اختتام مهرجان بغداد السينمائي الدولي وسط أجواء احتفالية أعادت للمدينة وهجها الثقافي. ولم تكتف السينما التونسية التي اعتادت أن تكون حاضرة بقوة في المهرجانات العربية والدولية بالتكريم باعتباره ضيف شرف المهرجان بل كانت علامة فارقة لفتت الأنظار ونالت الإعجاب.
مثلما كان العراق في طليعة النهضة الثقافية، فإنّ تونس اليوم تواصل تأكيد حضورها كمختبر حقيقي لصناعة سينمائية عربية واعدة.
"على الحافة" لسحر العشي يفوز بجائزة لجنة التحكيم للأفلام القصيرة
من بين عشرات الأفلام العربية والدولية التي تنافست على جوائز مهرجان بغداد السينمائي، نجحت السينما التونسية اختطاف الأضواء والفوز بجائزتين في اختتام الدورة الثانية لمهرجان بغداد السينمائي. وقد فاز فيلم "السودان يا غالي" للمخرجة هند المدب بجائزة أفضل فيلم وثائقي .كما توّج الفيلم التونسي "على الحافة" للمخرجة سحر العشي بجائزة لجنة التحكيم للأفلام القصيرة.
في الوقت الذي عاش فيه السودان بل وما يزال مأساة إنسانية، اهتمت المخرجة التونسية هند المدب بأوجاع هذا البلد وصراعاته وتمزقاته، فأخرجت فيلمها الوثائقي "السودان يا غالي" عام 2024. يصور الفيلم مأساة الشباب السودانيين خلال أعوام الحرب الأخيرة، ويكشف زوايا شبه مجهولة من ىالثورة السودانية خلال الفترة بين 2019 و 2023 حتّى اندلاع نزاع السودان .
بعد تحصله على التانيت البرونزي في مسابقة الأفلام القصيرة الروائية في الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية، فاز الفيلم التونسي "على الحافة" للمخرجة سحر العشي بجائزة لجنة التحكيم للأفلام القصيرة. ويتحدث الفيلم عن امرأة تضطرها الظروف لبيع "الفريكاسي" مما يعرضها إلى شتّى أنواع المضايقات...
توقيع كتاب "الكاميرا شاهدة على أجيال ما بعد الثورة" للمياء بالقائد
يؤكد فوز تونس في مهرجان بغداد بجائزتين أنّ السينما التونسية قادرة على كسر الحدود والانطلاق نحو العالمية، وأن الإبداع لا يعرف جغرافيا محدودة.
وقد احتفى مهرجان بغداد السينمائي الدولي بالسينما التونسية كضيف شرف ، تقديرا لإسهاماتها المتواصلة في إثراء الحركة السينمائية العربية والعالمية وكان نقيب الفنّانين العراقيين قد صرح بأن "السينما التونسية، التي احتفلت بمرور مائة عام على انبعاثها، تمثل تجربة عربية رائدة ".
وقدّم مهرجان بغداد درعا تكريميا للمنتج الراحل نجيب عيّاد، تكريما لمسيرته السينمائية الحافلة وإسهاماته البارزة في تطوير صناعة السينما التونسية ودعم المبدعين الشباب. وتم عرض فيلم "صمت القصور" للمخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي. كما شمل البرنامج عرض مجموعة من الأفلام التونسية الطويلة والقصيرة التي تعكس تنوع التجارب الفنية وروح الإبداع في السينما التونسية، وهي: "عالحافة " للمخرجة سحر العشي، و "متى نلتقي بعد عام" لأماني جعفر، و" لينو أفريكانو" لمروان نبيل، و "رحلة " لجميل النجار و "يوم كيراتين" لسامي التليلي والفيلم الوثائقي الطويل "السودان يا غالي" لهند المدّب والفيلم الروائي الطويل "برج الرومي" للمنصف ذويب.
وفي لجان التحكيم كان لتونس حضور في مهرجان بغداد السينمائي، حيث كانت الممثلة التونسية وحيدة الدريدي من بين أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية القصيرة.
كما تضمن برنامج الاحتفاء بالسينما التونسية خلال المهرجان يتضمن تنظيم مائدة مستديرة حول السينما التونسية، شارك فيها عدد من المنتجين والمخرجين والنقاد من تونس والعراق وبقية الدول العربية، لمناقشة التجارب السينمائية وتبادل الرؤى حول مسار صناعة الأفلام في المنطقة.
وفي سياق الاحتفال بالسينما التونسية تم تقديم وتوقيع الكتاب التوثيقي حول السينما التونسية "الكاميرا شاهدة على أجيال ما بعد الثورة" للدكتورة لمياء بالقائد.