أمن المجموعة بالدمار حتى يُخشى من دخولها إلى الديار...
يحدث في القرن الحادي والعشرين أن يطالب نائب بالبرلمان في الكويت بإقالة وزير الإعلام بسبب سماحه بعرض المسرحيتين التونسيتين «برج الوصيف» للمخرج الشاذلي العرفاوي و»ليس إلا» للمخرجة انتصار العيساوي.
مسرحيتا «برج الوصيف» و»ليس إلا» في قفص الاتهام !
في دورته الثامنة بالكويت، شاركت ثلة من المسرحيات التونسية على غرار «عنف» و«التابعة» و«كاوو» و«برج لوصيف» و«ليس إلاّ» في مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح.
إلا أن هذا الحضور للمسرح التونسي لم يمر مرور الكرام فبعد مرور عام على انتظام المهرجان تقدم ،مؤخرا، النائب الكويتي «وليد الطبطبائي» باستجواب ضد وزير الإعلام في دولة الكويت الشيخ سلمان الحمود الصباح، كما توصل إلى حشد ثلاثين نائبا مؤيدا لهذا الاستجواب، معلنا نيته سحب الثقة من وزير الإعلام الكويتي .
وقد نقلت مصادر إعلام كويتية أن النائب المذكور استدل بنسخة من العدد الثالث لنشرة المهرجان العربي الثامن التي أصدرتها الهيئة العربية للمسرح في شهر جانفي 2016 للإشارة إلى المشاهد الخادشة للحياء حسب تعبيره. كما قام بعرض مقاطع من مسرحيات تونسية على الشاشات الكبيرة الموجودة تحت قبة البرلمان على غرار ديكور سرير نوم في أحد مشاهد مسرحية «برج الوصيف» لشاذلي العرفاوي ومشهد «عناق في مسرحية «ليس إلاّ» لانتصار العيساوي معتبرا إياها مشاهد مخلة بآداب وتقاليد المجتمع الكويتي حسب رأيه.
ووجه نائب مجلس الأمة الكويتي إلى وزير الإعلام الكويتي «تهمة مخالفة قوانين الرقابة والإخلال بواجباته الوظيفية حيث قام باستثناء تلك المسرحيات من الرقابة دون سند قانوني يبيح له ذلك».
وقد علّق بالأمس وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الكويتي في تصريح صحفي عن خبر إقالة وزير الإعلام الكويتي «لا صحة لهذا الموضوع حاليا والأمر متروك للقيادة السياسية والوزير المعني»، مشيرا إلى أن «الحكومة ما زالت تدرس خياراتها بهذا الشأن».
وتبقى محاولة الفصل ما بين الفني والأخلاقي بمثابة الحجة الواهنة والدعوى الواهية باعتبار أن كل أشكال الفن من موسيقى ورسم ورقص ومسرح وسينما هي بمثابة ثورة ثقافية تحرّر الإنسان من قيود التخلف والقبح والجهل ...