المؤلف الموسيقي ربيع الزموري لـ«المغرب»: « نشيد إلى أبطال تونس» هديّة إلى الجيش والشعب والوطن

في نغمات عذبة، في مقامات موزونة، في معزوفات حماسية ...تهادت في خيلاء موسيقى ربيع الزموري في «نشيد إلى أبطال تونس» ما بين الإشارة والعبارة. ولاشك أن هذه التأليفة الموسيقية لم تكن لتهدي إلى قلوب المستمعين لولا شعر جميل من نظم الشاعر على اللواتي

كما لم تكن لتجد صداها لدى الجمهور لولا الحناجر الذهبية لكل من لطفي بوشناق وأسماء بن أحمد والطفلة نور القمر ... ومؤخرا تم إطلاق الأغنية الوطنية «نشيد أبطال تونس» على طريقة الفيديو كليب بتوقيع المخرج الشاب زياد ليتيّم.
«بلادي وقاك الجليل البلاء، لأنت الملاذ وأنت الرجاء... أغاروا بليل على الأبرياء، غلاة فلا يعصمون الدماء، ولا حرمة للحياة تصان بأفئدة مات فيها الوفاء، تجوز بالدين فعل الجبان، ألا إنما الدين منها براء...» هكذا تغنّت «أغنية «نشيد إلى أبطال تونس» بحب الوطن وحثت على الذود عن أرض تونس ضمن مشروع جديد للمؤلف الموسيقي ربيع الزموري من إنتاج وزارة الشؤون الثقافية.

الفنّ جبهة من جبهات القتال
في سفر ما بين معاني الوطنيّة والموسيقى الحماسية تلهب أغنية «نشيد إلى أبطال تونس» في نفوس مستمعيها مشاعر الاعتزاز بالانتماء إلى تراب الوطن وغريزة حب الوطن ...وقد جاءت هذه الأغنية تحت شعار:» تخليدا لذكرى شهداء الحرب على الإرهاب وإكبارا لمن يرابطون للدفاع عن الوطن وتكريما لكل التونسيين ماداموا مجتمعين بنيّة خالصة وهمّة لا تقتصر على حب تونس».

وعن الدوافع التي حفزّته لإنتاج هذه الأغنية الوطنية أفاد الموسيقي «ربيع الزموري» صاحب فكرة وموسيقى «نشيد إلى أبطال تونس» في تصريحه لـ«المغرب» بما يلي: «الفكرة نبعت من الألم الذي مزّق قلوبنا في كل مرة تغتال فيها الحياة وفي كل حادث أليم تُسفك فيه دماء الأبرياء دون ذنب...وإيمانا منّا بأن الفن هو أيضا جبهة من جبهات القتال ضد التطرف والإرهاب فقد أردنا تقديم الدعم على طريقتنا وبوسائلنا إلى جنودنا ورجال أمننا الساهرين على أمن الوطن باعتبار أن الحرب النفسية لا تقل أهمية عن الحرب على أرض الميدان...».

وأشار المؤلف الموسيقي «ربيع الزموري» إلى أنه كان في الحسبان الاكتفاء بالتسجيل الصوتي لأغنية «نشيد إلى أبطال تونس» إلا أن موافقة وزارة الشؤون الثقافية على دعم هذا المشروع الفني في نطاق برنامج الدعم الاستثنائي لمكافحة الإرهاب ومبادرة»مبدعون من أجل الحياة» أتاح لفريق العمل تسجيل الأغنية في صيغة فيديو كليب من إخراج الفنان زياد ليتيّم.

إضافة إلى رصيد الأغنية الوطنية
كثيرا ما احتاجت تونس في أوقات أليمة إلى الأغاني الوطنية لشحذ الهمم وطرد شبح اليأس والحزن، إلا أن الخزينة المتواضعة من هذا الصنف الموسيقي دفعت للاستنجاد بأغان أجنبية ... ولهذا تتنزل أغنية «نشيد إلى أبطال تونس» في سياق تعزيز رصيد الأغنية الوطنية التونسية.

وعن ظروف تصوير «نشيد إلى أبطال تونس»، أفاد «ربيع زموري» بالقول: «لقد استغرق العمل أشهرا كثيرة للوصول إلى تحقيق التناغم ما بين التأليفة الموسيقية والكتابة الشعرية ثم الانسجام ما بين الموسيقى والصوت والصورة... وقد أردنا أن يكون هذا المشروع الغنائي هدية إلى تونس ودعوة إلى الشعب التونسي للتكاتف صفا واحدا لدحر العدو عن أرض الوطن وذلك من خلال الموسيقى التي جمعت ما بين الموسيقى العسكرية ومختلف الآلات الموسيقية ومن خلال الصورة التي جمعت ما بين مطربين من ثلاثة أجيال ( الكبير لطفي بوشناق والشابة أسماء بن أحمد والطفلة نور القمر) إضافة إلى تشريك الجيش الوطني والديوانة وأسلاك أخرى في إنجاز فيديو «نشيد إلى أبطال تونس».

قصة إبداع في موسيقى المسلسلات والأفلام
ارتبط اسم الموسيقي «ربيع الزموري» بهندسة الموسيقى التصويرية لعدد مهم من المسلسلات التونسية على غرار« من أيام مليحة» و«صيد الريم» ... وتأليف موسيقى عدد كبير من الأفلام منها «خشخاش» لسلمى بكار، و«الحادثة» لرشيد فرشيو، و«التلفزة جاية» لمنصف ذويب، و«الأمير» لمحمد الزرن... وتحت صفة «واحد من من أمهر صنّاع الموسيقى الدرامية في تونس» يعرف المايسترو ربيع الزموري في الوسط الفني التونسي.

وفي هذا السياق، قال «ربيع الزموري» إن تأليف الموسيقي التصويرية هي مسؤولية كبيرة وعملية ليست بالهينة باعتبار الأهمية الكبرى للعنصر الموسيقي في إنجاح العنصر الدرامي لذلك لابد لهذه الموسيقى أن تترجم الشخصية والمكان والزمان والمساحة ما بين الماضي والحاضر والآتي في انسجام مع أصوات الطبيعة وإيقاع الكون ...

وبعد «نشيد إلى أبطال تونس» كشف الموسيقي «ربيع الزموري» بأنه بصدد الاشتغال على تأليف موسيقى الفيلم الجديد للمخرجة سلمى بكار بعنوان «الجايدة» مشيرا إلى أنه لم يحسم أمره بعد في ما يتعلق باقتراحات لتنفيذ الموسيقى التصويرية لعدد من المشاريع الرمضانية القادمة.

وفي ختام حديثه لـ»المغرب» اعتبر ربيع الزموري أن المشهد الموسيقي تونسي يتميز بثراء كبير في الألوان الموسيقية وهو ما يندرج في خانة الإيجابيات والمكاسب للموسيقى التونسية شرط أن لا يسعى أي صنف لمحاولة للهيمنة على الأصناف الأخرى فالتوازن بين مختلف التوجهات والأنواع والمدارس هو عنوان التعايش الموسيقي في تونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115