الميزان التجاري واختلال التوزيع الجغرافي للمبادلات: 11.8 % العجز الجملي وأربعة بلدان تساهم بـ 80 % من العجز التجاري الجملي

حافظ الميزان التجاري التونسي على تركيبته منذ سنوات فبالإضافة إلى العجز الهيكلي المستمر منذ سنوات مازالت الدول ذاتها تساهم في هذا العجز على الرغم من عديد المحاولات لتقليص هيمنة

دول بعينها على الواردات التونسية وذلك دون أن تحظى الصادرات التونسية بنفس الحظوظ في هذه البلدان.
كانت الصين وتركيا وروسيا والجزائر ومعها ايطاليا أكثر البلدان مساهمة في العجز التجاري التونسي في السنوات الأخيرة وقد كانت مساهمتها في 2019 بنحو 99 % ، وكشفت نشرية المعهد الوطني للإحصاء المتعلقة بالتجارة الخارجية عن ان العجز التجاري للسلع المسجل والذي بلغ في السداسي الأول من العام الجاري 11.8 مليار دينار ناتج بالأساس عن العجز المسجل مع كل من الصين وتركيا والجزائر وروسيا وبلغت مساهمة الدول الأربع نسبة 80 % من العجز الجملي وتتوزع حسب البلدان إلى مساهمة بـ 35.9 % للصّين و21.5 % لتركيا و13 % للجزائر و 9.6 % لروسيا. استحواذ دول بعينها على مساهمة كبيرة في العجز التجاري يكشف فشل كل الإجراءات التي تم الأطناب في الحديث عنها وعدم النجاح أيضا في بلوغ أسواق جديدة وتنويع البلدان المزودة التي يمكن من خلال المعاملات تحقيق التوازن بين الواردات والصادرات.
وفي ما يخص حصيلة المبادلات مع اهم الشركاء لم يتم تسجيل فائضا في الميزان التجاري إلا مع عدد قليل منها وهم فرنسا والمانيا وليبيا وبريطانيا والمغرب وهولندا وبلجيكيا فيما تتسع قائمة البلدان التي تسجل تونس معها عجزا اي عدم التوازن بين الصادرات والواردات فبالإضافة الى البلدان الأربع المذكورة سابقا نجد ايضا العربية السعودية وايطاليا واليونان والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة والهند واسبانيا والبرازيل اي ان رقعة المساهمين في العجز التجاري تمتد على كل القارات مما يعني ان بلوغ صادرات تونس لهذه البلدان وغيرها ممكن كذلك.

العجز التجاري الجملي المسجل في السداسي الأول من العام الجاري يعادي ما تم تسجيله في 2013 لكامل السنة وان كانت المقارنة لا تستقيم باعتبار تدخل عدة عوامل لعل أبرزها سعر الصرف الذي يعد ذو تأثير كبير في توازن الميزان التجاري إلا أن النسق الذي يشهده العجز التجاري قد يدفع إلى تسجيل رقما قياسيا مثلما حصل في 2019 حين بلغ العجز التجاري لكامل السنة 19.4 مليار دينار.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115