حركت هذه المناسبة السينمائية الحقل الأدبي فتداعى لها بالكتابة والتوثيق والتأريخ ...فكانت الثمرة مجموعة من الإصدارات الجديدة حول خمسينية السينما التونسية.
تميزت الأيام الأخيرة بصدور عدد من المؤلفات في سياق الاحتفال بخمسينية السينما التونسية على غرار إصدار كتاب «خمسون عاما من السينما التونسية « عن المركز الوطني للسينما والصورة وكتاب «من ذاكرة أيام قرطاج السينمائية» من إعداد الناقد «خميس الخياطي»...
«خمسون عاما من السينما التونسية « في كتاب موسوعي
«خمسون عاما من السينما التونسية» هو عنوان إصدار جديد للمركز الوطني للسينما والصورة احتفالا بخمسينية السينما التونسية. وقد ورد هذا الكتاب المزدوج اللغة (عربية وفرنسية) في 559 صفحة ممضاة بأقلام ثلة من النقاد والجامعيين والسينمائيين ... و»خمسون عاما من السينما التونسية» لا يتضمن قراءات للأفلام فقط ، وإنما يهتم أيضا بكل المجالات التي تتعلق بالقطاع السينمائي في تونس، مثل الجمعيات السينمائية، الإنتاج، التوزيع، قاعات السينما، التكوين والتدريس، النقد السينمائي... وقد جاءت صياغة ورقات هذا الإصدار الذي يمزج بين التحليل والتفكير بين الشهادات والوثائق بإمضاء الأسماء التالية: الهادي خليل ونجيب عياد وإقبال زليلة وعبد الجليل بوقرة ويوسف البحري وفريد بوغدير والحبيب بلهادي وعماد مرزوق وحسونة المصباحي وحسن عليلش وفتحي الخراط وأمل سعد الله ووجدان العيدودي وسناء الجزيري ومحمد الفريني وقيس زايد.
وإن ضمّ كتاب «خمسون عاما من السينما التونسية» مجموعة من القراءات للأفلام التونسية انطلاقا من سنة 1967 تاريخ عرض أول شريط تونسي طويل عنوانه «الفجر» للمخرج عمار الخليفي، فإن فلسفة تأليف هذا الكتاب تتمثل في اعتبار أن «تاريخ السينما التونسية لا يقتصر على الأفلام فقط وإنما يرتبط أساسا بحلقات أخرى ارتباطا عضويا مثل الإنتاج والتوزيع والقاعات والنقد والثقافة والفكر والتكوين والتدريس ... لهذا أتت محتويات الكتاب ومضامينه متنوعة متعددة بغية الإلمام بأهم الجوانب والمجالات التي تخص السينما التونسية. ووفقا لهذا التعدد يمزج هذا الإصدار الجماعي للمركز الوطني للسينما والصورة بين مستويات عدة من التأريخي إلى التوثيقي إلى السوسيولوجي والسياسي، من الأكاديمي والتحليل الصارم إلى الشهادة والتجويد الذاتي، فالأمزجة والميولات والترقبات والمواقف التي تؤثث هذا الكتاب قد تكون مختلفة من مشارك إلى آخر لكن نقطة التقاطع التي تجمع هؤلاء هي الحرص على أن تحيا السينما التونسية وتنمو وهي.....