مخرج المسرحية المثيرة للجدل طويلا وخيّر حجب العنوان العربي للعرض الكوريغرافي «ألهاكم التكاثر»، فهل شفع هذا الحلّ «السلمي» لصاحب العمل المسرحي في صدّ موجة التهديد والتنديد عنه؟
تحت غطاء الليل وعلى يد مجرمي الظلام، تعرّض المخرج المسرحي نجيب خلف الله مؤخرا إلى اعتداء بالعنف بواسطة آلات حادة مما خلّف له إصابات بليغة على مستوى الرأس والعين على إثر عودته من عرض مسرحيته «ألهاكم التكاثر» ضمن فعاليات احتفال المسرح الوطني باليوم العالمي للمسرح .
هجوم واعتداء تحت جنح الظلام
في شهر فيفري الماضي كانت مسرحية «ألهاكم التكاثر» من إنتاج المسرح الوطني عرضة لحملة هجوم بدعوى الدفاع عن المقدس قادها الإمام المعزول رضا الجوّادي وانتهت ببعث «المجلس النّقابي الوطنيّ للأئمة وإطارات المساجد» بعدل تنفيذ ومحضر تنبيه إلى مؤسسة المسرح الوطني ...وبالرغم من حجب المخرج لعنوان المسرحية فيبدو أن المسألة لم تتوقف عند هذا الحد !
فبعد أن كان المخرج نجيب خلف الله في الطريق إلى مقر سكناه على إثر انتهاء عرضه الكوريغراي «ألهاكم التكاثر» بقاعة الفن الرابع بالعاصمة تعرّض في حدود الساعة العاشرة ليلا إلى هجوم ثلاثة أشخاص عليه مسلحين بآلات حادة على مستوى نفق محطة القطار بمدينة الزهراء من ولاية بن عروس. وخلّف هذا الاعتداء العنيف على الضحية أضرارا جسدية بالغة سيّما على مستوى الرأس والعين.
وإن حاولت «المغرب» الاتصال مرارا وتكرارا بالمخرج نجيب خلف الله لمعرفة تفاصيل هذه الحادثة الخطيرة ولكن دون جدوى فإن مصدرا مقرّبا من الضحية أكد لـنا أن المعتدين على المخرج جيب خلف الله كانوا ثلاثة شبان مسلحين قاموا بضربه ضربا مبرحا قبل أن يلوذوا بالفرار تحت جنح الظلام مشيرا إلى أن سبب هذا الاعتداء يعود على الأرجح لمحاولة النيل من حرية هذا الفنان وإخماد صوته ... خصوصا وأن هذا الحادث وقع على إثر عودة المخرج من عرض مسرحيته «ألهاكم التكاثر» ، كما أن الجناة فرّوا دون أن يسلبوا الضحية أي شيء مما يحمل مكتفين بالاعتداء لا أكثر...
وسبق للمخرج نجيب خلف الله أن صرّح بأنه تلقى تهديدات علنية ومباشرة على خلفية عنوان مسرحيته «ألهاكم التكاثر».
صمت أهل القطاع... وتفاعل حمّة الهمامي
إن التزمت الهياكل المهنية والنقابية والأوساط الثقافية والمسرحية الصمت أمام حادثة الاعتداء على الفنان نجيب خلف الله حيث لم يصدر إلى حد كتابة هذه الأسطر بيان تنديد أو إدانة لهذا الاعتداء الخطير فإن أولى المواقف المنددة بالمس من كرامة الفنان وإلحاق الضرر
بسلامته الجسدية والمساندة لرجل الفن صدرت عن رجل السياسة حمّة الهمامي.
وقد تفاعل الناطق الرسمي بإسم الجبهة الشعبية حمة الهمّامي مع هذا الحدث المشين قائلا:»»كل التضامن مع المخرج نجيب خلف الله...
ومن الضروري كشف المعتدين للوقوف على الدوافع التي جعلتهم يرتكبون هذه الجريمة... نشتم رائحة الفتنة من خلال بعض المؤشرات ...»
ومهما كانت الأسباب الخفية أو الحقيقية لحادثة الاعتداء على المخرج نجيب خلف الله في انتظار ظهور نتائج التحقيق في حالة فتحه طبعا، فإن هذه الواقعة الخطيرة تأتي لتدق ناقوس الخطر حول منسوب الحريات في بلد ينّص دستوره على حماية حرية الإبداع حتى لا نسقط من جديد في هذا الامتحان العسير...
وزارة الشؤون الثقافية:
حاولنا الاتصال بالمخرج نجيب خلف الله دون جدوى...
بخصوص حادثة الاعتداء على المخرج المسرحي نجيب خلف الله، أصدرت أمس وزارة الشؤون الثقافية البلاغ التالي: «على إثر الصور التي تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي حول تعرض الفنان نجيب خلف الله إلى الاعتداء بالآلات الحديدية، تعلم وزارة الشؤون الثقافية أنها حاولت أن تتصل مرارا و تكرارا بالفنان نجيب خلف الله للاطمئنان على صحته و التعرف على أسباب الحادثة و تفاصيلها.. ولكن تعذر الاتصال به منذ تاريخ 29 مارس 2017، و يبدو أن الإدارة العامة للمسرح الوطني لم تستطع هي الأخرى التواصل معه منذ هذا التاريخ.
و في انتظار أن يتم ذلك وتتعرف الوزارة على ملابسات الحادثة، تعرب لكل الفنانين و المبدعين و المثقفين عن مساندتها ودعمها المعنوي والمادي كي يتواصل الفعل الثقافي في بلادنا وطنيا و جهويا ترسيخا لقيم المواطنة و تعبيرا عن الحق في الثقافة كحق دستوري جاء ليعزز مكاسب الجمهورية الثانية في الفصول 31 و 41 و 42».