نظمها المعهد الوطني للاستهلاك بعنوان «تفكير حول التغذية الصحية في تونس» والتي تضمنت معطيات وأرقاما متعلقة بالمحور الأساسي للورشة.
أكد المعهد أن مستوى السمنة في تونس يساوي 33 % من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و75 وذلك في العام 2016 في حين كانت هذه النسبة سنة 2015 في حدود 26 % وترتفع النسبة في صفوف النساء لتصل إلى 40 % وتتقلص عند الرجال.
معدلات الاستهلاك لأكثر المواد المضرة بالصحة خاصة الملح والسكر، وكذلك المأكولات ذات السعرات الحرارية المرتفعة والأكل خارج المنزل، شهدت تطورا خلال السنوات الأخيرة إذ يبلغ معدل إستهلاك التونسيين من الملح بين 11 و 12 غراما يوميا، بينما تنصح منظمة الصحة العالمية باستهلاك بين 5 و 6 غرام يوميا أي ملعقة صغيرة من الملح.
و كما يبلغ معدل استهلاك السكر حوالي 36 كغ من السكر سنويا، بين سكر و سكر مضاف في المنتجات وتمثل النفقات خارج المنزل حوالي 11 % من إجمالي النفقات الغذائية على المستوى الوطني، وتبلغ 13 % في الوسط البلدي و17 % بإقليم تونس الكبرى.
وبناء على هذه المعطيات فقد إرتفعت نسبة ألأمراض المزمنة، والتي تكون في اغلب الحالات ناتجة عن النمط الغذائي التونسي ونوعية الأغذية التي نتناولها، فحسب المسح الوطني حول إنفاق وإستهلاك الأسر للمعهد الوطني للإحصاء فإن 15.8 % من التونسيين مصابون بأمراض مزمنة، وتبلغ هاته النسبة أقصاها بتونس العاصمة بنسبة 21 % وأدناها بالقصرين بنسبة 13 %، وهو ما يعكس تأثير نمط الحياة والاستهلاك على الصحة والإصابة بالأمراض المزمنة.
ووفق المعهد فان تطور هذه الأرقام سواء في مستوى السمنة والزيادة في الوزن، الأمراض المزمنة، يعود إلى التغيرات التي يشهدها النمط الغذائي التونسي والذي أصبح أكثر صناعيا، وتنامي الأكل خارج المنزل وغياب ثقافة غذائية رشيدة، إلى جانب تطور نسق الحياة و قلة الحركة وممارسة الرياضة. واعتبر المعهد أن تطور الامراض غير المعدية والمتاتية اساسا من التغذية ذو تكلفة اقتصادية كبرى حيث يبلغ التكفل بعلاج الامراض المزمنة حوالي 63 % من ميزانية وزارة الصحة كما تطور عدد المستفيدين بالتكفل بعلاج الامراض المزمنة لدى الصندوق الوطني للتامين على المرض من 205 آلاف منتفع سنة 2008 الى 900 الف سنة 2015.
اما على مستوى الأمن الغذائي فقد أشار المعهد الى أنه حسب آخر التقارير الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة حول الأمن الغذائي والتغذية في العالم فإن حوالي 600 ألف تونسي لايتغذون بالكيفية والكمية اللازمتين ما يمثل 4.9 % من السكان، ومن بين تغيرات إلاستهلاك الغذائي في تونس من حيث الكميات: شهد الاستهلاك الغذائي للتونسيين خلال السنوات الاخيرة تغيرات هامة، تمثلت أساسا في تراجع إستهلاك الحبوب خاصة من القمح الصلب، إلى جانب تطور إستهلاك الحليب ومشتقاته، وإستهلاك البيض واللحوم البيضاء.