مبدعي الجهة وايلاء الاولوية في البرمجة لمنتوجهم وخلق محطات ثقافية مهمة وذات خصوصية.
تشهد هذه الفترة كغيرها من الفترات السابقة حراكا ثقافيا تجلّت أهم علاماته في تحويل الاحتفالات بمرور 60 سنة على استقلال بلادنا من البهرجة الى التعمّق في التأريخ واعادة قراءة هذا الحدث الوطني باعتبار أن «التحرر من الاستعمار هو تقدّم كبير وليس الشكل الأرقى للتحرر»، ومن هذا المنطلق نظمت المندوبية بالتعاون مع المكتبة الجهوية ندوة تضمنت دراسية بعنوان «الاستقلال منجزا ومسارا» حيث قدّمت مجموعة من المداخلات قدّمت قراءة تقييمية نقدية في التنمية بعد 60 سنة من التحرّر من بوتقة الاستعمار وقراءة أخرى في السياسة الثقافية بعد الاستقلال ودراسة في دلالة استقلال البلاد وتطور علاقة اللشراكة والمواجهة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والسلطة السياسية من 1956 الى 1987 الى جانب عرض مقتطفات من الافلام السينمائية ذات الصلة بحركة التحرر الوطني على غرار شريط «الرديف 54» لعلي العبيدي و«ليلة السنوات العشر» لابراهيم باباي و«الفلاقة» لعمار الخليفي وغيرها وتكتسي هذه الندوة أهميتها من محتوى المداخلات المقدّمة من قبل عدد من المختصين في التاريخ الحديث على غرار الدكتور علي آيت ميهوب والاساتذة يوسف السعيداني وعلالة البوعزيزي ومصطفى بوحجة وعبد المجيد بلهادي واعتبارا لأهمية محتواها فالدعوة موجّهة لمندوبية الثقافة ببنزرت لطباعة ونشر مداخلاتها لتكون مرجعا للباحثين والطلبة الدّارسين في مجال التاريخ لتكون مرجع بحوثهم ودراساتهم الاكاديمية.
مسرح الشباب إرادة الحياة
وسعيا منها لتفجير الطاقات الابداعية والفنية الكامنة لدى الشباب في مجال الفن الرابع تنظّم المندوبية الجهوية للثقافة من 25 الى 27 مارس الجاري وتحت شعار «مسرح الشباب... إرادة الحياة» فعاليات «المهرجان الجهوي للمسرح بدور الثقافة ودور الشباب» والمميّز في هذه التظاهرة تنظيمها خارج مركز الولاية في اطار التوجّه إلى لامركزية الثقافة بالجهة حيث تحتضن فعالياتها دار الثقافة «ابن رشد»بمنزل عبد الرحمان لتتسابق نوادي المسرح بالمؤسسات الثقافية والشبابية بالجهة في عرض انتاجاتها السنوية في المونولوغ وفي انتاج الاعمال المسرحية المتكاملة نصا وتقنية واخراجا وسينوغرافيا حيث تعرض 8 انتاجات في المونولوغ منها 7 انتاجات تابعة لنوادي المسرح بكل من دور الثقافة ببازينة،بنزرت،منزل بورقيبة،سجنان ومنزل عبد الرحمان الى جانب عروض مسرحية متكاملة من انتاج نوادي الاختصاص بدور الثقافة بازينة،العالية،بنزرت،غار الملح،منزل بورقيبة،رأس الجبل ومنزل عبد الرحمان في حين تكون مشاركة المؤسسات الشبابية من خلال مسرحية»يتبع»لدار الشباب سيدي سالم ببنزرت و»كسوة الرماد»لدار الشباب 15 أكتوبر ببنزرت وعرض مونولوج بعنوان»يد واحدة لا تصفق «لدار الشباب سيدي سالم ببنزرت.
مبدعون من أجل الحياة في أوتيك
وفي نطاق اللامحورية الثقافية وتجسيما لثقافة الحياة في اطار تظاهرة»مبدعون..من أجل الحياة» يتحوّل المشهد الثقافي إلى أفق جديد فبعد سجنان يتدفق نبض الثقافة هذه المرّة بأوتيك لتعيد المندوبية لها «الشمس والقمر السابقين» ضمن تظاهرة تنتظم من 15 الى 17 أفريل القادم لتعرف أوتيك ايقاعا جديدا خلال اليوم الافتتاحي والذي سيكون بتنشيط للشوارع من خلال الماجورات وفرق السطمبالي والدمى العملاقة ولتعيش هذه الشوارع الحركة مع نبض الورشات المختصة في الطين والفسيفساء والفنون الرقمية والبرمجيات والموسيقى والمسرح وفنون المهرّج ولأن أوتيك حكاية من الزمن الغابر كان لا بدّ من معرض صور فوتوغرافية يؤرّخ لثراء هذه المنطقة وعراقتها وإذ تتوزع بقية البرمجة على فضاءات دار الشباب والمكتبة العمومية والمؤسسات التربوية والمتحف الأثري والفضاء العمومي المفتوح عبر ساحات للفنون بالموقع الأثري فان البرنامج سيكون ثريا محتوى وفكرة واخراجا فنيا بين العروض المسرحية والموسيقية والندوة الفكرية ليوم 16 أفريل والمعنونة بـ»أوتيكا:الانسان والارض والتاريخ»لتختتم هذه الفعاليات بين الموقع والمتحف الأثريين في «هبّة»جماعية نحو «العتيق»من تاريخ هذه المدينة واسترجاع امجاد الفنون من خلال عرض لانتاج الورشات الفنية وخرجة «من أوتيك...إلى أوتيكا»في جولة مفسّرة لتاريخ الموقع الاثري لفائدة المشاركين فيها من أبنائنا الاطفال والشباب لتكون «تحية اللقاء على أرض أوتيك»بعرض سمفوني يليه «نداء أوتيك ...للحياة والفن»مع عرض مسرحي للشاذلي الطاغوتي فـ»رقصة..أوتيكا»بامضاء الباليه الوطني بقيادة الفنانة سهام بلخوجة فالاختتام بـ»تحية العودة...الى أوتيكا»مع مجموعة الفنان رياض الصغير.
التعبير عن الخصوصيات ودعم الثقافة الانمائية
بقي أن نشير في الختام إلى أنه خلال لقاء جمع»المغرب»بالاستاذ مراد عمارة المندوب الجهوي للثقافة توجّه هذا الاخير بنداء الى كافة المثقفين و رجال الفكر و الابداع وهياكل المجتمع المدني الثقافي إلى مزيد الإلتفاف حول مؤسسات العمل الثقافي و إلى ابتكار و استنباط ملتقيات و تظاهرات تدعم جهودها في توطين العمل الثقافي داخل كافة الفضاءات الممكنة و تثمن الصفات المحلية و الجهوية و تدعم مسيرة التنمية في تونس مؤكّدا أن هذا الحراك ممكن تجسيمه عمليا من خلال شراكة حقيقية ومشاريع تستند إلى مضامين ثقافية راقية وبرامج تؤكد التعدد و الثراء وتدعم التنشئة في الوسط التربوي و توسع دائرة المتعاونين على الفعل الثقافي باعتماد ثقافة القرب كوسيلة لتوسيع دائرة التعاون و الإستفادة من الفعل الثقافي و دفع المجموعة الوطنية إلى الإقتراح والتعبير عن الخصوصيات على أن يظل ذلك في إطار الوحدة الوطنية ودعم الثقافة الإنمائية و صياغة مشاريع تكرس اتفاقيات الشراكة بين هياكل التربية و هياكل الثقافة و هياكل الشباب والطفولة وإعداد و تنظيم تظاهرات تعرف ببنزرت دوليا و تفتح آفاقا للإستثمار فيها بفضل ما تشتمل عليه من مخزون بيئي وتراثي وأركيولوجي مشجّع