بعد سرقته من متحف الفنّ المسيحي بقرطاج في 2013: العثور على تمثال «غانيماد» النادر في 2016 !

أخيرا... وبعد زمن من الاختفاء بسبب جريمة السرقة النكراء التي سطت على التمثال النادر «غانيماد» من قلب متحف الفن المسيحي المبكر في قرطاج، أعلنت وزارة الداخلية يوم أمس العثور على هذه القطعة الأثرية الفريدة من نوعها قبل

التفريط فيها بالبيع من طرف لصوص التراث والتاريخ وناهبي الأرض والوطن ...
«غانيماد» هو تمثال تاريخي نادر يعود تاريخه إلى القرن الخامس بعد الميلاد، وقد صنعت هذه القطعة الأثرية النفيسة التي تمثل الميثولوجيا الإغريقية من المرمر الأبيض ويبلغ طولها 49 سنتمترا... ويوصف «غانيماد» بأنه اكتشاف لم يسبق له مثيل...

قطعة فريدة وأكثر من لصّ...
في سنة 1973 تم اكتشاف «غانيماد» في الموقع الأثري بقرطاج في تونس، من قبل فريق من علماء الآثار الأمريكيين وذلك في إطار حفريات أنجزت إثر الحملة الكبيرة التي أطلقتها اليونسكو تحت مسمى «يجب إنقاذ قرطاج».
يجسّـــــد هـــــــــذا التمثال «غانيمادس» و«زيوس» في صورة النسر ومعهم كلـــب وعنــــزة نـــائمة.

وتفيد المراجع أن تمثال «غانيماد» كان مهشّما عند العثور عليه فتمّت إعادة تشكيله بعناية ثم عرضه في المتحف المسيحي المبكر بقرطاج. وقد تمت سرقة هذا التمثال من داخل المتحف في أواخر 2013 ليدخل في عداد قائمة الآثار المفقودة والمسروقة إلى حين إعلان وزارة الداخلية يوم أمس عن حجز تمثال»غانيماد» بعد اختفائه لأشهر وسنوات... وهكذا عادت هذه القطعة الفريدة من نوعها إلى الثروة الوطنية والإرث الأثري في سنة 2016. وإن أظهرت صورة «غانيماد» بعد العثور عليه تعرّض هذا التمثال إلى بعض الكسور في أجزائه فلا شك أن خبراء التراث سيتولون مهمة ترميم وصيانة هذا التمثال الذي يعكس تاريخا عريقا وثراء فنيا كبيرا لأرض قرطاج في العصور الغابرة.
وقد أفادت وزارة الداخلية في بلاغ لها أنه «تمّ التعرّف على السارق أواخر سنة 2015 ووقع إيداعه السجن لكن تعذر حينذاك حجز القطعة المذكورة.
وبمزيد مواصلة الأبحاث وتعميقها، أمكن لأعوان الإدارة الفرعيّة للقضايا الإجراميّة بإدارة الشرطة العدليّة أول أمس الخميس حجز التمثال لدى شخص آخر كان يسعى للتفريط فيه بالبيع».

حتّى لا تنهب مافيا الآثار تاريخ الوطن
من سنة 2013 إلى سنة 2016 اختفى تمثال «غانيماد» الذي كان عرضة لأطماع اللصوص وسرّاق التاريخ بفضل قيمته التاريخية ومرجعيته الأثرية ... وبعد أن نجح مختلسو الآثار في الاستيلاء على هذا التمثال النادر لم يكن من السهل العثور عليه أو استعادته مرة أخرى حيث قبض على السارق في 2015 وتم حجز التمثال في 2016 !
وأمام تربص مافيا الآثار والعصابات الدولية بتراث بلادنا وكنوز أرضنا لابد من مراجعة إجراءات الحماية في المتاحف الوطنية وكذلك المواقع التاريخية والثقافية ومن مضاعفة جهود الحراسة والمراقبة في مختلف المعالم والمواقع لحماية الموروث الأثري والتراثي الوطني من السطو والنهب والبيع...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115