الموجودات الصافية من العملة الأجنبية: بداية التراجع تأثرا بعمليات توريد مكثفة

بعد التحسن الذي أظهره الاحتياطي من العملة الأجنبية منذ منتصف 2020 الى نهاية 2021 بدا التقلص يزحف شيئا فشيئا في نسق طبيعي

قد أدى لركود الاقتصادي الى تراكم الاحتياطي من العملة الأجنبية نظرا لتقلص المشتريات بعنوان الواردات خاصة وتوجد شكوك حول تاثير عودة النشاط الاقتصادي يظل محل تشكيك.
تراجعت الموجودات الصافية من العملة الأجنبية إلى ما يعادل 123 يوم توريد أي اقل بـ34 يوم مقارنة بالسنة الماضية ولئن ارتبطت حركيته بحركية النشاط الاقتصادي صعودا ونزولا إلا أن الوضع الاقتصادي العام يتسم بالبطء بالعودة إلى نمو الاستثمارات فالصناعات المعملية تراجعت في الشهرين الأولين ب 37 % .

اتسم الشهران الأولان بارتفاع الواردات بنسبة 33 % مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، على و اتساع العجز الجاري الذي بلغ 1.161 مليون دينار.

ومن المرجح أن التوتر الذي سبق الحرب الروسية على أوكرانيا وما نتج عنها من ارتفاع الأسعار ومخاوف من استمرار منحاها التصاعدي دفع بالشركات إلى تكون مخزونات توقيا من مزيد التكاليف المرتبطة بالأسعار العالمية المتقلبة وليست انعكاسا لعودة النشاط أو الانتعاش الاقتصادي.
وتكتسي الموجودات الصافية من العملة الأجنبية أهمية قصوى في هذه المرحلة لإظهار استمرار القدرة على تسديد القروض باعتبارها

ويمثل الاحتياطي من العملة الأجنبية عاملا مهما يستند عليه عند الاقتراض الخارجي وان كان غير كاف بالنسبة إلى الحالة التونسية إذ لم يكف هذا العامل للخروج للاقتراض نظرا لارتفاع هامش المخاطرة كما أن للاحتياطي أهمية كبرى للتدخل في سوق الصرف والحفاظ على استقرار العملة المحلية.
وفي ظل الأوضاع الداخلية والخارجية المتسمة بعدم الاستقرار يعد الحفاظ على المجودات الصافية من العملة الأجنبية تحديا للسلطات النقدية في تونس. خاصة وان العامل المغذي لها اي الاقتراض في اسوا الحالات امام انغلاق الاسواق الدولية في وجه تونس نتيجة تدني تصنيفها الائتماني وعدم النجاح الى حدود نهاية الثاني الاول من العام في إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدول. فالصمود الى نهاية السداسي الأول وانتظار النقاشات مع النقد الدولي وما ستؤول اليه يستوجب مزيد تشديد السياسة النقدية ولعل ترشيد الواردات والتخلي ولو ظرفيا على السلع الكمالية ضروري.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115