«نقرأ لنعيش مرّتين» يبدو أن هذا الشعار لمعرض تونس الدولي للكتاب قد نجح في استقطاب اهتمام أحبّاء الكتاب والحياة من كل مكان... فكانت الأصداء لدى العارضين والناشرين والزّوار إيجابية في مجملها، كما كانت الانطباعات حول أجواء الدورة33 من المعرض طيبّة في أغلبها...
دورة ناجحة أعادت البريق لمعرض الكتاب
بعد أن افتتح أبوابه في 24 مارس الفارط، ورحب بلبنان كضيف الشرف، واستقبل 240 عارضا من 29 بلدا، من بينهم 97 عارضا من تونس، و122 من بلدان عربية، و11 من بلدان أخرى، فضلا عن 100 عارض يمثلون هيئات ومنظمات وجمعيات مختلفة...أقفل معرض تونس الدولي للكتاب أبوابه على أمل اللقاء في دورة جديدة.
وقد تركت الدورة 33 من المعرض أصداء طيّبة في المجمل عن مستوى التنظيم وجودة الكتب المعروضة وحجم الإقبال الجماهيري الذي سجل انتعاشة افتقدها المعرض في دورات ماضية ... وفي هذا السياق أفاد رئيس اتحاد الناشرين محمد صالح معالج في تصريح لـ»المغرب» بالقول: قد لا نجانب الصواب إن قلنا بأن الدورة 33 للمعرض نجحت في مصالحة القراء مع الكتاب وفي جذب أعداد غفيرة من الزوار مقارنة بالدورات السابقة . وقد بلغ هذا الإقبال ذروته في نهاية الأسبوع التي تزامنت مع آخر أيام المعرض والتي شهدت تسجيل ما بين 25 ألف و30 ألف زائر. ويمكن القول أن هذه الدورة كانت الأكثر نجاحا وإقبالا مقارنة بالدورات السابقة ما بعد الثورة.»
وإن أشار رئيس اتحاد الناشرين إلى صعوبة تحديد نسبة صحيحة لمبيعات المعرض فإنه أكد أن أعلى نسبة مبيعات تم تسجيلها في صنف الرواية وكتب الأطفال واليافعين...
سبق لإدارة معرض تونس الدولي أن أقرّت تخفيضات مهمة لدور النشر العربية المشاركة في المعرض من ذلك التخفيض بعشرين بالمائة من معلوم كراء الأجنحة بالنسبة إلى دور النشر العربية وتخفيض بنسبة خمسين في المائة على معلوم كراء الأجنحة بالنسبة للبلدان العربية التي تمرّ بظروف استثنائيّة على غرار ليبيا وسوريا واليمن والعراق وفلسطين ...وذلك بهدف تيسير حضور دور النشر العربية بهذا المعرض بأكثر قوة وفاعلية وانتظام... وفي هذا الإطار أكد رئيس اتحاد الناشرين التونسيين ورئيس لجنة المعارض العربية والدولية باتحاد الناشرين العرب محمد صالح معالج أن جلّ الناشرين والموزعين والعارضين المشاركين في الدورة 33 للمعرض من تونس ومن مختلف البلدان العربية والأجنبية قد عبّروا عن ارتياحهم الكبير لتسجيل حضورهم في مختلف أجنحة المعرض وعن سعادتهم بالمردود التجاري الإيجابي...
وأضاف محمد صالح معالج: «نجحت الدورة الأخيرة في إعادة بريق معرض تونس الدولي للكتاب كواحد من أقدم المعارض العربية، كما كانت مرآة عاكسة لثراء الحياة الثقافية في بلادنا وعمق الحركة الأدبية بها ممّا ساهم في نقل صورة طيبة عن تونس ستكون بلا شك رافدا لمزيد إشعاع المعرض في الخارج...».
ثغرات وهفوات... ومطالبة بهيئة قارة
لم يكن معرض تونس الدولي للكتاب مجرد سوق لبيع الكتب بل كان فضاء حيا ونابضا بالثقافة والفكر من خلال برمجة برنامج ثقافي شمل العديد من الأنشطة المخصصة للكتاب، والأمسيات الشعرية والأدبية، واللقاءات الحوارية، فضلا عن تكريم عدد من الشخصيات العربية والأجنبية وتتويج الفائزين بجوائز المعرض في الإبداع الأدبي والفكري. كما احتضن المعرض 64 نشاطا مخصصا للأطفال واليافعين، حيث سجل ، لأوّل مرة، دعوة مبدعين مختصين في تنشيط الأطفال من صربيا وألمانيا والجزائر والسويد...
وإن اعتبر رئيس اتحاد الناشرين التونسيين للكتاب أن الدورة 33 من معرض تونس الدولي للكتاب تعد دورة ناجحة في مجملها استنادا إلى أربعة مقاييس تقييم، وهي دور النشر المشاركة ونوعية الكتب المعروضة والمردود التجاري والبرنامج الثقافي فقد أشار إلى بعض الهفوات أو النقائص ،قائلا: « لاحظنا غياب الشراءات والاقتتناءات من طرف الهيئات الرسمية والوزارات والوداديات والشركات الخاصة كحركة رمزية لدعم الكتاب ومساندة معرض تونس الدولي للكتاب. كما تخوّفنا من ضعف الحملة الإعلانية والإعلامية قبل انطلاق المعرض إلا أنه وقع تلافي الأمر بعد ذلك خصوصا وأن مدير المعرض يملك صدى واسعا في الأوساط الأدبية وهو صاحب «جائزة البوكر» لسنة 2015. وأيضا تخلف دور نشر عربية مهمة وشهيرة عن المشاركة في الدورة 33 لمعرض تونس الدولي للكتاب ...».
وقد أرجع رئيس اتحاد الناشرين التونسيين محمد صالح معالج هذه الثغرات إلى عدم وجود هيئة قارة للمعرض مطالبا سلطة الإشراف بالمرور من خطوة تعيين المدير قبل أشهر قليلة من انطلاق هذه التظاهرة الثقافية المهمة إلى مرحلة بعث هيئة قارة للمعرض تسهر على التحضير له والاستعداد لفعالياته مباشرة بعد انتهاء الدورة لتكون الدورة القادمة أنجح وأجمل... وكشف محمد صالح معالج أنه تم عرض على وزير الشؤون الثقافية مقترح الإبقاء على الهيئة المديرة للدورة المنتهية أخيرا برئاسة شكري المبخوت لنجاحها في تنظيم المعرض في دورته 33 ولامتلاكها خبرة لا بأس بها في الإدارة والتسيير..وهو ما من شأنه أن يكون منطلقا لإرساء مقوّمات نجاح الدورة القادمة لمعرض تونس الدولي للكتاب.