رسالة «الإبِـْرِنشاق ضدّ ثقافـــة اُلْشِّقَاقِ واُلــنّفَاقِ» إلى الدكتورة _ الروائية والشّاعرة الغِنائية آمنة الرميلي

v: الصحراء هي التسمية الأُخرى للمطلق المائي

و«النخلة» أظنها الإسم الجامع لجوامع جمال اُلْبحارِ واُلْصحارِي
(دمتِ باسقة يا نخلة الحبر الحر)

1
تحية حبريةٌ حُرة تليقُ بالقامَةِ والمَقام وبعد:
«رُوحِي سَقَطَتْ»
(فِي أَرْضِ تُونُسَ)
بَينَ غَفْوَتَينِ منْ صَفْحَة
من «كتَاب الأغَانِي»

2
شقيقة الحبر  الحر السيدة الدكتورة_ الروائية والشاعرة الغنائية آمنة الرميلي تلطّفتِ بعفويتك  الحِبريّة  المكثفة ومَدَحْت لي على قارعة الفايسبوك أسلوبي في الكتابة و»لغتي «. 
وهل أساويك في تلويحاتك اللغوية ...يا دكتورة بشهادة القراء وطلبتك  وعشاق « توجانك « أقصد طبعا روايتك.

3
كان   أساتذتي في الثانوي وفي الجامعة يمدحون «لغتي» العربية و الفرنسية . ذات مرة قدمتني أستاذتي مدام فاطمة حداد التي لولاها لأطْردت من الجامعة «لأمر لغوي» بيني وبين عميد الكلية صاحب رائعة «الموت في الشعر العربي ..» ان لم تخني ذاكرتي   رحمهما مُدَبّـر اُلْوُجودِ   قدّمْتْنيَ  للسيّدةِ اُلْراحِلة  طَابَ ذِكْـرُهَا سوزان باشلار و هيّ مَنْ هيّ...  في مجال الدراسات والبحُوث  وانْ قُلتُ لهَا  أنّ أهْلَ مِصْرَ قدْ اُكتَشَفُوا الفيلسوف الأنجليزي  «كارل بوبر» قبل أهل فرنسا وقدّمتُ لها الدّليل فقالت لي يتواضع العالمات :

نحْن في فرنسا نُعاني تخلّــفا على أقلّ تقدير بقرنٍ كامل مقارنة بسائر أرُوبا ... ناهِيك عَنْ أمْريــكا « . حينهَا اُبتهجَت مدام فاطمة حدّاد  وفهمتُ من تلك الإبتسامة « أنْ خفّفْ القَولَ عنْها ...» وحين توغّلنا في اُلنّْقاش قَالتْ لي بنت «باشلار»  حَرفيّا : «هَلْ أنْتَ مِنْ أُصُولٍ فَرَنْسيّةٍ ...لُغتُكَ شِعْريـّـة....» قلتُ لهَا   غير مجامِلٍ تعلّمتها من لغة والدك غاستون باشلار الذي كان يردد «لا شكّ أنّ الجنّة مكتبة كُبرى.. وشاقني كتابة التحليل النفسي للنار» ... والمكتبة حدَثٌ معماري_ سَرْديٌّ لغَوي ..». فأطرقتْ وأطرقتْ معَها أستاذتي الرائعة وقالت لي سوزان باشْلاَر وفي عيْنيها ألق غَريبٌ وهي تلتفتُ لمدام حدّاد : ذكرتني بطفُولتي .. ارَجعتني الى ما يزبد عن الخمسين عاما «. فأصَابني خجل البدو... و ذات مرة سألتني احلام مستغانمي عبر هاتف آدم فتحي :«من أين تأتي بلغتك» فأربكتني ... وقلت لها « أنت صاحبة معلقة» ذاكرة الجسد «وتسألينني من أين آتي يلغتي ..؟  لغتي لم أخترها ...وقد تكون كُثَافَة المسرّاتِ والأوجَاع التي للسُّلالة ..وسارعت بتغْيير الموضوع . وفي قفصة قال لي محمود درويش أمام الجميع : أنتَ سوف تقتلك لغُتك ... حين تَشْرَقُ بمجازٍ ..» فقلت له «خفّف القول عنّي... أنت تخاطب نفْسك . أتعرف انك شقيقي في الميلاد وأن 13 مارس_ آذار( ذكري عيد ميلادنا ) هو يوم ظُهور الخُطاف» كما ورد الأمر في  عجيبة «عجائب المخلوقات» .. وأنا وأنت يا ابن حوية  اختطفتنا أطيار اللغة ونعْرفُ فرفة  النّسور وإيماءات البُغاث «وأغرب ما في الأمر يا دكتورة أنّ يوم رحيل محمود درويش إلى كتاب الكَون ... يقابله يوم «ارتْباك الرياح» كما كنت قدْ كتبتُ ذلك ذات مرة في ذات ورقة .

4
«الأسلوب» و«اللغة»  .. «الكتابة» و«نشَر الكتب على الناس» ..أي جُرْحٍ حَركتِ  عندي _ يا شقيقتي في الحبر والوطن _ بعفويتك  ودقّة ملاحظتك  و  بما تمنّيت عليَّ مِنْ ضَرورَة  عدَم إهمال أشْتات  أمْشَاج حِبري المشـتَّـــتـــة..
أنا هكذا يحدثُ لي   كما يمكن ألاّ يحدث  لي أن أفهم الرّسائل الواضحة والمُشفّرَة التي تَردُ في ما يمكن لي تسميته «بريد الأماني»  وأنتِ تمنيتِ عليّ فعلا نشْر ما أكتب في كتاب . قيل _ يا شقيقة الحبر_ في متون اللغة القديمة وفق تصريف وتصرّف حبري حُرّ مني « الأمنيةُ إنما هي مُؤنث المسْتحيل» وهذا التّعريف   الإجرائي اللطيف يبقَى من باب الإجراء الوقائي   لا غيْر  هو ّمن نحْتيَ اُلْشخصي وَلاَ يحقُّ لأي كائن كتابي اُستعماله دون إذْن شخصيٍّ مني حيا أو ميّتا . تذكرت «ديوان شقيق الورد».

5
«رُوحِي سَقَطَتْ 
(فِي أَرْضِ تُونُسَ )
بَينَ غَفْوَتَينِ منْ صَفْحَة
من «كتَاب الأغَانِي»  

آه من «الأماني» يا دكتورة .تركتنا «الأماني» في حــَيز «اللاّمُسْتَحيلْ» لأنّ « المسْتحيل مِن الحَول والتّحوّل ... ونحْن_ الغامِضَة هذه _ نتفَكّكُ ولاَ نـَـكادُ نتـَحوّلُ ... لنَا مِنْ صِفات النمْل الحَركَة وتعْوِزُنا حِكْـمَة البُطء وحُسن التدبير زمن الأزمات  ولُطف التّكاتف زمن المحَن المكرورة على الرأس التّونسي منْذُ فرار بن خلدون من «وطنه» وتشرّده شَرْقا وغَربا ...
 (وعي بالزمن  مُترهّل) . شخصيا بقيتُ في مقام «الوُقوف الجميل» كما يحلو لي أنْ أقول  لشقيقة من «شقائق النعمان الحبري» . لا يعنيني أن أرى لي كتابا جديدا يُنشر وإن في أكبر دور النشر لا اليوم ولا يوم البعث والنشور إن توفرت لي فرصة الحُضور.. إنْ لم أكن قَدْ تحوّلت على يـَدي الصّانع القدير الى نسغٍ بذْرة من البُذور أو هَباءة غير منثُورة  في  واحدةٍ  من الأحْجار  أوْ الصّخور _»  آه «أفضل من أفضلهم صخرة لا تظلم الناس ولا تكذب» –قال حبيبنا أبو العلاء  . لا تعنيني الترجمات على أهميتها ولا الجوائز المكدُوح من أجلها من قبل طلابّها الزاحفينَ على بطون حِبرهم لإرضاء» أذواق «القائمين والقيّومين على منْحِها ... «نعرفها تلك الطيور» قال شاعر «الفصول في الجحيم» مجدُ فرنسَا الشّعْري  طريدُ اُلأهل رامْبو . منْ جرّب «حياة القُمّل» و«التجارة بالخشَب والأسْلحة» ...

6
ما معنى أن يكون الكاتب موظفا عند دار نشر أو جهة مانحة للجائزة ...؟ .نشر كتاب لن يزيدني شخصيا غير نكدٍ على نكدٍ في أرض المناكيد .أمّا البحثُ عن الوجَاهَة فهو بضاعة فاسِدَةٌ  كاسِدَةٌ عنْدِيَ . قدْ اكْتفيتُ بذاتي النرجسية التي افْلحها يوما بعد يوم . أنا بُستاني نرجسيتي ولا أعرف أنّ نرسييس الذي لم يكن جَميلا قدْ قتل أحَدا. ما قيمة ذات كاتبة يا دكتورة دون جُرعة  غير قاتلة من النّرجسية المرحة الراقصة ( في الشعر والادب والمسرح والصحافة...). النرجسي لا يقبَل الإهانة على نفسه ... ولا على وطَنه ولا على لغته ... ويموت بشهقة حبٍّ أو كمدٍ   لئلا  يَفْقد  رَونق أناقة صورته... ولا يكْره سواه لأنّه لا وقت له ليكره سواه لأنه فعلا يحب نفسه على طريقته دون أوامر جماليّة من سواه  وفق تلويحة من تلويحات «المتنزه المنفرد بنفسه» .. ومن أقصد غير معلّمي جان جاك روسو ...الذي جرب التشرد والجوع والتجاهل والعزلة رغم المجد .

7
«رُوحِي سَقَطَتْ 
(فِي أَرْضِ تُونُسَ )
بَينَ غَفْوَتَينِ منْ صَفْحَة
من «كتَاب الأغَانِي»  

مجموع مقالاتي المنشورة لوحْدها الكاملة تساوي 12 مخطوطا بنسبة 220 صفحة على قياس 13/ 21 . غير المقالات المبتورة . ومقدمات «الدواين الشعرية» الموزعة بين دواوين السادة الشعراء ... زائد الحوارات المطولة التي أجراها صحافيون وكتاب لسنوات طوال معي منها الحوار الذي اجرته جريدة «القدس العربي» على حلقتين اجرته معي السيدة الروائية آمال مختار وحوار مجلة أفاق عربية «اجراه معي السيد الشاعر هادي دانيال . وحوار السيد الروائي كمال الرياحي لمجلة « عمّان» يمثل كتابا قائم الذات لوحده ..و«محاضرة مسقط» لوحدها كتاب ... لكني وبصدق أصبحت اقرفُ من الشأن الثقافي في عموم بلاد العرب . .. بجميع جمّاع مؤسساتهم. معظم المشرفين على تصريف الرأسمال الرمزي الثقافي لا هم لهم غير تنمية منسوب الكسب والتربّح السهل ... لو أني أكتبُ كل ما أعْرفُ عَن الشأن الثقافي التونسي وسيرة المثقفين لن يتحملني أحد وسوف أتهم رأسا وقلما «بالحقد» و«التّحامل».. ومجانبة الموضوعية . حين اصدرت أهم كتبي على الإطلاق « كتاب الجراحات والمدارات « ..ثمة من الجامعيين من اتهمني بكوني اجترحُ عناوين كتبٍ لاَ وجُودَ لها أصْلا  يا للعار؟  كأن قدر «الكاتب» أن يكون «ملحقا» من لواحق السلطة السياسية ...؟ اعطني واحدا فقط من « الكتاب» و«الشعراء» والفلاسفة ..  من «أبناء جيلي» وحتى «المنشطين في جمهوريات الثقافة جهازا» جهازا من أجهزة الأمْن الفكري  على طريقته.؟ اوووف كأن الذاكرة مُعطّلة عندنا وهي فعلا كذلك. دلوني على كاتب أو كاتبة تم تكريمه قيل الثورة أو بعدها لم يكن من

الراضين عنه ومشهود له بحسن السيرة الحبرية ... واذا صادف ان اصبحت كتاباته تشكل « خطرا « اما تتم رشوته ..إن هو قبل ..تروّج السلطة حتى لحماقاته ضدها اذ تعتبره مجرد  «قاراكوز». قِرْد اضحَاكٍ عنْد أصحاب الأموال والوجاهات  وانْ هو رفض التعامل معها تلك السُّطة  « يــٌفرد افراد البعير المعبّد «. ان فساد الحمولة السياسية انما هي في الجوهر فساد في النسغ الثقافي بكل أنظمته المرجعية .. وباختصار أغلب اهل المحنة الحبرية في تونس _ وانا واحد من مجموع الجماعة _ يصابون بمرض يمكن لي تسميته « التُوناس « ؟ على وزن فُعال الصيغة العامة لتسمية الأدواء التي تبقى بلا أدْويــةٍ  صالحة « للشفا والنجاة «.هذا « التّوناس « يتمثل في كون « التونسي « لاَ يْحِملُ الفعل الى مداه .. فكأنما نحن أهل تونس كُلنا من مواليد» برج الحوت»_ مثلي تماما _ تتخذ الخاتمة عندنا إن كان ثمّة خاتمة شكل « ذيل السّمكة « في كرة القدم « و» السياسة « و» الاقتصاد « و«الثقافة « « ومسائل القلب وشؤون العاطفة كذلك وأيضا  وآخرها  «الثورة الربيعية « إلى الحد الذي جعلني استحضر دائما صرخة الشابي ليلة وجع عاصف استقر مُستبسلا عنده بين اللحم والعظم : « إني يائس من المشاريع التونسية « وأنا الآن كذلك ..حين هذا الحين .

8
اكتب  لك  يا دكتورة آمنة  هذه الأسْطُر بوعي تاريخي _ساخرا _ وأنا لا أملك ما يزيد عن دينار تونسي واحد لتنكّر السيد « البنك» لعقد بيني وبينه من طرف واحد وهو ذلك الواحد ولا أعرف كيف سوف أتدبر غدا غذاء قططي أصلا .. أنا الذي آخر طبعة رابعة من كتابي «ما الفلسفة» سحبت منه 10 آلاف نسخة.
انا التونسي الذي سرق ناشرون يساريون جرّبوا محنة السجن كتاباتي وكتبي في بلاد العرب وحين طالبت بحقوقي اتهموني بالعمالة للسلطة _ أبناء ما دون مقام الكلب _ كما تم السطو على مكتبتي ذات الستة آلاف كتاب زائد المجلات والدوريات ... ما ابلغ ذلك الفُصيل في مقدمة ابن خلدون الذي يقول قول الراسخين المتمرسين بامتحان محن الأيام الطوال: «إن السعادة والنجاح إلى جانب أهل الخضوع والتملق». وأنا شخصا ونصا لا اقبل على نفسي ولا لأي كاتب وكاتبة : الخضوع والتملّق .. _ ليس صدفة أن نكون استطراديين  في كل شيء  تقريبا لأننا من سلالة استطراديّه  في الحقوق كما في الواجبات _.
آه يا دكتورة . من أجمل ما قال ايميل سوريان في آخر الحوارات في حياته قال :«لو تحتفظ لي الإنسانية ببعض الجمل_ الشذرات_ سوف أكون سعيدا من مثل هذه الجملة : «إن جولة في المقابر والجبّانات لأبلغ درسٍ في الحكمة»... كما ترين يا نخلة الحِبر السّامقة , شقيقة الحبر الحُر هذه العبارة «السّوريانية» كان يـُرددّها الأجداد والجدات على طريقتهم الرّعوية

العفوية التي تمضي لقول «المعنى» سهْما لا يَخيب وتماشيا مع الكاتب «المالينْخولي» السّوداوي سوريان صاحب رائعة «المياه كلها بلون الغرق» التي ترجمها الأروع صاحب ديوان « نافخ الزجاج الأعمى» ومن أقصد غير الشاعر شقيقي في أيام المِحْنة آدام فتحي . أقول من قبل ومن بعد... سوف أكون على درجة من البهجة الموصوفة في « كتاب قطب السّرور في  الأنبذة والخمور « لذلك الرقيق القيرواني لو تحتفظ لي السلالة بعبارة من مثل « لا رئيس لي سوى راسي « أو « لقد ربحتُ كلّ خساراتي « أو « يا أرضا أضاعتني وأُخرى تغتال روح المتنبي « أو «إذا تعذّر التوزيع العادل للثروة فإني أطالب بالتوزيع العادل للقمع «  سوف أكون على سعادة شاهقة . آه ما أبلغ الرسالة التي برر بها التوحيدي « تحْريق « كتبه في القرن الرابع للهجرة _ العاشر للميلاد . العصر الذي اسماه أدام ميتز «عصر التنوير العربي»

  يا صديقة الحبر الحر . ذات سنه كتبت محتجا لرئيس الدولة التونسية  المغفور له سياسيا والمقفوز به  إلى أرض الحجاز أو المخدوع السياسي الذي كان قِبْلةَ ومَوْضع تقْبيلِ الكثير من الكتاب والشعراء وأهل المسرح والفلاسفة والمؤرخين حتى على طريقة « الجّعَيطيين» و«الجعيْطيات»... كتبتُ بعد اعتداء شخصي عليّ وضد الوضع المهين لأصحاب المحن الحبرية الأحرار في الديار التونسية كتبت بصفتي الكاتب الحر قبل تأسيس «رابطة الكتاب الأحرار» التي تورّك عليها شيخ من شيوخ اليسار المستعار عملا بحكمة «الخواجة جحا «حول  (حكاية الجدار والمسمار) كتبتُ حرفيا « لا يعقل أن يكون الشّرف للبلاد والدّمار للكتاب».
 سلام وما يليه السلام .لا خوف أنا مُبرنشق ... تماما رغم كل ذلك وما سبقه وما تلاه يبقى « المعنى من كل شيء محنته» تقول حكمة العرب:  
(الكتابة فعل في العزلة) ..

لقد عزّ بي «نرسيس» شهيد « سوْرَة حُبه لذاته وتعشّقّه صورته في مَرايا الماء وان هو لا يعي بالضرورة أثقال عزلته .. اخترغتُ له شخصيا شخصا شقيقا يقاسمه عزلته الانطولوجية والتارخية وينقذه من سطوة الشّرَق بالماء لينقذه هو بدوره من غيلان العطش في البيداء. اخترعت له _ هذا النرسيس» «نرْجيس الصّحراء» الذي ولد من «كُرنافة» نخلٍ في قلب الصحراء عند مَرايا الرّملاء ذات رمْضاء في المٌمْتد الرّملي مُفلق الجمال والجلال والطيّار بالألباب وبنات جنّيات الخيال ..
الصحراء هي التسمية الأخرى للمطلق المائي 
و«النّخلة» أظنها الاسم الجامع لجَوامع جمال اُلْبِحارِ والصّحارِي السيدة الروائية الحالمة بالمُمْكن الجَمالي في أرض «جلد الغزال»_ تونس.

10
لقد كتبتُ لك ما كتبتُ وفي ذهني تتردّد لازمة الشاعر الكوني العظيم «طاغور» ضد طاعون اليأس 
 «إذا كنت تبكي لأنكّ لم تر الشّمس فلسوف تفوتك رؤية النجوم «  لا  أرانا سيّد الكائنات والأكوان في مشاريع هذه الأوطان مشارقا ومغاربا النّجومَ في غير الليل .. أما أنّا قدْ رأيناها تلك النّجوم في النهار وعند واضحة الفضيحة فهذا أكيد . أنا لا أعْرفك وأنت لا تعرفنني غير « نصّ» أما شخْصٌ فلاَ .

   11           
قد يكون  الأكيد عندي كما عندك أن « صداقة النص» أخلص للإخلاص من « صداقة الشخص « لأنها الأنقى والأتقى والأبقى  في كتاب وَرَخِ _ قمر_ التاريخ 
دمت باسقة وارفة شاهقة يا نخلة الحبر الحُر في أرْضِ « جلد الغَزال» _ تونس كَما يحْلو لي أنْ أسميها
فليكن أنّ  

«رُوحِي سَقَطَتْ 
(فِي أَرْضِ تُونُسَ )
بَينَ غَفْوَتَينِ منْ صَفْحَة
من «كتَاب الأغَانِي»

كما كتبتُ في « شقيق الورد «
لسْتُ آسفا لأنها لم تسقط في أرض   سواها .
دُمتِ ودامتْ تونس حُرّة بحرائرها وأحْرارها

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115