في الدورة 33 لمعرض تونس الدولي للكتاب: جوائز بقيمة 70 ألف دينار ... ووعد بتقديم أجمل صورة عن الإبداع الأدبي والفكري

إن يتبّوأ معرض تونس الدولي للكتاب مكانة هامّة في أجندا الحياة الثقافية، فإن هذه التظاهرة الكبرى أمام امتحان تحديّات كبيرة ورهانات جسيمة تزداد حدّتها سنة بعد سنة ودورة بعد دورة ... ولعلّ إسناد مهمة هندسة الدورة 33 من المعرض للدكتور شكري المبخوت يعكس المراهنة على إشعاع

وصدى صاحب رواية «الطلياني» بعد حصوله على الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» لسنة 2015. وإن وعد المدير بالعمل على تقديم أجمل صورة عن الإبداع الأدبي والفكري، فما هي أبرز الاستعدادات للدورة المقبلة من معرض تونس الدولي للكتاب؟
في إطار الإعداد للدورة الثالثة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب التي ستلتئم من 24 مارس إلى 02 أفريل 2017 بقصر المعارض بالكرم، تعقد، اليوم، الهيئة المديرة لقاء حواريا يضم ممثلين عن مختلف الوزارات والمنظمات المهنية وعدد من الشخصيات الوطنية ووسائل الإعلام ...وسيهتم هذا اللقاء الحواري بعدد من المحاور المتعلقة برسم إستراتيجية مثلى للارتقاء بمكانة معرض الكتاب تنظيما ومضموما وإشعاعا ...إضافة إلى التحاور بشأن قضايا الكتاب تأليفا ونشرا وتوزيعا...

لقاء حواري وتشاوري حول معرض الكتاب
لأن معرض تونس الدولي للكتاب هو مناسبة وطنية ذات أبعاد إقليمية وأصداء أجنبية فقد سعت الهيئة المديرة للدورة 33 إلى تكريس مبدأ التشاور والاحتكام إلى الحوار بين المهنيين والمثقّفين والإداريين والإعلاميين وسائر المهتمين بالكتاب بهدف «تطوير مضامين معرض تونس والارتقاء بصيغ تنظيمه وتعزيز إشعاعه وطنيا ودوليا اعتبارا لما ينتظره من تحدّيات ورهانات، وفي علاقة بالاختيارات الكبرى والأهداف المرسومة لهذه التظاهرة».

وقد ورد في الورقة العلمية لهذا اللقاء الحواري الذي يلتئم اليوم انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا بأحد نزل العاصمة أنه سيتم التطرق إلى عديد المحاور المتعلقة بمعرض الكتاب في مقدمتها مسألة التنظيم. وفي هذا السياق سيتم تناول مسألة ارتباط التظاهرة العضوي بوزارة الثقافة في إطار شراكة ضمنيّة مع الهياكل المهنية والإبداعية والتي وإن مكنت من الاستفادة من الدعم المادّي واللوجستي والإداري، فقد أفرزت بعض العوائق التنظيمية المتعلقة بضبابية الهوية القانونية للمعرض وضعف استمرارية الأداء بين مختلف الهيئات التسييرية المتعاقبة، وبعض صعوبات التصرف المالي في علاقة بخصوصيات العمل الثقافي...وهو ما يستوجب تعميق التفكير قصد إيجاد الآليات والصيغ العملية والخصوصية لتمكين المعرض من الوسائل اللازمة (الهيكلية والتنظيمية والقانونية والمالية) التي تؤهله لأن يؤدي دوره في النهوض بالكتاب وتحقيق الأهداف الثقافية والاقتصادية التي تضمنها نظامه الداخلي.

مكانة وإشعاع المعرض في الميزان
ومن المسائل الحيّوية والمهمة التي ستمثل محور اهتمام ونقاش في اللقاء الحواري حول الدورة 33 من معرض تونس الدولي للكتاب هي مسألة الارتقاء بمكانة المعرض وتدعيم إشعاعه على المستوى الوطني والأجنبي. وقد أفادت هيئة المعرض أن نتائج التقييمات المتعلقّة بمعرض تونس الدولي للكتاب خلال دوراته المنصرمة تشير إلى تقلص المشاركات الدوليّـــة تدريجيا وخاصة دور النشر الأوروبية حيث أصبح حضورها مناسباتيّا (ضيف شرف على سبيل المثال) أو بروتوكوليا، واقتصرت أغلب المشاركات على الدول العربية وتونس. إضافة إلى تراجع حضور بعض دور النشر العربيّة التي عرفت بتميّز منشوراتها وجدّتها. وقد أثّر غياب هذه الدور على البعد الثقافي المميّز للمعرض مقابل ارتفاع المشاركات التونسيّة التي ناهزت %40 سنويا. وأيضا تم تسجيل وجود تراجع لعدد دور النشر المشاركة في المعرض وقد بدأت ملامحه تبرز منذ سنة 2010، إذ تقلّص عددها سنة 2016 إلى 237 عارضا بعد أن بلغ 300 عارض في سنوات سابقة.

وقد تم تفسير هذه المعطيات والإحصائيات السلبية بأن السياقات والتحولات التي تشهدها المنطقة العربيّة (سوريا، لبنان، مصر على وجه الخصوص) كانت أحد العناصر المؤثّرة في تراجع عدد دور النشر المشاركة، فقد تمّ التنصيص على أن ارتفاع كلفة المشاركات من خارج تونس (تكاليف الشحن والنقل الدولي لممثّلي الأجنحة والإقامة، وكلفة كراء الجناح...) وانخفاض نسبة إقبال الزوار على المعرض في علاقة بواقع القراءة والإقبال على الكتاب الثقافي والقدرة الشرائيّة... تعدّ من العوامل الدالّة لفهم هذه الظاهرة التي تحتاج إلى حوار معمّق للوصول إلى تصورات واقتراحات تمكن المعرض من استعادة جاذبيّته بما يساهم في تحقيق مردوديته الثقافية والاقتصادية.

معرض في حاجة لإعادة الهيكلة الشاملة
بالرغم من تعاقب دوراته وتراكم تجاربه وتواتر فصوله...فإنّ معرض تونس الدولي للكتاب يبقى في حاجة ماسة للتطوير والتغيير والإصلاح لتقويم بوصلة الاتجاه وتصويب مسار الطريق . وفي هذا السياق أفاد رئيس اتحاد الناشرين التونسيين «محمد صالح معالج» بأن سياسة تسيير معرض تونس الدولي للكتاب تحتاج إلى مراجعة شاملة لما فيه خير الكتاب التونسي والحضور الأدبي والثقافي لتونس في الخارج. وأضاف في تصريح سابق لـ«المغرب» باعتباره عضوا بهيئة المعرض بالقول:» في الواقع، مهما حاولت الهيئة المديرة للمعرض تلافي الإشكاليات والحدّ من النقائص... فإن هذه المجهودات لا يمكن لها أن تزيل كل العراقيل على الوجه المطلوب والشكل المنشود لأن معرض تونس الدولي للكتاب يبقى في حاجة ماسة وأكيدة إلى إعادة هيكلة شاملة تنطلق من تكوين هيئة قارة تشرف على الإعداد لهذه المناسبة الهامة على امتداد السنة وليس الاقتصار على تحضير فعاليات دورة معرض الكتاب قبل أشهر قليلة من انطلاقها وهو ما ينعكس على صورة المعرض في الخارج.
بالرغم من أن معرض تونس الدولي للكتاب يتميز عن باقي المعارض بأنه عنوان التنوع والاختلاف والانفتاح حيث لا سبيل للإقصاء أو صنصرة الكتب بكل أصنافها وتوجهاتها طبعا باستثناء الكتب المحرضة على العنف والتعصب والكراهية ...».

جوائز لتشجيع الإبداع الأدبي وحركة النشر
البشير خريف، وعلي الدوعاجي، ومحمد الصغير أولاد أحمد، والطاهر الحداد، والصادق مازيغ... هي أسماء لأعلام تونسية لمعت في مجال الأدب والشعر والنثر والفكر ... وقد اختارت الهيئة المديرة للدورة 33 لمعرض تونس الدولي للكتاب أن تسم جوائزها بهذه الأسماء اللامعة والخالدة تكريما لأصحابها وتشجيعا لأهل الثقافة والكتاب على مزيد التميّز والإبداع.

وتتوزع الجوائز الخمس للإبداع الأدبي، كالآتي: جائزة البشير خرّيف للإبداع الأدبي في الرّواية وقيمتها خمسة عشر ألف دينار- جائزة علي الدّوعاجي للإبداع الأدبيّ في الأقصوصة وقيمتها خمسة عشر ألف دينار - جائزة أولاد أحمد للإبداع الأدبيّ في الشّعر وقيمتها خمسة عشر ألف دينار- جائزة الطّاهر الحدّاد في الدراسات الإنسانيّة والأدبيّة وقيمتها خمسة عشر ألف دينار- جائزة الصّادق مازيغ في التّرجمة إلى العربيّة وقيمتها عشرة آلاف دينار.

أما بخصوص جوائز النشر، فستسند جائزة نور الدين خذر لأفضل ناشر، وجائزة عبد القادر بالشيخ لقصص الأطفال واليافعين وجائزة عبد الحميد بلكاهية لكتاب الفن وتبلغ قيمة كل واحدة منها 10 آلاف دينار.

وقد أفادت الهيئة المديرة للمعرض أن لجان تحكيم تضم مجموعة من النقاد والمبدعين والجامعيين التونسيين ستتوّلى النظر في هذه الترشحات وأن التصريح بالنتائج سيكون على مرحلتين حيث يعلن عن القائمة القصيرة للفائزين في كلّ واحدة من الجوائز المذكورة في بداية شهر مارس 2017 مع نشر القائمة في موقع معرض تونس الدولي للكتاب وفي الصحف التونسية، على أن يقع الكشف عن الفائز في كل صنف من هذه الجوائز في حفل يتخلّل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115