ضغوط إضافية على الديون المقومة بالعملة الأجنبية: تجدد اضطراب أسواق المال والدولار ملاذ آمن للمستثمرين

تشهد الأسواق العالمية اضطرابات مع تفاقم وباء كورونا عبر ظهور سلالة جديدة أكثر انتشار، الاضطراب الذي كان سائدا منذ شهر مارس مع بداية اتخاذ إجراءات الإغلاق الكبير

في كل أنحاء العالم كانت له تكلفة على جميع الأصعدة تحدثت عنها كل المؤسسات الدولية مطولا، ويعد ارتفاع تكلفة التداين للبلدان النامية ذات الدخل المتوسط من الفئة الأكثر عرضة لهذا الخطر.

تتعرض تونس كغيرها من الدول النامية ذات الدخل المتوسط من مخاطر اضطراب اسواق المال وحركية العملات الرئيسية (اليورو والدولار) الأمر الذي سيكون له وزن ثقيل في تكلفة الدين. وفي توزيع حجم الدين الخارجي حسب العملات تبلغ حصة الديون التونسية المقومة بالدولار 26.3 % و56.5 % بالاورو و10.9 % بالين الياباني والنسبة المتبقية بعملات أخرى. ولم تتغير بصفة منكشفة في مقارنة بشهر أوت (26.1 % قروض بالدولار و56.8 % بالاورو).

وباعتبار أهمية حصة القروض التونسية المقومة باليورو فان الحركية التي تشهدها العملة الاروبية من شانها ان تؤثر في قائم الدين التونسي فقد تراجع اليورو بالسوق الأوروبية أمس الثلاثاء مقابل سلة من العملات العالمية ، ليواصل التراجع لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ، ويشهد الدولار عمليات شراء عالية باعتباره أفضل استثمار بديل وذلك أمام حالة التوتر التي تسيطر على المستثمرين فى أسواق العملات ،بسبب السلالة الجديدة لفيروس كورونا.

وتعد أهــم اســتحقاقات ســنة 2020 حسب البنك المركزي خلاص أصل قرضين رقاعيين بمبلــغ 250 مليون دولار في شهر افريل و 400 مليون أورو في شهر جوان

كما قال البنك المركزي إن نسبة التداين الخارجي متوسط وطويل المدى في الفترة 2011-2018 شهدت ارتفاعا ملحوظا، ويعود ذلك خاص إلى تسارع وتيرة السحوبات إضافة الى تأثيرات الصرف الموجبة على تنامي قائم الدين، مقابل ضعف النمو الاقتصادي.

بالنسبة إلى خدمة الدين الخارجي متوسط وطويل المدى، ستمثل سنة 2020 حلقة مهمة من سلسلة الضغط التي انطلقت منذ 2017 والتي ستتواصل مبدئيا إلى حدود 2025 ،بفعل تواتر السداد السنوي ألصول قروض رقاعية، ما عدا سنة 2018 ،إضافة إلى تزامنه مع استحقاقات قروض صندوق النقد الدولي.
يبقى استقرار سعر صرف الدينار مرتبطا بصفة مباشرة بكميات السيولة المتوفرة على السوق النقدية المحلية، إذ كلما ارتفعت هذه السيولة في ظل غياب النمو، كلما تسارع نسق انخفاض الدينار كما كان الشأن خلال السنوات 2017 و2018، وذلك فضال عن الضغوطات التي تسجل على مستوى الرصيد من العملة الأجنبية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115