخرجين» بمهرجان كان السينمائي في إنتاج مشترك بين «مجمّع شركات الإنتاج المتضامنة» وتحت إشراف المركز الوطني لسينما والصورة.
درة بوشوشة والتحدي الصعب
تحتل السينما التونسية حضورا متميزا في الدورة 71 لمهرجان كان السينمائي الذي يتواصل إلى غاية 19 ماي 2018 وذلك من خلال موعدين مهمين، الأول يتمثل في عرض أربعة أفلام قصيرة ضمن قسم «نصف شهر المخرجين» والثاني يتعلق بالعرض الأول لفيلم «ولدي» للمخرج محمد بن عطية الذي نال فيلمه الروائي الطويل الأول «نحبك هادي» عددا كبيرا من الجوائز الوطنية والعالمية.
وقبل عرضها بمهرجان كان، احتضنت مدينة الثقافة عرضا خاصا بالصحافة للأفلام الأربعة التي تمثل برنامج «تونس فاكتوري»بحضور منتجيها.
وفي هذا السياق أفادت المنتجة درة بوشوشة أنه «بالرغم من أنّ المشروع والقصة والممثلين إضافة إلى الفريق التّقني كلهم من تونس، إلا أّنه من الصعب إيجاد نقطة مشتركة مع زملائهم من الخارج القادمين من ثقافات مختلفة، والتحدي يكمن في إبداع قصة كونية انطلاقا من قصة محلية».
وعن مدى أهمية عرض هذه الأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي، أضافت درة بوشوشة:» قرّرنا خوض المغامرة وتحدّي هذه المصاعب، وقد حفّزتنا في ذلك الفرصة التي تتيحها لنا المشاركة ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي والذي سيتمكّن من خلاله المخرجون الشبان من لقاء كبار صنّاع السّينما في العالم والتّرويج لأعمالهم في مختلف البلدان».
«قانون الصمت» والقرار الصعب
بعد أن اكتشفها جمهور السينما في بطولة فيلم «كف عفريت» في دور مريم للمخرجة كوثر من هنية، غادرت الممثلة مريم الفرجاني مكانها أمام العدسة لتحتل مهمة الإخراج ما وراء الكاميرا في أولى تجاربها في الإخراج. وقد اشتغلت مريم الفرجاني على إخراج الفيلم الروائي القصير»قانون الصمت» مع المخرج الفرنسي من أصول جزائرية «مهدي همنان». وتتحدث قصة الفيلم عن احتفال دنيا وأخيها يحيى وأصدقائهما علي وإبراهيم بآخر ليلة تقضيها بينهم دنيا في تونس قبل السفر إلى فرنسا لتحصيل ديبلوم علمي. لكن يحيى يختفي دون أي إشارة أو أثر. فيكون القرار الصعب مابين إعلام رجال الأمن والتورط بالسجن بسبب تعاطي الأصدقاء المخدرات وبين الصمت والانسحاب وكأن يحيى لم يختف، وكأن شيئا لم يكن !
«ليالي ليلى»... المرأة تحت المجهر
في بطولة فيلم «ليالي ليلى» تلعب الممثلة ريم بن مسعود باقتدار دور امرأة يعذبها مرض ابنها المصاب بالتوّحد ويسيطر على مشاعرها واهتمامها ويسرق منها كل أوقاتها وأيامها... فتقرّر التخلص من طفلها القادم وهو لا يزال جنينا في رحمها خشية أن يولد وهو يحمل علّة أخيه... فتتضاعف مأساتها. وتتخذ ليلى هذا القرار وتنفذه دون إخبار زوجها... فكيف ستكون ردة فعله حين يعلم ما خفي؟
«ليالي ليلى» فيلم من إعداد المخرج التونسي إسماعيل اللواتي والمخرجة الإيرانية فاطمة أحمدي.
«العصفور الأزرق» ونشيد الحياة
يستعير فيلم «العصفور الأزرق» عنوانه من اسم مطعم ساحلي تدور فيه أحداث هذا الفيلم القصير الذي أخرجه كل من رفيق عمراني من تونس و المخرجة السيريلانكية سوبا سيفاكوماران. وقد فتح هذا الفيلم أبواب التمثيل السينمائي أمام الفنانة إيمان الشريف لتغني على طريقتها مأساة امرأة يقهرها المرض الخبيث فتهرع إلى الخمرة عساها تنسيها وجعها وتهرب إلى الغناء علّه يمنحها جرعة إضافية من الحياة.
«خوذو عيني...» اللاّ حوار يهدّد الأسرة
في تقنية سينمائية جديدة ولعبة طريفة في تركيب المشاهد، جاء فيلم «خوذو عيني» بإمضاء المخرجة التونسية أنيسة داود والمخرج أبوزار آميني من أفغانستان.
ويتطرق الفيلم إلى قصة أسرة تستبد بها الشكوك وتتقاذفها الهموم بسبب اختلاط الأوراق وتداخل وجهات النظر وسوء فهم الأمور... في غياب لغة الحوار.
وتزامنا مع عرضها اليوم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي بفرنسا سيكون أحباء الفن السابع على موعد فرجة لهذه الأفلام الأربعة انطلاقا من اليوم أيضا في القاعات التونسية.