أخرى للثراء الحضاري والثقافي والتي تتجسد في عناصر التراث غير المادي أو الحي... وأخيرا تم الانتهاء من عملية الجرد الوطني للتراث الثقافي اللامادي. فما الذي جاء فيها؟
تعرّف اليونسكو التراث الثقافي اللامادي بما يلي: «الممارسات والتصوّرات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات - وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافيّة - التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد جزءا من تراثها الثقافي.
إحصاء 32 عنصرا من التراث اللامادي
إن سبقت بلدان المغرب العربي على غرار المغرب والجزائر وموريتانيا تونس بأشواط في تسجيل أكثر من عنصر من التراث اللامادي في قائمة اليونسكو، فإن بلادنا لم تسجل إلى حد اليوم أي عنصر في قائمة التراث العالمي! ولتلافي هذا العجز، تمّ تكوين لجنة التراث الثقافي غير المادي منذ 09 ديسمبر 2013، والتي تضم ممثّلين عن الهياكل المعنية بوزارة الشؤون الثقافية ومؤسساتها المرجعية وثلّة من الخبراء في مجال التراث الثقافي غير المادي وممثّلين عن الديوان الوطني للصناعات التقليدية وعن المجتمع المدني. وباعتبار أنّ الجرد هو أحد أهم آليّات المحافظة على التراث الحيّ كما أنه يمثّل المرحلة الأساسية التي ستخوّل للوزارة المضي قدما في عملية تسجيل مكونات هذا التّراث ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو فقد توّلى المعهد الوطني للتراث القيام بهذا الجرد بمتابعة حثيثة من لجنة التراث الثقافي غير المادي صلب وزارة الشؤون الثقافية.
وأخيرا تم الإعلان عن قائمة الجرد الوطني للتراث الثقافي اللامادي والتي ضمت 32 عنصرا من التراث الحيّ. ولقد تم اعتماد تصنيف يعتمد على سبعة أصناف لمجالات التراث الثقافي اللامادي، وهي : التقاليد الشفويّة وأشكال التعبير الشفويّ بما في ذلك اللغة كواسطة للتعبير عن التراث الثقافيّ اللامادّي، الفنون وتقاليد أداء العروض، الممارسات الاجتماعيّة والطقوس والاحتفالات، الثقافة الغذائية التقليدية، الألعاب الشعبيّة التراثيّة، المعارف والممارسات المتّصلة بالطّبيعة والكون، المهارات المرتبطة بالحرف التقليديّة.
وفاء للذاكرة... حفاظ على الهوية
في الوقت الذي تتسابق فيه العواصم لتسجيل مكونات تراثها اللامادي ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مازالت تونس متخلّفة عن الركب بالرغم من الثراء الكبير والموروث الخصب في مجال التراث الحيّ. وفي هذا السياق يقول أستاذ البحوث في مجالي الأنثروبولوجيا والتراث الثقافي اللامادّي عماد صولة: «إن كانت سلسلة تدابير الصّون من أهمّ مقوّمات ديمومة التراث الثقافي اللامادّي، فإنّ أولى حلقاتها هي عمليّة الجرد التي ينبغي أن تتناول العنصر في سياق ممارسته الأنثروبولوجية، أي من خلال الجماعة أو المجموعة المرتبطة به بحسب ما تعيشه من تحوّلات. فالأمر يتعلّق بضرب من الجرد التشاركيّ الذي يتحقّق على قاعدة التعاون بين الباحثين والخبراء والمختصّين في المجال من جهة، والمجتمع المحلّي ممثّلا في تشكيلاته المختلفة من جهة أخرى. وهو في الآن نفسه جرد ديناميكيّ يستدعي التحيين باستمرار، بما يتطابق مع طبيعة هذا التراث المفعمة بالحركة والحياة. ضمن هذا السياق المفاهيميّ والمنهجيّ العام، واستجابة لما يمليه علينا واجب صون التراث الثقافي اللامادّي ببلادنا، ليس فقط من باب الوفاء للذّاكرة، وإنّما أيضا من منطلق استثمارها في تأكيد الهويّة وإدراجها في التنمية المستدامة، أطلق هذا المشروع، مشروع الجرد الوطنيّ للتّراث الثقافي اللاّمادّي بتونس الّذي، وإن تأخّر إنجازه، فإنّ الأعمال الميدانيّة، بحثا وتوثيقا، المتوفّرة حول الموضوع هائلة وعريقة. وهي تمنح معطيات ثمينة من شأنها تيسير تنفيذ الجرد».
ويؤكد الأستاذ عماد صولة ضرورة تظافر الجهود «جهدا مجتمعيا من أجل صون هذا الإرث الثقافيّ العظيم كطاقة محفّزة للأجيال وذاكرة حيّة متوثّبة نحو الحاضر والمستقبل...» فهل ستجد هذه العناصر الثرية للتراث اللامادي طريقا ممهدا إلى قائمة التراث العالمي؟
قائمة عناصر التراث اللامادي
- فخار سجنان
- مرقوم وذرف
- أقفاص سيدي بوسعيد
- التطريز اليدوي بجهة المنستير،
- البندير بصفاقس
- عصر الزيت بصفاقس
- صناعة الشاشية في تونس
- الاغنية الشعبية بكسرى
- عيد مّيو بالكاف
- ساحة بومخلوف بالكاف
- حرفة السمار بالمطوية
- حرفة الصدارة بالكاف
- حرفة النسيج التقليدي بجهة المنستير
- صناعة الغربال بصفاقس
- إعداد هريسة نابل
- إعداد الملبس بصفاقس
- زردة سيدي بركات بالكاف
- تقطير الزهور بصفاقس
- صناعة السرج بصفاقس
- أكلة البسيسة بلمطة
- كعك قليبية
- شرمولة صفاقس
- المرقة الصفاقسية
- طنارة جربة
- الطرف القرقني
- فسيفساء الجم
- صناعة الفخار المخروط بالمكنين
- نجارة الجبّوز بصفاقس
- مشطية جبنيانة
- فن البيزرة بالهوارية
- الشرفية بقرقنة
- دباغة الجلد بالمكنين