اصدارات: وقائع المدينة الغريبة لـعبد الجبار العش النبش في ثنايا الواقع وتفاصليه المدجّجة بالوهم

بعد روايته الاولى «محاكمة كلب» صدرت للروائي التونسي عبد الجبار العش روايته الثانية عن دار الجنوب ضمن سلسلة عيون المعاصرة وقد اختار لها عنوان «وقائع المدينة الغريبة» وذلك في مائتين وعشر صفحات وقد تولى الدكتور محمود طرشونة التقديم لها بقوله: «هي من النصوص القليلة التي لا يجود بها الابداع التونسي باستمرار ان هي الا فرائد وعلامات

مضيئة في مسار الرواية تدل على ان النبوغ طاقة كامنة في وجدان كل كاتب يرغب في تفجيرها بادوات يبتكرها ويوظفها التوظيف الخلاّق».

لقد صوّر عبد الجبار العش في روايته وقائع المدينة الغريبة احداثا غير معهودة لكنها غير منبتة عن الواقع المعيش فالسارد في هذا العمل الروائي هو احدى شخصيات الرواية وان لغته /لهجته لا تخلو من السخرية المبثوثة في ثنايا الكلمات والتراكيب والصور وذلك للتعبير عن حقيقة العصر والنظر في مختلف قضاياه.
يقول عبد الجبار العش في اخر الرواية ما يلي : هكذا يا سادة كانت نهاية شتل ونويورة ذلك ان ان شتل كانت له بنت تركها في حضن أمها حين أذردوه من بلاده ليلجأ الى مدينة المراحيض صعلوكا هائما على وجهه وما كان يعلم ان لصروف الزمن الا عيب واعاجيب..كبرت ابنته فويورة يتيمة بعد ان ماتت أمها بداء قاتل فجيء بها لتكبر وتخدم في مقام ولي في المدينة التي حل بها شتل مصادفة فكان ان انتشلها يوم فرت من امين مقام الولي الذي حاول اغتصابها فحملها وسكن اليها وحدث ما حدث من قصة حبهما التي كانت الابتسامة اليتيمة على ثغر سكان مدينة المراحيض».

أما الاستاذ محمود طرشونة فقد ذكر ان رواية (وقائع المدينة الغريبة) لبعد الجبار العش هي ومثيلاتها هدية المغرب الى المشرق مهد الحضارات والديانات والذي اهدانا نعمة الاسلام صافيا مشرفا في البداية ولكنه سرعان ما دٌسّت فيه سموم قاتلة كالتطرف والتعصب والطائفية وتعدد الملل والنحل والشعوذة وسخيف الفتاوى وكان لابد للمغرب العربي من اهداء المشرق العربي نٌبذا من العقلانية وترياقا للوقاية من تلك السموم التي تسربت الى العقول فشلّتها والى الارواح فاوهنتها وليس كالابداع ترياقا يزيل ما علق بالاذهان من اوهام وما اصاب الذاكرة والخيال من جمود والنفوس من اطماع في جنة تنال في شرعهم بالمقايضة والباطل من العقائد والزائف من الشرائع.
لقد سبق للشيخ اسماعيل التميمي ان افحم واسكت الفقيه الوهابي في المشرق محمد بن عبد الوهاب في رسالته الشهيرة (في الرد على الظلالة الوهابية) من حيث الفقه والاجتهاد والشرائع وهاهي هذه الرواية تنحى تقريبا نفس المنحى ولكن بأسلوب أبي متميز يشد اليه القارئ بما في العمل الروائي من احداث وسرد وحبكة وما الى ذلك من تقنيات الرواية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115