في الخضر واليابسات: إشكاليات الفلاحة في تونس لا تنتهي وتأمين الغذاء من تأمين المحاصيل

يشكل إنتاج الحبوب في تونس مشكلا سواء في سنوات الخضر أو في سنوات اليابسات وكان العام الحالي خير مثال فقد تكدس الإنتاج

في الضيعات الأمر الذي نتج عنه تذمر الفلاحين من عدم توفير الإمكانيات لتجميع محاصيلهم، الانتقاد الذي طال جميع السلطات دون الاستثناء.
تعد الفلاحة بصفة عامة من القطاعات الدافعة للنمو في تونس في السنوات الأخيرة وتعد الحبوب من المواد التي لها وزن ثقيل في الميزان التجاري حيث تعتمد تونس على التوريد لسد نحو 70 %. ويتأثر ميزانها التجاري من حجم الواردات وتقلبات الأسعار العالمية ولهذا كانت

2 مليون قنطار مهددة بالاتلاف
صرح محمد رجايبية عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري مكلف بالزراعات الكبرى ان الإشكالية المطروحة اليوم هي إجلاء الكميات الموجودة بمراكز التجميع إلى مراكز التخزين لافتا إلى انه على الرغم من الإشارة منذ وقت مبكر إلى أن صآبة العام الحالي ستكون بأرقام قياسية إلا أن الاستعداد اللوجيستي لم يتم، وان الشبكة الحديدية لا تمثل سوى 10 % من الوسائل المتاحة كما انه تم التقليص في الكميات المسموح بنقلها عبر الشاحنات إلى 22 طن بعد أن كانت في حدود 35 طن، الأمر الذي تطلب مضاعفة الشاحنات. وبين المتحدث انه تم إطلاق نداء من 17ماي المنقضي إلا أن الجلسات كانت أكثر من التحرك الفعلي. وكان على الجميع أن يكون في حالة استنفار فإلي اليوم في ولاية الكاف هناك مراكز مغلقة، وأكد رجايبية انه يوجد اليوم نحو 2 مليون قنطار في العراء معرضة لإمكانية الإتلاف إذا ما طرا عامل مناخي.
من المتوقع أن تتواصل إشكالية نقل المحصول إلى مراكز التجميع إلى أواخر أوت وبين رجايبية أن نسبة التقدم في موسم الحصاد بلغت معدل 80 % ويقدر معدل التجميع إلى حدود الأيام القليلة الماضية بـ 11 مليون قنطار، ودعا إلى التحرك على جميع المستويات باعتبار ان الأمر ليس من شان وزارة الفلاحة فقط فهو من مسؤولية جميع الأطراف مادام يتعلق بالأمن القومي الغذائي.

الأداء الذي كان بالإمكان أن يكون أفضل وان يوفر نحو 200 مليار دينار لو ان الظروف كانت أفضل إلا أن التقصير وعدم الاستعداد الجدي لموسم الحصاد كان من العراقيل التي حالت دون ان تجني تونس عائدات كاملة من الصآبة هذا بالإضافة إلى أن نحو ألف هكتار أتت عليه الحرائق وهي خسائر كبرى.
تقدر حاجيات تونس من الحبوب بين 30 إلى 32 مليون قنطار وتستورد تونس نحو 92 % من حاجياتها من القمح اللين، علما وان إنتاج هذا العام من القمح اللين يتراوح بين 600 و800 ألف قنطار. ويعود العزوف عن إنتاج القمح اللين إلى التسعيرة المعتمدة. وتستهلك تونس شهريا مليون قنطار من القمح اللين ومليون قنطار من القمح الصلب.

بيع الشعير باسعار منخفضة
من جهته أفاد منير عبيدي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بالكاف في تصريح لـ«المغرب» أن نحو 500 قنطار من الحبوب في الهواء الطلق وهو ما دفع الفلاحين إلى تغيير الأكياس في أكثر من مرة خوفا على محاصيلهم من الإتلاف، وأضاف المتحدث قوله انتشار ظاهرة تفويت بعض الفلاحين في محاصيلهم من الشعير بأسعار اقل من الأسعار المحددة وقد بلغ سعر القنطار 38 دينار.
وانتقد المتحدث عدم توفير حلول من طرف الإدارة العامة للحبوب وعدم كفاية التسخير الذي تم تقديمه من طرف الجيش الوطني. ولفت الى ان بعض مراكز التجميع تجاوزت طاقة استيعابها بـ250 % ويقدر معدل إنتاج ولاية الكاف بمليون و700 قنطار من بينها 1 مليون و200 قنطار شعير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115