وعدم تطابق المؤهلات مع الطلب ونقص الكفاءة والفجوة بين الجنسين هي ملاحظات يعلمها الجميع وفي دراسة للمعهد التونسي للقدرة التنافسية والدراسات الكمية حول المؤهلات غير الكافية في تونس نقف على الأسباب وكيفية التعامل مع نقاط الضعف هذه.
يتسم سوق الشغل في تونس أولا بارتفاع نسبة التمدرس وانخفاض معدل خلق فرص العمل فبين 2008 و2018 شهد الاقتصاد التونسي حالة من الركود اذ لم يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي 3 % وبلغ معدل الوظائف التي يتم خلقها سنويا 30 ألف موطن شغل اي ما يمثل نحو 5 % من إجمالي الباحثين عن عمل.
عامل اخر لانخفاض هذا المعدل هو عدم التطابق بين المؤهلات واحتياجات سوق العمل. الامر الذي خلق فجوة نوعية بين العرض والطلب. ويضطر الخريجون إلى قبول وظائف لا تتطابق مع مؤهلاتهم وهو ما يسمى بالبطالة المقنعة ووفقا لمنظمة العمل الدولية تسمى ايضا العمالة الناقصة. وهناك 2 من بين 5 من أصحاب الشهائد العلمية العليا يشغلون وظائف تقل عن مستوى تعليمهم. وارتفع عدد العاطلين من أصحاب الشهائد العلمية العليا بين 2006 و2017 بنسبة 78 %.
وانخفض عدد الخريجين بـ 14.5 %. وكلما زاد مستوى التعليم زاد معدل البطالة فالاقتصاد التونسي يتجه نحو خلق وظائف غير ماهرة.
نقطة أخرى آثارها التقرير وهي الفجوة بين الخريجين من الجامعات من الذكور والإناث وتتجاوز نسبة خطط المديرين واطارات التسيير بين الذكور 76.3 % وتنخفض الفجوة في المهن الفكرية العلمية بنسبة 59.7 % للذكور و40.3 % للإناث.
اظهر التقرير ايضا أن 1 من 5 خريجين يعاني من البطالة ويعد خريجو الحقوق والاستاذية في الاداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية هم الأكثر تضررا من نقص التشغيل ويؤثر صغر سوق العمل على من تتراوح أعمارهم بين 20 و24 سنة .
تعد البطالة المرتفعة من بين التحديات التي واجهتها وتواجهها كل الحكومات فمازالت الى حدود الثلاثية الاولى من العام الحالي في مستوى مرتفع (15.3 %) وتقدر البطالة في صفوف الشباب بـ 34.4 %، ونسبة 28.2 % في صفوف حاملي الشهائد العليا.
ويعد التنبيه إلى عدم التوازن بين كفاءات خرجي التعليم العالي وحاجيات سوق العمل من بين المحاور التي حذر منها ايضا المعهد العربي لاصحاب المؤسسات في عديد التقارير.
من جهة اخرى وامام ارتفاع نسبة البطالة في تونس كان خيار الهجرة لطالبي العمل حلا ففي دراسة حول الهجرة للمعهد الوطني للإحصاء تعود إلى العام 2014 (غياب أي دراسة جديدة) كان العمل دافعا بـ 73.4 % من المغادرين.
اغلب المهاجرين هم من فئة الشباب (بين 15 و30 سنة) بنسبة 73.7 % من مجموع المهاجرين. ويمثل المهاجرون من أصحاب الشهائد العليا نسبة 24.5 % .