امس الأحد 28 ديسمبر الجاري تنظيم عملية التصويت على سحب الوكالة من أحد أعضاء المجلس المحلي عن الدائرة الانتخابية المحلية عمادة الشرف، في خطوة تندرج ضمن مسار تفعيل الآليات القانونية الرامية إلى مساءلة ممثلي المجالس المحلية، وذلك بإشراف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي تولّت الإعداد المسبق للعملية من حيث الجوانب اللوجستية والتنظيمية، فضلا عن تأمين مختلف مراحل الاقتراع والفرز، مع اعتماد مركز اقتراع وحيد بالمدرسة الابتدائية خير الدين لاستقبال الناخبين المعنيين بالتصويت، في تجربة ثانية من نوعها بالجهة بعد عملية مماثلة شهدتها الولاية خلال الأشهر الماضية.
ويعود تنظيم هذا الاستحقاق الانتخابي إلى قبول الهيئة، بتاريخ 22 أكتوبر 2025، عريضة سحب وكالة موقّعة من قبل أكثر من 10 بالمائة من الناخبين المسجّلين بالدائرة، حيث بلغ عدد الممضين 148 ناخبا من جملة 1087 ناخبا، وفق آخر تحيين للسجل الانتخابي. كما صدر الأمر عدد 441 بتاريخ 27 أكتوبر 2025، المتعلق بدعوة الناخبين إلى التصويت.
كلفة عملية سحب الوكالة "تكاد تكون صفر مليم"
أكد عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أيمن بوغطاس، في تصريح للإذاعة الوطنية، الجاهزية اللوجستية والترتيبية الكاملة لتأمين عملية التصويت من مختلف الجوانب، مشيرا إلى أن الهيئة اعتمدت هذه المرة على مواردها الذاتية للضغط على التكاليف، لتكون كلفة عملية سحب الوكالة "تكاد تكون صفر مليم"، وفق تعبيره. من جانبه أوضح المدير الجهوي للهيئة الفرعية للانتخابات بالمهدية، نعيم الحاج مسعود، أن عملية الاقتراع جرت بمكتب وحيد، وأن تجميع وفرز الأصوات سيتمان بنفس مركز الاقتراع، مع الإعلان عن النتائج الأولية فور انتهاء عملية الفرز. كما أشار إلى حضور ممثلي الأطراف المشاركة في عملية سحب الوكالة وجميع أعضاء مكاتب الاقتراع. وأحصت الهيئة الفرعية للانتخابات، وفق المصدر ذاته، 1246 ناخبا مسجلا يمكنهم المشاركة في عملية التصويت ب"نعم" أو "لا".
بين التثبيت أو سحب الوكالة
ولفت المتحدث إلى أن النتيجة التي ستعمد في هذه العملية، مهما كان عدد الناخبين المشاركين، تقوم على الأغلبية (خمسون بالمائة زائد واحد). وشدد على أنه إذا صوت أغلبية الناخبين بنعم سيتم سحب الوكالة من العضو المعني وتنظيم انتخابات جزئية لاختيار من يعوضه، بينما إذا كان التصويت ب"لا" فإنه سيجري تثبيت العضو موضوع سحب الوكالة إلى حين انتهاء مدته النيابية.
ضعف الإقبال
وفي السياق ذاته، أفاد مرصد شاهد بأنه قام، يوم أمس الأحد بملاحظة سير عملية التصويت على سحب الوكالة من العضو المحلي ، وذلك من خلال فريق مكوّن من أربعة ملاحظين تم اعتمادهم بمركز الاقتراع الوحيد. وذكّر المرصد بأن عريضة سحب الوكالة قُدّمت بتاريخ 5 سبتمبر 2025 ومضى عليها 148 ناخبا من جملة 1097 مسجلا بقائمة الناخبين في ذلك التاريخ. وسجّل مرصد شاهد جملة من الملاحظات، أبرزها انطلاق عملية التصويت في ظروف عادية وسلسة، وضعف الإقبال حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة 11% إلى حدود منتصف النهار، إضافة إلى قيام الهيئة بعملية سبر آراء للناخبين داخل مركز الاقتراع وخارجه. كما لاحظ المرصد غياب ممر خاص بالأشخاص ذوي الإعاقة، واقتصار الحضور الرقابي على ممثلي عريضة سحب الوكالة وممثلي العضو المعني، مع غياب بقية الجمعيات المهتمة بالشأن الانتخابي.
تحسن نسبي في التغطية الإعلامية
وأشار المرصد أيضا إلى تحسن نسبي في التغطية الإعلامية مقارنة بعملية مماثلة سابقة، مع تسجيل حالة نقل ناخبين بواسطة سيارة، تم على إثرها إعلام الهيئة والتنبيه على السائق. وتعد هذه العملية الثانية من نوعها في ولاية المهدية، في إطار آلية سحب الوكالة من أعضاء المجالس المحلية.
نموذج ورقة التصويت
وكانت الهيئة قد نشرت في بلاغ لها يوم الأربعاء الفارط ، نموذج ورقة التصويت على سحب الوكالة من النائب بالدائرة الانتخابية المحلية عمادة الشرف التابعة للمجلس المحلي بمعتمدية شربان من ولاية المهدية. وذكّرت هيئة الانتخابات، بأن انتخابات سحب الوكالة من النائب كمال جلول، بالدائرة الانتخابية المحلية المذكورة، ستجرى يوم الأحد. وتحمل ورقة التصويت على سحب الوكالة التي نشرتها الهيئة جملة : هل توافق على مقترح سحب الوكالة من النائب (كمال جلول) عضو المجلس المحلي بالشرف؟ وذلك عبر وضع علامة قاطع ومقطوع في خانة "نعم" أو "لا". وفي صورة التصويت بالأغلبية المطلقة ب "نعم"، ستجرى انتخابات جزئية بالدائرة المذكورة لانتخاب عضو جديد، بينما يثبت العضو إلى نهاية المدة النيابية إذا كانت الأغلبية قد صوتت بـ"لا"، على ألا يتم تقديم عريضة سحب ثقة ثانية ضده.