منتوج مثبت للاصل بقوة التقاليد والعادات، تجاوزت شهرته حدود الوطن ليتلمس شيئا فشيئا طريقا الى عديد البلدان بأوروبا واسيا وامريكا والقارة الافريقية.
أكد رفيق التلاتلي رئيس الجمعية التونسية لمهنيي فنون الطبخ ان تنظيم عيد الهريسة والفلفل والذي اختير له شعار «نابل عاصمة دولية للهريسة والفلفل» يرمي بالخصوص الى التعريف بمنتوج الهريسة والفلفل واستعمالاتهما في مجال فنون الطبخ والترويج لهذه المادة على أوسع نطاق محليا ودوليا ، خاصة وانها تشكل احدى ابرز خصوصية المطبخ التونسي وخاصة المطبخ بجهة الوطن القبلي ونابل بالتحديد.
وبين ان هيئة التنظيم حرصت على ان يكون الاحتفال عيدا وان يتم الجمع فيه بين الترفيه والافادة ، خاصة من خلال تنظيم استعراض بالعربات التقليدية المحملة بانواع من الفلفل ستجوب وسط مدينة نابل مرفوقة بفرق نحاسية وبمجموعة من رؤساء المطابخ ، اعضاء الجمعية بازيائهم البيضاء المميزة.
واشار الى ان فضاء سيدي علي عزوز، دار نابل ومقر جمعية صيانة مدينة نابل كان المحطة الرئيسية لاغلب فقرات التظاهرة ، حيث تم فتح فضاء للعرض والبيع لعديد انواع الهريسة والفلفل والتوابل(البهارات) التي تستعمل في المطبخ التونسي والمعدة بالطرق التقليدية وعرض مجموعة هامة من المنتجات المرتبطة بالهريسة والفلفل المعدة بطرق صناعية والمحترمة لشروط الجودة وللجمع بين الترفيه والافادة وتضمن برنامج عيد الهريسة والفلفل مداخلات علمية، قدمت في إطار اليوم الثاني للتظاهرة وخصصت لـ«انتقاء أصناف الفلفل في العالم وفي تونس» و«برنامج مواصفات الهريسة المعلبة» و«استعجال حماية التراث غير المادي لتونس».
سيخصص اليوم الختامي (يوم الاحد) لعيد الهريسة والفلفل بنابل لتقديم عرض فني لمهنيي فنون الطبخ ولطباخين ضيوف قادمين من كرواتيا وكوريا الجنوبية والمجر والذي سيتم التركيز فيه على استعمال الفلفل والهريسة لاعداد اكلات تقليدية او التجديد باكلات مبتكرة.
وتم في اطار اليوم الافتتاحي لعيد الهريسة والفلفل تنظيم «جولة الهريسة من الحقل الى الصحن» وهي جولة سياحية تثقيفية شارك فيها عدد من الصحفيين والضيوف من كرواتيا والمجروصربيا وكوريا الجنوبية وخصصت للتعريف بطرق انتاج الهريسة في نابل.
صنع الهريسة بالطريقة التقليدية عادات نابلية اصيلة وما تزال موجودة الى اليوم خاصة وان الهريسة والفلفل هما من ابرز ركائز المواد التي يتم خزنها والتي تعرف بـ«العولة»، فربة البيت تجمع الفلفل من الحقل او تقتنيه مباشرة من عند الفلاح ثم تتولى تجفيفه في الفترة الممتدة خاصة بين شهري جويلية وأوت، معولة في ذلك على اشعة الشمس الحارة.
وتتولى ربة البيت في مرحلة ثانية تجميع الحبات في قلادات طويلة وهي ما يعرف بمرحلة «التشكيك»، ليتم اثرها تعليق القلادات الواحدة بجانب الاخرى على كامل محيط بهو المنزل ومتابعة تطور عملية التجفيف التي تختتم بخزن القلادات الجافة في غرفة مظلمة، بعيدا عن اشعة الشمس حيث تصبح الحبات جاهزة للاستعمال في حجمها الطبيعي او لانتاج الهريسة مع اضافة خليط من البهارات الذي لا تعرف سره الى ربات البيوت .