سعر البرميل قد يصل إلى 150 دولار: ضمان التزود يصبح غير مضمون وضرورة حملة تحسيسية بجدية الوضع لترشيد الاستهلاك

مازالت كل التوقعات بشان سعر البرميل تشير إلى المنحى التصاعدي لها وفي آخر التوقعات يمكن أن يصل سعر البرميل إلى 150 دولار

وهو سيناريو يمكن معه أن يحطم الرقم القياسي و الحد الأقصى لأعلى سعر مسجل للبرميل الواحد وهو 147.02 دولار أمريكي في 11 جويلية 2008. وهو ما كان قد نتج عنه أزمة عالمية حادة مازالت مخلفاتها إلى اليوم.
تتراكم الأزمات في السنتين الأخيرتين بنسق متسارع فأزمة صحية أضيفت إلى انكماش النمو وارتفاع التضخم والحرب الروسية الأوكرانية لذلك تشير التوقعات المتعلقة بسعر البرميل الى ان الانكماش الحاد في صادرات النفط الروسية يُمكن أن يدفع برنت إلى ما يزيد عن 150 دولارًا للبرميل السيناريو الاسوأ للبلدان المستوردة أولا نظرا للآثار الكارثية التي يمكن ان تنجر عن الارتفاع من اخلالات المالية العمومية وارتفاع التضخم. وارتفاع التضخم هو الخطر الذي يشمل الدول الموردة والمستوردة معا نظرا لانعكاس ارتفاع الأسعار على بقية المنتجات. ولا يتوقع المحللون تعافي الطلب على النفط الى مستويات 2019.
إن ارتفاع الأسعار العالمية وحالة عدم اليقين بشان مستقبلها يزيدان من ضبابية الوضع في تونس خاصة على مستوى المالية العمومية بعد أن بنيت فرضيات الميزانية على 75 دولارا للبرميل ولهذا كان الترفيع في اسعار المحروقات متواترا في بداية السنة وهو ما اثر في التضخم على غرار كل بلدان العالم التي سجلت نسبا قياسية للتضخم جراء ارتفاع الطاقة والغذاء ايضا.

ومن الاشكاليات التي تواجهها الدول المستوردة التي تعاني صعوبات اقتصادية على غرار تونس هو مشكل ضمان التزود الذي أصبح معضلة نظرا لتشديد الشروط من قبل المزودين.
إشكال اخر مطروح وبقوة وهو كيفية تمويل المشتريات أمام شح الموارد المالية الذاتية والخارجية حيث تشير معطيات متوفرة عن ان المخزون في تونس مرتبط بالبواخر القادمة آنيا أي أن الكميات الموجودة قد لا تغطي اسبوعا. واي ظرف طارئ سيعني نفاذ المخزون.
ومستوى 150 دولار للبرميل لا يطرح فقط إشكال الوفرة بل أيضا كيفية تمويل المشتريات في وضع مالي واقتصادي صعب جدا. وعلى الرغم من الوضع الصعب الذي تعيشه تونس حكومة ومواطنين فانه لم يتم إنتاج أي ومضة تحسيسية لترشيد الاستهلاك والتي من شانها ان تُشعر المستهلك بجدية الوضع وان الأزمة عالمية وتجاوزها يتطلب تضحية ووعي المواطن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115