بتبعية غذائية مرتفعة: الجفاف يعمق الأزمة ويهدد المواسم الفلاحية

لئن جاءت توقعات النمو للعام الحالي عند مستوى 1.8% وهي نسبة إمتداد لسنوات متتالية من النمو الهش ،

الا أن تحقيقها يبقى رهين بلوغ عدة أهداف ومن بينها نمو في القيمة المضافة للقطاع الفلاحي بنسبة 1.3% بعد نمو بنسبة 2.2% خلال العام المنقضي.
ولئن عرفت منظومات الإنتاج خلال السنوات الأخيرة عدة صعوبات ،الا ان الموسم الفلاحي ل2022/2023 يبدو أكثر صعوبة من المواسم المنقضية ،حيث سيلعب الجفاف دورا محوريا في أداء الموسم وقد كان قطاع زيت الزيتون العمود الفقري للقطاع الفلاحي أول المنتجات الفلاحية تأثرا وهو مادفع وزارة الفلاحة إلى تعديل توقعاتها بشأن الصابة ، حيث توقعت وزارة الفلاحة بحسب ماورد في معطيات نشرها المرصد الوطني للفلاحة على موقعه الالكتروني أن تتراجع حصيلة زيتون الزيت للموسم الحالي إلى 900 ألف طن أي بفارق بأكثر من 300 ألف طن عن التوقعات التي إعتمدتها وزارة الاقتصاد والتخطيط مع العلم أنها توقعات قد تكون في مزيد للمراجعة وقد تأثرت الصابة بتقلص الأمطاروشح المياه.
وقد كشف أمس ديوان الزيت عن إنتاج 180 ألف طن من زيت الزيتون بالنسبة للموسم الحالي وهو اقل بنسبة 25 في المائة من الموسم المنقضي ودون 15% مقارنة بمعدل العشرية الأخيرة.
كما جاءت التوقعات الرسمية على إختلافها التي إرتكز عليها نمو القطاع الفلاحي بشأن محاصيل القوارص والتمور والحبوب أيضا متفائلة ،فقد بنت وزارة الاقتصاد توقعاتها على تسجيل نمو مهم في إنتاج الحبوب والقوارص والتمور خلال الموسم الحالي وقد غلب التفاؤل على هذه التوقعات ، حيث قدرت إنتاج على حوالي 19 مليون قنطار من الحبوب مقابل 17.9 مليون قنطار خلال الموسم المنقضي وهو رقم أشبه بالمستحيل ،إذ أكدت المنظمات الفلاحية تضرر موسم الزراعات الكبرى من تراجع التساقطات المطرية بشكل لافت ، فقد عبّرت النقابة التونسية للفلاحين، في بيان لها ، عن عميق انشغالها "لِما آلت إليه مزارع الحبوب والأعلاف خاصة بالولايات المنتجة على غرار الكاف وسليانة وجندوبة وزغوان وباجة نتيجة انحباس الأمطار".

وأكدت، في بيان لها، أن "التقييم الأوّلي للمحصول سيكون دون المأمول ولن يتجاوز 4 مليون قنطار كتجميع، أي بنسبة 12,5% من حاجياتنا والمقدّرة بـ 32 مليون قنطار"، وفق تصورها وهو التصور ذاته الذي يراه إتحاد الفلاحة،فقد أكد عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى محمد رجايبية في تصريح إعلامي أن المنظمة تتوقع موسما كارثيا وصعبا متوقعا تجميع 3.5 مليون قنطار مع العلم أن الموسم الفارط قد شهد تجميع صابة حبوب قدرت ب7.4 مليون قنطار.
وتعد تصريحات المنظمات المهنية في تضارب واضح مع التقديرات الأولية الرسمية و التي لم تكن تتوقع ان يكون الموسم جافا بالنسب الكارثية الحالية وقد توقعت أن يتحسن موسم الحبوب مقارنة بالعام المنقضي ،ففي الوقت الذي ذبلت العديد من مزارع من الحبوب اليوم .
وعلى الخطى ذاتها ،فقد أبدت وزارة الفلاحة توقعات بصابة القوارص قدرت ب 290الف طن أي بنقص بأكثر من 200الف عن توقعات وزارة الاقتصاد والحال ذاته بالنسبة للتمور .
وقد رفعت وزارة الاقتصاد والتخطيط من سقف طموحاتها لمؤشرات القطاع الفلاحي بمثل التقديرات الآنف ذكرها والتي يبدو أنها في فجوة مع التقديرات الأولية التي أبدتها وزارة الفلاحة والتي بدورها في حاجة ملحة للمراجعة خاصة بالنسبة لموسم الزراعات الكبرى ،حيث تتجه تقديرات وزارة الفلاحة والموارد المائية إلى تسجيل نسبة نمو ضعيفة للقطاع ستكون دون التوقعات التي بنت عليها وزارة الاقتصاد توقعاتها لنسبة نمو الاقتصاد الوطني ومن المرجح أن يكون أداء القطاع الفلاحي خلال الموسم الحالي دون التوقعات بفعل التغييرات المناخية والجفاف الذي كان له الأثر البالغ على موسم الزراعات الكبرى والزيتون وفي حال تواصل شح الأمطار فإن المواسم المتبقية هي الأخرى مهددة وهو مايعزز الاداء السلبي للقطاع و يقلص من مساهمة القطاع الفلاحي في النمو الاقتصادي للبلاد و يرفع من مستوى التبيعية الغذائية الى التوريد لتلبية حاجيات الاستهلاك الوطني خاصة وأن مستوى التبعية لتوريد الحبوب تجاوزت 50%.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115