ضيوف من مختلف الجنسيات، نجوم من شتّى الشاشات، وجوه سياسية ومدنية ... توّجهوا صوب قصر المؤتمرات بالعاصمة لمواكبة العرس السينمائي الذي يشع في سماء تونس كل عام. فكيف كانت الأجواء هذا العام ؟
معضلة سوء التنظيم... مرّة أخرى ؟
يبدو أن مأزق سوء التنظيم هو معضلة «أزليّة» تلازم مختلف تظاهراتنا الثقافية ...مما من شأنه أن يؤثر بشكل أو بآخر على انطباع الضيوف حول مهرجاناتنا ويسيء لصورة تونس في عيون زوّارها...وبدورها سقطت الدورة 27 من أيام قرطاج السينمائية في هنّات تنظيمية كان يمكن تلافيها من أجل صورة أبهى لأجواء حفل الافتتاح.
وتتجلى هذه الزلاّت على المستوى التنظيمي في عدد من التفاصيل والمواقف، من ذلك كثافة تواجد رجال الأمن بمحيط قصر المؤتمرات بسبب حضور ريئس الحكومة يوسف الشاهد لافتتاح الدورة 27 من المهرجان مما جعل المناسبة تبدو وكأنها مراسم حكومية وليس عرسا فنيّا...
أما في داخل قاعة المؤتمرات ولأنّ الدعوات كثيرا ما تمنح على أساس المجاملات والصداقات فقد اكتظت القاعة بمختلف الأطياف و»العائلات»... أما أهل الفن السابع المعنيون أولا وأخيرا بهذا المهرجان السينمائي فقد اضطر بعضهم إلى ملازمة الوقوف أمام عدم توفر مكان يتسع لهم بكل ما يحملون من أحلام وهواجس وإنجازات سينمائية ...
وفي عودة على الأجواء في الخارج، فإن للسجادة الحمراء حكاية أخرى مع ضيوف المهرجان وخصوصا ضيفاته ممن وقعن في مواقف محرجة بسبب هذا البساط الأحمر!
بسبب السجاد الأحمر... النجمات في مواقف محرجة !
على السجاد الأحمر عادة ما تتمايل النجمات وتتهادى الجميلات في كبرياء وخيلاء في تنافس على الظهور بأجمل الإطلالات... وعلى بساط مهرجان أيام قرطاج السينمائية 2016، أطلّت ضيفات المهرجان في أزياء وأشكال وألوان مختلفة قصد اختطاف أضواء الكاميرات وقنص اهتمام عدسات التصوير إلا أن مفاجأة غير سارة كانت في انتظارهن ... فالأكيد أنهنّ لم يكن يتوقعن تعثّر أقدامهن على البساط الأحمر بسبب حفر أو مطبّات غفلت عنها هيئة التنظيم! وبسبب هذا الخلل في التنظيم، كان فقدان التماسك أو التشبث بالمُرافق أو السقوط على الأرض وغيرها من المواقف المحرجة في انتظار ضيفات الأيّام مما من شأنه أن يشوّش فرحتهن ويبعثر ارتياحهن ويُخلّف لديهن ذكريات سيئة عن افتتاح مهرجان أيام قرطاج السينمائية... !
إبراهيم اللطيف يصرّ على استقلالية المهرجان
في حدود السادسة والنصف مساء بقصر المؤتمرات انطلق حفل افتتاح أيام قرطاج السينمائية على أنغام موسيقى الأستاذ «زهير قوجة» وبمشاركة الفنان المغربي «آشكار» في مراوحة مع أشهر الأغاني المغاربية والعالمية .
وفي كلمته الافتتاحية، لم يفوّت «إبراهيم اللطيف» الفرصة دون التلميح صراحة إلى حاجة الأيام إلى استقلاليتها وإلى مقر رسمي وهيئة قارة... قائلا : «بعد خمسين سنة، مازال المهرجان بلا مأوى !»
وبعد عرض لجان التحكيم لمختلف مسابقات المهرجان، تواصلت سهرة افتتاح أيام قرطاج السينمائية مع عرض فيلم «زهرة حلب» ووسط أجواء الاحتفال بخمسينية المهرجان والتكريمات واستدعاء ذكريات وإبداعات مهرجان عريق يعود إلى سنة 1966 ، كان تأسيسه علامة فارقة في تاريخ السينما التونسية بفضل إرادة رجل عظيم يُدعى الطاهر شريعة.
«جميل راتب» ...وحبّ كبير لتونس
في مشهد مؤثر ظهر الممثل القدير «جميل راتب» على كرسي متحرك ...فصفق الجمهور طويلا لرجل كان له حضور في عدد من الأفلام التونسية ، فلم يبخل على تونس بالحضور بالرغم من المرض والعجز وتقدم العمر ... فاستحق احترام وتقدير وتحيّة الكل.
جائزة خمسينية المهرجان من نصيب فريد بوغدير
سنة 1990 فاز فيلم «عصفور سطح» للمخرج فريد بوغدير بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية، وفي سنة 2016 تم منح بوغدير جائزة المهرجان الخاصة احتفالا بخمسينية أيام قرطاج السينمائية تكريما له لمواكبته ومشاركته في مختلف دورات المهرجان سواء من خلال عرض أفلامه أو عضوية لجان التحكيم أو إدارة الندوات ... وفي كلمة له بالمناسبة
ثمّن فريد بوغدير «خصوصية جمهور أيام قرطاج السينمائية الذي يطالب بالجودة ويدافع دائما عن سينما الإبداع بعيدا عن السينما التجارية...»