في معرض الفنانة التشكيلية نسيبة العيّادي العروسي: المرأة روح الفنّ وإكسير الحياة

هي الشعر والعطر، الشجر والقمر، الأحلام والجمال... هي السنبلة الحبلى بالأمل، والشمعة المضيئة بالنور، والطبيعة في فصولها الأربعة... هي ببساطة امرأة وكفى. ولأنها منبع الإلهام وموطن الإبداع، اختارت الفنانة التشكيلية نسيبة العيّادي العروسي أن تسم معرضها الفردي بعنوان

«المرأة إكسير الحياة» وأن ترسم بأناملها وألوانها لوحات عن المرأة بكل عنفوانها وكبريائها وجمالها...
«المرأة إكسير الحياة» هو عنوان معرض فردي للفنانة نسيبة العيّادي العروسي احتضنه فضاء علي القرماسي بالعاصمة، حيث كان زوّار المعرض على موعد مع جولة شيّقة في عالم من اللوحات والرسومات تيمتها المرأة في مختلف الأزمنة والأمكنة على أجنحة الألوان والأنغام ...

لوحات ونساء... وجمال
«المرأة وردة»، «العروس»، «الشقراء»، «عائشة»، «رقة»... هي أسماء لبعض لوحات معرض «المرأة إكسير الحياة» الذي ضم ّ 25 لوحة عن المرأة منطلقا وموضوعا وأبعادا ...
وفي لوحات الفنانة نسيبة العيّادي العروسي حضرت المرأة التقليدية والعصرية، الريفية والعاملة، الراقصة والحالمة، الرقيقة والفنانة... كما انتبهت هذه الفنانة إلى ضرورة نبذ كل أشكال الميز العنصري ضد النساء فرسمت صاحبات البشرة السمراء كما البيضاء على حد سواء. وكان القاسم المشترك بين كل هذه اللوحات ونساء الرسومات هو الاحتفاء بالجمال وإبراز المرأة في أحلى صورها في كل أحوالها ...»

وفي هذا السياق تقول الفنانة التشكيلية نسيبة العيّادي العروسي في تصريح لـ»المغرب» : شخصيا، أرفض تشويه المرأة، هذا الكائن الجميل والشفاف بدعوى فلسفة الفن الحديث أو المعاصر ليس لأني ضد هذا التيار ولكن لقناعتي الراسخة بأن المرأة بما هي إكسير الحياة ورحيقها العذب وبما هي وردة جميلة وأنشودة مقدسة ...فمن حقها علينا أن نرسمها في أبهى الصور وأبهج الألوان وأجمل الحلل ، وفي المقابل من واجب المرأة أن تحافظ على كرامتها واستقلاليتها وأن ترفض الحشر في بيوت الطاعة والدوس تحت النعال وأن تفرض وجودها وذاتها وكيانها ...».

ألوان وظلال... وأضواء على عالم المرأة
في معرض «المرأة إكسير الحياة» ، لوحات ونساء بملامح مختلفة وأزياء متنوعة وتجليات كثيرة ... هي لوحات عن المرأة في الحقل والمدينة ، في الداخل والخارج، وفوق الركح ...وكان المزج بين الظلال البعيدة والقريبة و الألوان الهادئة والصارخة تعبيرا عن تفاصيل المرأة الثرية حد الانبهار ، المعقدّة حد اللغز، المربكة حدّ الانبهار...

وتقول الفنانة نسيبة العيّادي العروسي إنها بدأت الرسم منذ عام 1974 ومنذ ذلك الوقت، بدأت في تطوير قدراتها الفنية، وصقل موهبتها في تطويع الفرشاة والألوان ...وهكذا كان معرض «المرأة إكسير الحياة « عبارة عن تحيّة فنية بعثت بها هذه الفنانة التشكيلية إلى المرأة بعد مرور 60 سنة على صدور مجلة الأحوال الشخصية وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.

بأسلوبها الخاص، وببصمتها الذاتيّة رسمت الفنانة نسيبة العيّادي العروسي المرأة الجميلة والفنانة والفلاحة والكادحة...لتصرخ بلغة الألوان في وجه كل العالم: المرأة ليست متعة أو عورة بل هي إكسير الحياة وروح الكون ...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115