نظمها الاتحاد العام لطلبة تونس وحضرها مناضلون وطلبة تظاهرة "مقاومة" تستعرض انجازات طوفان الأقصى وتحديات المرحلة المقبلة

نظم الاتحاد العام لطلبة تونس، بالتنسيق مع المكتب الفيدرالي

بكلية الآداب بمنوبة تظاهرة كبرى تحت عنوان ''مقاومة''، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد شملت التظاهرة عرضا فنيا ، ومهرجانا خطابيا، ومعرض صور لشهداء القضية الفلسطينية، إلى جانب حلقات نقاش مفتوحة للطلبة حول عدد من القضايا الراهنة. كما تضمّنت الفعالية ندوة فكرية أثّثها عدد من الشخصيات الثورية ذات التجارب النضالية العالية . وقد شارك في الندوة عابد الزريعي ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحاتم العويني عن حزب الوطد الاشتراكي، ومريم أبو دقّة القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وفي تصريح خاص لـ''المغرب" على هامش الفعالية قال عابد الزريعي ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ ''هذه الندوة التي ينظمها الاتحاد العام لطلبة تونس والمكتب الفيدرالي بكلية الآداب بمنوبة تأتي في سياق الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي قلب تظاهرة كاملة تحت عنوان "مقاومة". مضيفا أنها ''مبادرة طلابية راقية تؤكد أنّ الحضور نفسه فعل مقاومة، وأنّ القضية الفلسطينية ما تزال بوصلة الحركة الطلابية وكل مكونات الجامعة''.
وأكد محدثنا أن مداخلته جاءت تحت عنوان "طوفان الأقصى: إنجازات، تحدّيات ومهام. مؤكدا أن اختياره لهذا الموضوع سببه '' أننا نعيش في ظلّ وضع إنساني بالغ القسوة في قطاع غزة، وفي ظل تصاعد أصوات تحاول التشكيك في طوفان الأقصى وتسويق الهزيمة. لذلك أردت من خلال هذه المداخلة أن أؤكد أربع قضايا أساسية.أولا، التأكيد على مشروعية معركة طوفان الأقصى، فهي ليست حدثًا معزولا بل حلقة في سلسلة طويلة من نضال الشعب الفلسطيني من أجل ممارسة حقه الطبيعي في تقرير مصيره. هذه المعركة تأتي في سياق كفاحي متصل، وليست خروجًا عن منطق التحرر الوطني.ثانيا، فيما يخصّ إنجازات طوفان الأقصى، اعتمدنا على المعايير التي رسختها كل تجارب التحرر الوطني عبر التاريخ، وهي ثلاثة: هل عجزت شرعية المقاومة أم لا؟ هل خلقت المعركة تناقضات داخل صفوف العدو؟ وهل أحدثت تعارضات بين العدو وتحالفاته على المستوى الدولي؟ وبالاستناد إلى هذه المقاييس يمكن القول بثقة إن طوفان الأقصى عزز شرعية المقاومة عالميا، وإن موجات التضامن الشعبي الواسعة عبر العالم هي نتاج مباشر لهذه المعركة".
وأضاف محدثنا'' كذلك نجح طوفان الأقصى في خلق تناقضات عميقة داخل الكيان الصهيوني على المستويات السياسية والعسكرية والاجتماعية. أما دوليا، فقد وجد الكيان نفسه في حالة عزلة غير مسبوقة. هذه الإنجازات الثلاثة تشكل اليوم نقلة نوعية حقيقية في مسار النضال الوطني الفلسطيني'، فالتحديات التي نواجهها اليوم تتمحور كلها حول محاولة إجهاض هذه الإنجازات. ويظهر ذلك في استمرار الاحتلال بخرق وقف إطلاق النار ومحاولة زيادة الكلفة الإنسانية على المقاومة، كما يظهر في خطة ترامب وفي قرار مجلس الأمن رقم 203، وهو واضح كذلك في ما يجري في الضفة الغربية من عمليات ضم متسارعة". وتابع الزريعي ''نحن أمام المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، نعرف أنها ستفتح باب اشتباك سياسي كبير في ثلاثة ملفات: سلاح المقاومة، القوة الدولية، وإدارة قطاع غزة. وفي هذه النقاط موقف المقاومة واضح: سلاح المقاومة هو سلاح كل الفلسطينيين، والقوة الدولية إن كانت قوة فصل فنحن نرحب بها، أما إن كانت قوة اشتباك فذلك أمر مختلف. وبالنسبة لإدارة قطاع غزة فلن تكون إلا بيد أبناء القطاع كما تم الاتفاق وطنيا ومع الجانب المصري''.
وأكد الزريعي ''خصصنا جزءا من الندوة للمهام الطلابية لأن هذه الفعالية تتنزل في هذا السياق. الرسالة الموجهة للطلبة هي ضرورة مأسسة حركة طلابية منظمة، مستمرة، واعية، منخرطة في دعم النضال الفلسطيني، ومتصديّة لأي امتداد أو تطبيع مع الكيان الصهيوني، مستفيدة من طاقات الطلبة واختصاصاتهم الأكاديمية''.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115