الروائي كمال الرياحي لـ «المغرب» : «بيت تونس للرّواية» لن يكون كلاسيكيا

للرواية في تونس تاريخ عريق وأثر عميق وهي التي ترعرت في حضن أب الرواية البشير خريف وشبّت على يد المبدع محمود المسعدي وها هي تكبر بعيون فرسان القلم كل يوم أكثر فأكثر ...لهذا أبى الروائي كمال الرياحي إلا أن يكون للرواية بيت فسعى جاهدا إلى بعث «بيت تونس للرواية» ليكون أول دار للرواية في تونس والعالم العربي.

يعد كمال الرياحي واحدا من أبرز «مدربي» الكتابة الأدبية والصياغة الروائية في العالم العربي حيث أشرف منذ سنة 2008 على العديد من ورشات السرد في تونس وفي عدد من البلدان العربية. كما اقترن اسم الرياحي بتأسيس «مختبر نهج السرد» و»ناس الديكامرون» وورشة «بيت الخيال» الذي حوّله صاحبه إلى برنامج تلفزي ...

بيت الرواية من الحلم إلى الواقع
كيف ولدت فكرة بعث «بيت للرواية» في ذهن الروائي كمال الرياحي؟ وكيف تحوّل الحلم إلى واقع؟ يجيب الرياحي فيقول: «علاقتي بالرواية تعود إلى سنوات بعيدة كتابة وقراءة ومتابعة... فطمحت إلى أن يكون لنا بيت للرواية في تونس هو الأوّل من نوعه في البلدان العربية على غرار الأكاديميات الأدبية الموجودة في أكبر بلدان العالم. وكانت الفكرة أشمل وأعمق من مجرد بعث مؤسسة تعليمية...سيّما وأنّ الرواية تفرض اليوم نفسها بقوة حتى أننا صرنا على يقين بأننا نعيش زمن الرواية بامتياز. وما بين الماضي والحاضر فإن جذور الرواية ضاربة في الحقل الأدبي انطلاقا من تجربة أب الرواية التونسية البشير خريف وصولا إلى تفوّق الروائيين التونسيين في مسابقات الرواية العالمية فقبل فوز شكري المبخوت بجائزة «بوكر 2015» نجح الروائي الحبيب السالمي قبله في الوصول ثلاث مرات إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، كما استطاع علي مصباح حصد الشهرة العالمية.ويضيق المجال هنا أمام تعداد أسماء الروائيين المتميزين في حلبة القلم. هذا دون أن ننسى المقروئية العالية لجنس الرواية في تونس وخارجها من قبل مختلف الأصناف والأجيال... كل هذه الأسباب والدوافع كانت كفيلة بتأجيج حلمي وحماسي وطموحي بتأسيس بيت للرواية في تونس يكون منارة مضيئة في سماء الرواية في كل بقاع العالم».

إصرار و6 سنوات من الانتظار
بعد 6 سنوات من الانتظار والرجاء تحصل أخيرا الروائي كمال الرياحي على موافقة وزير الثقافة محمد زين العابدين لتأسيس «بيت تونس للرواية». في هذا السياق يقول كمال الرياحي:» مباشرة بعد الثورة تقدمت إلى وزارة الثقافة بمشروع بعث بيت الرواية بتونس وفي الحقيقة تحمّس وقتها الوزير عزالدين باش شاوش للبادرة إلا أن المشروع قُبر في فترة الترويكا في عهد الوزير مهدي مبروك ليلاقي الملف المصير نفسه مع تعاقب الوزراء الذين لم يولوا المشروع الكثير من الأهمية بالرغم من تجديد مطلبي في كل مرة!  إلا أن شعلة إصراري على حلمي لم تنطفئ بالرغم من المكبّلات وبالرغم من الإغراءات التي عرضت علي ببعث بيت الرواية في بلدان عربية على غرار الخليج العربي...فإني أبيت ألاّ أقيم مشروعي إلاّ في بلادي. وأخيرا وجد مشروع بيت الرواية آذانا صاغية عند وزير الشؤون الثقافية الحالي محمد زين العابدين الذي أبدى موافقته وتشجيعه وتفاؤله بالمشروع. وقد كلفني رسميا بالإشراف على «بيت تونس للرواية».
وسيكون بعث بيت تونس للرواية تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وإدارة الروائي كمال الرياحي.

وبخصوص مقرّ بيت تونس للرواية أفاد صاحب البادرة كمال الرياحي بأن دار الثقافة ابن خلدون -التي يديرها- تملك من التاريخ والرمزية ما يؤهلها إلى أن تكون مقرا لهذا الهيكل الثقافي الأول من نوعه في تونس والعالم العربي.
وعن موعد انطلاق بيت تونس للرواية في العمل رسميا، أفاد الكاتب كمال الرياحي بأن ذلك سيكون مقترنا بانتهاء أشغال الترميم والصيانة بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون التي من المنتظر ألا تتجاوز 3 أشهر على أقصى تقدير.

رؤية وأهداف ورهانات ...
بدت الرؤية شبه واضحة لدى كمال الرياحي بخصوص مهام بيت تونس للرواية وأهدافه القريبة والبعيدة. وعن الملامح العامة للخدمات والإسهامات التي ستقدمها هذه المؤسسة الثقافية الجديدة كشف كمال الرياحي بأن بيت تونس للرواية سيكون منبر الروائيين وصوتهم المسموع في نفض لغبار العزلة عنهم بعد أن اقتصر ظهورهم على معارض الكتاب واللقاءات المتخصصة والمناسبات الموسمية. وذلك بالتعريف بأدبائنا المقيمين في تونس وخارجها إضافة إلى المساهمة في توثيق أرشيف التاريخ الثري والمشرف للرواية التونسية سعيا لتطوير المشهد الروائي التونسي ومزيد إشعاعه خارج حدود الوطن.
ومن المنتظر أن يكون بيت تونس للرواية مفتوحا لاحتضان لقاءات متواصلة مع الروائيين من كامل تراب الجمهورية خصوصا المغمورين منهم. وأيضا عقد مواعيد قارة لفتح نوافذ على الأدب العالمي.إلى جانب تنظيم مختبرات للكتابة السردية والروائية وورشات للنقد الأدبي ...
وأشار صاحب بادرة بيت تونس للرواية أن هذا الهيكل الأدبي لن يكون منحصرا على فن الرواية ومنغلقا على هذا الجنس الأدبي بل سيكون جسرا للتواصل والاستلهام والاقتباس بين كل من الرواية والسينما والمسرح والفن التشكيلي ...
وشدّد كمال الرياحي بأن بيت تونس للرواية سيكون منفتحا على المشاورات واللقاءات مع الروائيين والمختصين والمخرجين والفنانين وأيضا مختلف الهياكل الثقافية ومكونات المجتمع المدني على غرار نوادي السينما... مؤكدا أن هذا البيت لن يكون كلاسيكيا بل ديناميكيا من أجل غد أجمل للرواية التونسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115