بعد الخطاب الاخير الذي وجهه صندوق النقد الدولي الى الحكومة التونسية والذي طالب فيه بمزيد المرونة في سعر الصرف وهو أمر تكرر في جميع بيانات المؤسسة المالية.
فقد الدينار أمام الاورو في مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وهذه الفترة نحو 25 % وذلك على الرغم من تواصل تدخل البنك المركزي في سعر الصرف وفي هذا السياق أكّد عز الدين سعيدان الخبير الاقتصادي في تصريح لـ«المغرب» ان البنك المركزي قام خلال 10 أيام عندما نزل الاحتياطي من العملة الصعبة من 84 يوما إلى 77 يوما قام بصرف 1 مليار دينار أي ما يعادل 7 أيام توريد باعتبار أن يوم توريد يساوي 145 مليون دينار، ووفق بيان النقد الدولي الذي شدد على أن نزول الاحتياطات من العملة الصعبة إلى اقل من 90 يوما هو من المخاطر التي تهدد الاقتصاد الكلي لتونس لافتا إلى أن زيادة مرونة سعر الصرف ستساعد على إعادة بناء الاحتياطيات الدولية والاستمرار في تشجيع الصادرات.
ويمكن تصحيح تقييم الدينار المبالغ فيه دون الحاجة إلى تعديل مفاجئ. وقد اوردت وكالة بلومبرج على لسان خبير النقد الدولي بيرون روثر أن تونس تشهد انخفاضا حادا في قيمة عملتها بالتوازي مع ذلك تشهد انخفاضا في احتياطات العملة الأجنبية، وان السعر الحقيقي للدينار، ولتدعيم قدرته على شراء المنتجات بالعملات الأجنبية، مازال مرتفعا بنسبة تتراوح بين 10 و20%، وشدد النقد الدولي على ضرورة مزيد إضعاف الدينار لتعزيز الصادرات لإنعاش الاقتصاد. واشترط خبير النقد الدولي لإنجاح المنافسة في الاقتصاد العالمي عن طريق جذب الاستثمار وتنمية الصادرات باعتماد سعر صرف حقيقي تنافسي.
الدينار مازال تحت ضغط التراجع فقد أكد سعيدان ان الدينار قد يصل الى ما بين 3.200 و3.300 مقارنة باليورو في نهاية صيف 2018.