ما بين روايتين متناقضتين قدّم المخرج المسرحي «نادر بلعيد» ومدير أيام قرطاج المسرحية الأسعد الجموسي تفاصيل مختلفة لما حدث مؤخرا بمقر مهرجان أيام قرطاج المسرحية بمنطقة «مونبليزير» بالعاصمة. وفي ما يلي وجهة نظر كلا الطرفين:
المخرج «نادر بلعيد»: فوجئت بالاقتراح المالي الزهيد والمهين
« في البداية أوّد الإشارة إلى أن مسرحية «طريق العودة» مدعومة من طرف وزارة الشؤون الثقافية وقد نالت ملاحظة حسن جدا من طرف لجنة الشراءات بالوزارة وسجل عرضها الأول بقاعة الفن الرابع بالعاصمة نجاحا محترما ... وقد اتصلت بي هيئة مهرجان أيام قرطاج المسرحية لتعلمني عن قرارها ببرمجة هذه المسرحية في الدورة 18 من الأيام ولكني فوجئت بالاقتراح المالي الزهيد والمهين مقابل هذا العرض والذي لا يتجاوز مبلغ 600 دينار!! فما كان مني سوى الاتصال مباشرة بمقر الهيئة للنقاش حول المبلغ المادي المقترح ... ولكني صدمت بكاتب عام المهرجان - والذي ظننت في البداية أنه المكلف بالمحاسبة - يستنقص من كرامتي كفنان ويقوم بطردي من مكتبه... وهو ما حز في نفسي كثيرا إلى درجة أني عدت بعد يومين أي بتاريخ 24 أكتوبر 2016 برفقة عدد من خريجي المعهد
العالي للفن المسرحي يقدر عددهم بـ 11 فنانا قصد مطالبة هذا الشخص بالاعتذار مني للإساءة التي ارتكبها في حقّي. وفي طريقنا إلى مكتب كاتب عام المهرجان صادفنا المدير الأسعد الجموسي في محيط مقر أيام قرطاج المسرحية، فحاولنا التظلم لديه من تصرفات الكاتب العام إلا أنه تجاهلنا ورفض مقابلتنا ... فتوجهنا إلى مكتب الكاتب العام بعد الاستئذان في الدخول وطلبت منه الاعتذار مني بعد أن قام بطردي وعدم احترامي، فلم يختلف الأمر عن المرة السابقة حيث قام مجددا بطردي مهددا باستدعاء الشرطة... ولأننا لم نرتكب أي خطأ أو عنف - ولدينا تسجيلات موثقة في ذلك - لم نغادر حتى قدم رجال الشرطة فأوضحنا لهم الأمر وكان تعاملهم معنا بكل لطف حيث غادرنا المكان في انتظار الالتحاق في الساعات القادمة بمركز الشرطة بمنطقة «مونبليزير» في سياق مكافحة بيني وبين الكاتب العام لمهرجان أيام قرطاج المسرحية.
وفي ختام حديثه، صرّح المخرج «نادر بلعيد « بالقول:» هل من العدل أن تنال أسماء معينة مبالغ بالملايين ويُرمى للبقية من المسرحيين بملاليم لا تسمن ولا تغني من جوع ؟»
مدير أيام قرطاج المسرحية: لن نخضع للابتزاز
في رواية مخالفة، لما أفاد به المخرج «نادر بلعيد» أكدّ مدير أيام قرطاج المسرحية الأسعد الجموسي أنّ هذا المخرج المسرحي قام بالتهجم على الكاتب العام لأيام قرطاج المسرحية والاعتداء عليه بالعنف اللفظي صحبة مجموعة كانت برفقته... وأضاف الأسعد الجموسي في تصريح لـ«المغرب»: لم أكن موجودا ساعة الحادثة بحكم سفري إلى ألمانيا ... ولم ألتق أبدا بالمخرج المذكور باعتبار أن التفاوض في الأمور المالية ليس من صلاحياتي... ولكن لدينا أشرطة فيديو توّثق اقتحام مكتب الكاتب العام للمهرجان والتهجم عليه لفظيا ...فلم يكن أمام هذا الموظف الذي تم الاعتداء عليه في مقر عمله سوى الاستنجاد بالشرطة دفاعا عن النفس وعملا بمبدأ القانون فوق الجميع.»
وردا عن سؤال «المغرب» حول حقيقة تحديد مبلغ 600 دينار كأجر لفائدة فريق مسرحية «طريق العودة» للمخرج «نادر بلعيد» مقابل عرضها في الدورة 18 من أيام قرطاج المسرحية، علّق مدير المهرجان الأسعد الجموسي بالقول :» واجب التحفظ يملي علينا عدم الإفصاح عن الشؤون الداخلية للمهرجان خصوصا أن الموضوع لم يتجاوز سياق التفاوض مع مخرج المسرحية الذي يخضع في جل التظاهرات الثقافية إلى مبدأ العرض والطلب. ومن حق إدارة المهرجان أن تنتقي العروض وفق موازناتها المالية وإمكاناتها المادية، كما من حقّ أصحاب الأعمال أن يقبلوا أو يرفضوا المقترحات المقدمة لهم ... وإن أفصح مخرج المسرحية عن فحوى التفاوض بينه وبين المهرجان بخصوص الأمور المالية فإني أعتبر ذلك لا يجوز أخلاقيا وهو ضرب من ضروب الاستفزاز قصد الابتزاز الذي نرفض الخضوع لأي شكل من أشكاله في أي حال من الأحوال.»