الأمن الغذائي في تونس: من الإتلاف عند الذروة إلى البحث عن التوازن عند الأزمات

كشفت الحرب الروسية الأوكرانية كذلك الموجة القياسية للتضخم واضطراب الأسعار أهمية الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي

لكل الدول ذلك أن الدول مازالت تحت تأثير أثار الأزمة الصحية والتي من المرجح ان تظل مستمرة لسنوات وتنضاف إليها الظروف الحالية لذلك فان الوضع العالمي حرج ويتطلب التعاون والاهتمام بالمسائل الغذائية.
يقيس مؤشر الأمن الغذائي العالمي الصادر عن «ايكونميست إمباكت» القدرة على تحمل تكلفة الغذاء في 113 دولة ومدى توفره وجودته وسلامته والقدرة على الصمود. ويتم الاعتماد على 58 مؤشر يقيس محركات الأمن الغذائي في البلدان النامية والمتقدمة. جاءت تونس بالمركز 55 عالميا وال9 عربيا.
وفي دراسة لسلسلة الحبوب والأمن الغذائي وإدارة واردات القمح في البلدان العربية للبنك الدولي ومنظمة الأغذية والزراعة نشرها المرصد الوطني للفلاحة تشير توقعات التوازن الغذائي بالبلدان العربية إلى زيادة واردات القمح بنحو 75 % على مدار الثلاثين عاما القادمة والبلدان العربية، التي تعتمد بصورة أكبر على واردات القمح وتعاني عجزا ماليا كبيرا، وأكثر عرضة لتقلبات الأسواق على الموازنات المالية
تعدّ ليبيا والأردن واليمن وجيبوتي ولبنان والعراق ومصر والجزائر وتونس أكثر عرضة لصدمات أسعار الغذاء الدائمة.
وحسب تقرير «حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2021» الذي صدر عن منظمة الأغذية والزراعة الدوافع الرئيسية الكامنة وراء التغييرات الأخيرة الحاصلة على صعيد الأمن الغذائي والتغذية. وهذه الدوافع التي تزداد تواترًا وكثافة تتضمن النزاعات وتقلبات المناخ والأحوال المناخية القصوى وحالات التباطؤ والانكماش الاقتصادي - والتي تتفاقم جميعًا بفعل الأسباب الكامنة للفقر والارتفاع الكبير للغاية والمستمر في مستويات عدم المساواة.
وفي تونس كانت كل المنظومات الغذائية ال34 في تراجع مستمر وتشهد في اغلب الأحيان حين يرتفع الإنتاج ويصل إلى مراحل الذروة إتلاف المنتوجات وهو ما شهدناه في السنوات الأخيرة من إتلاف للطماطم لان الإنتاج أكثر من العقود التي تم إبرامها مع المصانع وتم أيضا إتلاف الحليب لان مراكز التجفيف غير قادرة على استيعاب الكميات الوفيرة والأمر ذاته للقوارض وغلال أخرى من التفاحيات التي يتم لإتلافها في مواسم الذروة وحين يفوق الإنتاج طاقة الخزن والعرض وغياب التصدير. وعلى الرغم من المجالس والجلسات والاجتماعات والتحذيرات المتمحورة كلها حول الأمن الغذائي إلا أن الوضع الحالي لا يعكس نوايا جادة في تامين ما يمكن تأمينه من الغذاء للتونسيين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115