ويأتي هذا الفوز الثمين قبل أيام قليلة من عرض «نهيّر خريف» ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية.
«نهيّر خريف» و»سكات من ذهب» مسرحيتان تونسيتان مثلتا تونس في الدورة السابعة للمهرجان الدولي «مسرح بلا إنتاج» بمصر الذي انتظم من 3 إلى 10 نوفمبر الجاري. فكان التتويج والتوسيم من نصيب مسرحية «نهيّر خريف» عن نص للكاتب الإنقليزي «هارولد بنتر» الحائز على جائزة نوبل سنة 2005 واقتباس الدكتور رضا بوقديدة وإخراج محمد علي سعيد. ويجسدّ أدوار هذا العمل المسرحي كل من الممثل توفيق البحري والممثلة نورهان بوزيان.
أكثر من جائزة...أكثر من نجاح
على ركح المهرجان الدولي «مسرح بلا إنتاج» بمصر، تنافست مسرحيات عديدة من مصر وتونس وألمانيا وفرنسا وبلغاريا والكويت والسعودية والبحرين والمغرب، إلاّ أن المسرح التونسي نجح في اقتناص ذهب المهرجان وافتكاك نصيب الأسد من الجوائز والأوسمة...وقد فازت مسرحية «نهيّر خريف» من إنتاج «شركة خديجة للإنتاج» بتتويجات متعدّدة على مستوى التمثيل والإخراج والعمل المتكامل ...وكما حصدت «نهيّر خريف» الجائزة الكبرى لمهرجان «مسرح بلا إنتاج» بمصر، وتحصّل مخرج المسرحية محمد علي بن سعيد على جائزة أحسن مخرج كما تحصل الفنانان توفيق البحري ونورهان بوزيان على جائزة أحسن ممثل ...
وفي غمرة الفرح بهذا التتويج الكبير أهدى المخرج محمد علي سعيد هذا النجاح الباهر إلى روح فقيدي المسرح التونسي منصف السويسي وسعيدة سراي.
وفي دورته السابعة يسعى المهرجان الدولي «مسرح بلا إنتاج» بمصر إلى أن يكون وفيا لفلسفة تأسيسه التي تتمثل في تعويض غياب التمويل عن طريق إعمال خيال فريق العمل للوصول إلى حلول مبتكرة للتعبير عن الفكرة التي يطرحها العرض. ولا تعني الفلسفة انعدام استخدام المادة بقدر ما تعني ترشيدها بالصورة التي تتفق مع إعلاء قيمة الفكر، وإيجاد الحلول الإخراجية الخلاقة، بحيث يبتعد فريق العمل قدر الإمكان عن الاعتماد على الإنفاق المادي بوصفه وسيلة سهلة لصناعة مشهد مسرحي مبهر...إذ من الممكن صناعة مشهد يتحقق فيه الثراء البصري عن طريق إحدى الوسائل الآتية: إعادة استخدام أجزاء من العناصر المادية لعروض سابقة للفرقة (ديكور، ملابس..)، إعادة استغلال مخلفات البيئة (علب فارغة، قطع أخشاب، قطع صفيح...)، الاعتماد على خامات فقيرة (ورق، أقمشة، بلاستيك...)
«نهيّر خريف» في خريف علاقة زوجين...
بعيدا عن الترف الركحي والتعقيد المسرحي تقدّم مسرحية «نهيّر خريف» دراما شعرية من فصل واحد تجسدها شخصيتان اثنتان فقط ، هما الزوجان «باء» و»داود» اللذان يعيشان ويعملان في منزل ريفي على ملك السيد «ساسوكي» حيث كان «داود»يشتغل سائقا لدى سيّد المنزل وكانت «باء» تقوم بوظيفة مدبّرة شؤون البيت...
وفي «نهيّر خريف» ذات الفصل الواحد والمشهد الواحد تدور تفاصيل الحكاية في مكان واحد أيضا...حيث «تبدأ المسرحية وتنتهي والزوجان يجلسان في إحدى زوايا مطبخ كبير أجرد وموحش... كلّ في مكانه... منفصلين لا يلتقيان... بينهما ممر طويل هو بمثابة مجاز لعزلتهما وانفصالهما الأبدي وهما يواصلان سرد ذكرياتهما بصوت عال في محادثة شبه شبحية حيث تستعيد «باء» ذكرى أحلامها المضيئة عند شاطئ البحر وحكاية الرجل الذي كان يستلقي معها عند تلال الرمل و» داود « يتذكر خيانته لها وجولاته المتكررة مع كلبه في المتنزه وحكاية الرجل العابر الذي التقاه في الحانة ولكن «باء» و»داود» لا يتحدثان معنا أو إلينا ولا إلى بعضهما البعض إنما كلٌّ يتحدّث إلى نفسه وما يجري أمام أنظارنا هو وجود شخصيتين منفصلتين عن بعضهما البعض فيزيائيا وعاطفيا فضلا عن انفصالهما عن البيئة التي يتواجدان فيها وهذه الصورة تبدو لنا مجازا أشبه بلوحة زيتية لمنظر طبيعي ساكن وخال من الحركة تماما...».
بعد عودتها مُحمّلة بأكثر من جائزة من المهرجان الدولي «مسرح بلا إنتاج» في مصر سيكون للجمهور التونسي موعد قريب مع مسرحية «نهيّر خريف» ضمن البرمجة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية التي تنتظم من 18 إلى 26 نوفمبر 2016.
الجذاذة الفنيّة لـ«نهيّر خريف»
• الإخراج : محمّد علي سعيد
• النص : هارولد بنتر «منظر طبيعي»
• ترجمة: رضا بوقديدة
• تمثيل:توفيق البحري و نورهان بوزيان
• إضاءة: محمد علي خليفة
• ملابس: جليلة المداني
• توظيب عام: وداد العلمي
• إدارة الإنتاج: فؤاد ماني
• الإنتاج : خديجة للإنتاج الفني بدعم من وزارة الثقافة
• مدة العرض: 60 دقيقة