ذكر تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة»الفاو» أن آفة المجترات الصغيرة (الاغنام والماعز) الفتّاكة التي تصيب قطعان الماشية تواصل انتشارها على المستوى العالمي بحيث باتت اليوم متوطنة في 76 بلداً. وطاعون الأغنام والماعز، حمى فيروسية من شأنها إحداث إضرار جسيمة بين قطعان الغنم والماعز.
وحسب مصالح الطب البيطري بوزارة الفلاحة هناك خطة عالمية للقضاء على هذا الوباء بحلول سنة 2030 وتقوم تونس بحملات تلقيح مقسمة على السنة حسب الأمراض، ففي الأشهر الخمسة الأولى تقوم بحملات ضد الجدري لدى الأغنام واللسان الأزرق والحمى المالطية لدى الأغنام وداء الكلب والجدري لدى الإبل فيما تمتد حملات التلقيح ضد الحمى القلاعية لدى الأبقار والمجترات الصغرى إلى منتصف شهر جويلية.وباعتبار الخطر المحدق بالمجترات الصغرى فان نسبة التغطية لحملات التلقيح خلال سنة 2015 بلغت 48.8 بالمائة ضد الحمى القلاعية عند الأغنام والماعز و23.1 بالمائة ضد الحمى المالطية عند الأغنام والماعز. كما تقوم المصالح البيطرية بمراقبة مستمرة على الحدود حيث يوجد 25 مركزا للمراقبة البيطرية الحدودية تنقسم الى 12 مركزا بريا و7 مراكز جوية و6 مراكز بحرية الى جانب 23 مركزا تحت اشراف المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية ومركزين تحت إشراف الادارة العامة للمصالح البيطرية. وعلى الرغم من الحملات التي تقوم بها تونس فان الخطر يظل قائما باعتبار التهريب خاصة مع الحدود الجزائرية والليبية.
ويوصي خبراء منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» والمنظمة العالمية لصحة الحيوان باتخاذ تدابير لوقف انتشار المرض تشمل تحصين 800 ألف رأس غنم وماعز, وتجري حالياً إقامة مناطق عزل وتعزيز مراقبة الماشية في المناطق المجاورة لجورجيا التي سجلت ظهور هذا الوباء. ومن المخاطر التي يمثلها الفيروس القادر خلال أيام على القضاء على ما يصل إلى 90 % من القطعان التي يصيبها.
ويشير التقرير إلى أنه خلال العقدين الماضيين، انتشر مرض «المجترات الصغيرة» بسرعة ولا سيما في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، وهي مناطق تُربى فيها قرابة 80 % من نحو 2,1 مليار من المجترات الصغيرة في العالم.
ويتسبب المرض بخسائر تفوق ملياري دولار سنوياً, وخلاف القيمة الاقتصادية المفقودة، تزيد الحيوانات المريضة من تحديات الأمن الغذائي والتغذية التي تواجهها أكثر من 300 مليون من الأسر الضعيفة اقتصادياُ والتي تقوم بتربية الأغنام والماعز في المناطق المتضررة. وتؤكد»الفاو» ان التلاقيح المتوفرة حالياً فعالة وغير مكلفة مالياً وإمكانية القضاء على المرض على المستوى العالمي ممكنة, فضلا عن أن هناك حاجة لوضع أنظمة تضمن توزيع هذه اللقاحات بشكل سليم وإيصالها إلى المجتمعات الفلاحية في المناطق النائية. ويتيح تنفيذ برنامج الاستئصال مدخلاً مثالياً للحوار مع المجتمعات الرعوية ولا سيما في منطقة الساحل الأفريقي، حيث يمكن أن يحفِّزَ على المزيد من الصمود.
وتؤكد منظمة الأغذية والزراعة, أن الانتقال من السيطرة على المرض إلي القضاء عليه سيتطلب اعتماد برنامج مستمر ومنسق بدءاً من تقييم المخاطر والقدرات, وسيتطلب ذلك برامج تحصين مكثفة محددة تهدف إلى تلقيح 80 % من كل القطعان، على أن يتبع ذلك مرحلة تقييم لما بعد التلقيح بهدف تحقيق الامتثال للمعايير الدولية التي يتضمنها «الكود الصحي لحيوانات اليابسة» الصادر عن المنظمة العالمية لصحة الحيوان لإعلان خلو بلد أو منطقة من الأمراض الحيوانية.