على الاقتصاد والسلم الدوليين . وفشلت كل المبادرات والوساطات لإنهاء هذا النزاع الذي يعيد الى الاذهان حقبة الحرب الباردة بكل ما تمثله من معادلات وموازين قوى وحروب بالوكالة .
ولا يبدو ان هناك نية لدى كل من موسكو وكييف ، ومن وراءها الغرب ، لايقاف هذه الحرب قريبا ، فقد اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الأسبوع الجاري على مواصلة هجومه "بشكل منهجي" في أوكرانيا، في حين هاجم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الغرب في الجمعية العامة. وقال "في إطار رغبتهم في إلحاق هزيمة بروسيا بأي طريقة ممكنة، يمكن أن يضحوا ليس بأوكرانيا فقط بل هم مستعدون لإغراق العالم كله في الحرب". ورد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قائلا إن هذا النزاع ليس مسألة "الغرب ضد روسيا". وأوضح أن "هذه الحرب غير الشرعية تهم الجميع: الشمال والجنوب والشرق والغرب".
حرب طويلة المدى
وتشترط موسكو لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في سيادتها.
وخلال عام صوتت الجمعية العامة على قرارات تتعلق بالحرب حظيت على تأييد ما بين 140 و 143 صوتا مقال خمس دول صوتت بشكل منهجي ضد النصوص (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا) وامتنع أقل من أربعين بلدا آخر عن التصويت. لكن حجم التأييد للقرار الرابع جاء مختلفا إلى حد ما (93 صوتًا مقابل 24 ضده و58 امتناعا عن التصويت). وينص هذا القرار على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.
و كان لإعلان فلاديمير بوتين تعليق معاهدة "نيو ستارت" للحد من السلاح النووي الموقعة في 2010 وكانت آخر اتفاقية ثنائية من هذا النوع تربط بين الروس والأميركيين، تأثير كبير. ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن هذه الخطوة بأنها "خطأ فادح" لكنه قال إنه "لا يرى" أدلة على أن بوتين "يفكر في استخدام أسلحة نووية أو أي شيء من هذا النوع".
سيف العقوبات
بالتوازي مع استمرار تسليح أوكرانيا بأحدث أنواع الأسلحة ، يسعى الأوروبيون الى تسليط المزيد من العقوبات على موسكو في محاولة لإضعافها وصلت الى 14 ألف عقوبة لتصبح الدولة الأكثر تعرضا للعقوبات في العالم.
شملت العقوبات العديد من المجالات مثل القطاع المالي والطاقة والنقل والإعلام والتكنولوجيا والسيارات والرياضة والتجارة.
ووفق بيانات شركة "Castellum.ai" السويدية المتخصصة برصد المخاطر المتعلقة بالعقوبات، فُرض على روسيا 11 ألفا و327 عقوبة جديدة بعد 24 فبراير المذكور، لترتفع إجمالي العقوبات عليها إلى 14 ألفا و22 عقوبة.
وتصدرت الولايات المتحدة الدول الغربية بقرارات فرض عقوبات على روسيا، إذ فرضت ألفا و948 عقوبة عليها منذ 24 فيفري الماضي.
وحلت سويسرا بالمركز الثاني بـ1782 عقوبة، ثم كندا بـ1590، ثم بريطانيا 1390، فيما فرض الاتحاد الأوروبي 1324 عقوبة على روسيا.
وبلغ عدد الأفراد المدرجين في قائمة العقوبات نحو 9 آلاف و117، والكيانات ألفين و90، كما استهدفت العقوبات 96 سفينة و24 طائرة روسية.
من جهة أخرى يرى مراقبون ان زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لبولونيا ، هي بمثابة إعطاء دفعة لكييف ورسالة رمزية لموسكو بان الولايات المتحدة قادرة على الوصول الى الحدود الروسية وتهديدها. وتزامنت الزيارة مع الإعلان عن حزمة مساعدات عسكرية أمريكية إضافية بقيمة نصف مليار دولار لاوكرانيا.
ويبدو ان كل من طرفي الصراع يعولان على إطالة أمد الحرب من اجل استنزاف موارد الآخر. فكل المؤشرات تتحدث اليوم عن حرب طويلة المدى لن تقتصر تداعياتها على البلدين فحسب بل على العالم برمته وخلفت ازمة عالمية كبرى .
يشار الى ان الذكرى السنوية الأولى للحرب تتزامن مع دخول الصين على خط الاحداث وتحذير وزير خارجيتها للغرب من "صب الزيت على النار" في أوكرانيا ، وكذلك ذهاب كبير دبلوماسييها وانج يي إلى موسكو ، في أول زيارة لمسؤول صيني بارز منذ بداية الحرب في اطار تعزيز العلاقات بين روسيا والصين.