الكاتب والناشط الحقوقي الفلسطيني مصطفى إبراهيم لـ''المغرب'' "هذه المرحلة تحمل تحديات كبرى وتستدعي إرادة ومسؤولية وطنية حقيقية"

قال الكاتب الحقوقي الفلسطيني مصطفى ابراهيم لـ''المغرب''

تعليقا على إعلان التوافق على المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار أنّ ''غزة، المدينة التي طالما كانت رمزًا للمعاناة والصمود، هي أكثر من مجرد مساحة جغرافية محاصرة. هي شهادة حية على إرادة شعبٍ لا يركع، لا يساوم على حقه في الحياة والكرامة، مهما تعاظم الحصار وتكاثرت الأزمات.في غزة، حيث تتشابك مشاعر الفرح والحزن، تكتب صفحات من الألم والأمل معًا. الطفولة تنمو وسط الركام، والمدارس تفتح أبوابها رغم القصف، والصلاة تُقام قرب مقابر لم تجد بعد سياجًا يحميها. هذه ليست مجرد تفاصيل يومية، بل هي لغة المقاومة الحقيقية التي يكتبها الناس بأجسادهم وقلوبهم''.

وتابع ''غزة ليست قضية إنسانية فحسب، بل قضية سياسية تحمل في طياتها صراعًا من أجل الحرية والكرامة. هي قصة احتلال استمر، وقضية شعب يُحاول أن ينتزع حقه في أن يعيش كباقي البشر على هذه الأرض. وليس من العدل أن تُحصر معاناة أهل غزة في بيانات شجبٍ مؤقتة أو مؤتمرات لا تغير واقع الحصار والدمار'' وفق قوله.
وأكد محدثنا ''على مدار السنوات، شهدت غزة مراحل من الاتفاقات السياسية التي حاولت أن تخفف من وطأة الحصار وتفتح بعض الممرات، لكنها لم تكن كافية لإنهاء المعاناة أو تحقيق السلام الدائم. الحصار المستمر والاعتداءات المتكررة أظهرت أن الحل لا يمكن أن يكون مجرد فتح معابر أو وعود مؤقتة.ورغم كل ذلك، يظل أهل غزة صامدين، يرفضون الاستسلام، ويُثبتون للعالم أن الإرادة لا تُكسر بسهولة. الشباب والنساء في غزة هم عماد هذه المقاومة، يحملون على أكتافهم عبء الحصار، ويزرعون بذور الأمل في أصعب الظروف. في وجه الدمار، تستمر النساء في بناء مجتمع قوي، والشباب في التحدي والإبداع، لاكتشاف فرص جديدة رغم كل القيود''.
وتابع ابراهيم ''التضامن الدولي الحقيقي مع غزة هو المفتاح لتغيير الواقع، ليس بالكلام أو البيانات، بل بالضغط الفعلي لرفع الحصار، وتحقيق العدالة والحرية. فغزة ليست مجرد قصة مأساوية تُروى، بل نداء إنساني وسياسي يستحق الاستجابة.تظل غزة رمزًا للأمل المتجدد، لكل من يؤمن بأن الحق في الحياة والكرامة لا يُمكن أن يُقهر. على أنقاض الألم، تنمو أحلام الأجيال القادمة، وأصوات الحرية تزداد قوة، حاملة معها رسالة واضحة: غزة ستظل حرة، مهما طال الليل''.
وشدد ابراهيم ''إن وقف الحرب هو الخطوة الأولى والأساسية للفلسطينيين، وخاصة في غزة، وقد تحقق جزء منها عبر صفقة إقليمية ودولية. لكن هذه البداية تحمل تحديات كبيرة، وتستدعي من الفلسطينيين إرادة قوية ومسؤولية وطنية حقيقية. فلا بد من وقف الانقسامات الداخلية، وتوحيد الجهود لبناء مستقبل أفضل، بعيدًا عن تراكم الأزمات السابقة. فلسطين تستحق وحدة حقيقية وأداءً جادًا، لأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالإصرار على حقوقنا ووحدة الصف''.

المشاركة في هذا المقال

تعليق1

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115