بعريضة إلى وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين.
باسم «الشعراء والموسيقيين والمسرحيين وكل الفاعلين في المجال الثقافي» تم التوجه بعريضة إلى وزير الشؤون الثقافية وقد حصدت هذه العريضة العشرات من الإمضاءات في وقت قياسي بعد إطلاقها في الساعات الأخيرة.
إجراءات معقدة وتعثر في خلاص المستحقات
جاء في نص العريضة المرسلة إلى وزير الشؤون الثقافية ما يلي:»..أمام ما أصبحنا نتعرض له من إهانة في علاقة بالمنحة الخاصة بمشاركاتنا في التظاهرات التي تنظمها المندوبيات الجهوية للثقافة التي أصبحت - منذ إلغاء اللجان الثقافية- تخضع إلى عقد مسبق يقع إمضاؤه وتسجيله بالقباضة المالية ثم نجبر على الانتظار لأشهر ليقع تحويل تلك المبالغ الهزيلة مما أجبر العديد منا على الاعتذار عن عديد المشاركات ...نطالبكم بالإلغاء الفوري لهذه الإجراءات المهينة والمذلة وإعادة العمل بالطريقة القديمة التي تعتمد على علاقة مالية مباشرة بين المبدع والوزارة دون المرور بتلك الإجراءات المطوّلة ...».
وفي السياق ذاته، طالب أصحاب العريضة «بمراجعة المنحة المخصصة لمشاركة المبدعين في التظاهرات الثقافية بما يليق بهم وبكرامتهم...»
مكافآت زهيدة وعزوف عن المشاركة في التظاهرات
عن دوافع وأهداف العريضة الموجهة إلى وزير الشؤون الثقافية، اتصلت «المغرب» بالفنان الموسيقي «نبراس شمام» باعتباره كاتب نصّ هذه العريضة فصرح بما يلي : «لقد جاءت هذه العريضة بطلب ملّح من عديد الفنانين والمبدعين من مختلف القطاعات الفنية الذين أرهقتم الإجراءات المعقدة وقهرتهم العقود المذلة التي تمس من كرامتهم وفنّهم بعد أن أصبح تعامل الفنانين مع مندوبيات الثقافة يمر حتما عبر القباضة المالية ومراقب المصاريف... ومن هنا تبدأ رحلة المصاعب مع حزمة الوثائق الكثيرة والتراتيب الطويلة في سبيل الحصول على أجر المساهمة في تأثيث التظاهرات الفنية...».
وأضاف قائد مجموعة البحث الموسيقي «نبراس شمّام» قائلا:» منذ وقع حلّ اللجان الثقافية تفاقمت الإشكالات إلى الحد الذي لم يعد مقبولا خصوصا أن مراقب المصاريف كثيرا ما يتدخل في عمل المندوبين الجهويين للثقافة ويفرض الأجور المذلة كيفما يشاء... فعلى سبيل الذكر لا الحصر شاركت كل من مجموعة البحث الموسيقي ومجموعة الحمائم البيض والفنانة لبنى نعمان وأربعة شعراء آخرين في تظاهرة «مبدعون من أجل الحياة» منذ شهر نوفمبر2015، وإلى اليوم لا نزال ننتظر خلاص مستحقاتنا ...وهناك فواتير أخرى عديدة لفنانين كثيرين لا تزال على طاولة الانتظار !
وبخصوص طلب أصحاب العريضة «بمراجعة المنحة المخصصة لمشاركة المبدعين في التظاهرات الثقافية بما يليق بهم وبكرامتهم...» علّق الفنان نبراس شمّام بالقول :»من غير المقبول أن يحدد مبلغ 150 دينار كقيمة مالية تسند للشعراء كمقابل للمشاركة في المناسبات الثقافية بما في ذلك مصاريف التنقل والإقامة...فماذا عساه أن يسع هذا المبلغ الزهيد من كلفة سفر يتكبده الشاعر من ولاية إلى أخرى، وأحيانا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب من أجل إلقاء الشعر مقابل القليل من السعر ؟ »
وفي ختام حديثه، اعتبر الفنان نبراس شمّام أن» القرار الصادر في السنوات الأخيرة من قبل وزارة الثقافة بضرورة المرور بمراقب المصاريف لخلاص أجور الفنانين بعد أن كانت العلاقة مباشرة بين المندوبيات الثقافية والمبدعين يتضمن ضربا خفيّا للفن والثقافة من ذلك العزوف عن المشاركة في التظاهرات الثقافية والزهد في الممارسة الفنية ».