في ندوة دولية : أي دور للتعلم مدى الحياة في مواجهة التحدّيات العالمية والادماج الاقتصادي والاجتماعي

تطرح اليوم مسألة التعليم والتعلم مدى الحياة كعنصر أساسي

في مواجهة التحديات الكبرى في العالم مثل التغير المناخي والتحول الرقمي والادماج الاقتصادي والاجتماعي والنزاعات والحروب . وقد احتضن المعهد العربي لرؤساء المؤسسات الندوة الدولية حول" التعلم والتعليم مدى الحياة بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية بتنظيم من معهد التعاون الدولي التابع للجمعية الألمانية لتعليم الكبار " DVV International " .

ويهدف المؤتمر الى تعزيز التحاور والتباحث بين الخبراء والمختصين من مختلف الدول من أجل الاعتراف بتعليم الكبار والتعلّم مدى الحياة كرافعة أساسيّة لمواجهة التحديات المعاصرة وبناء مجتمع متماسك ومستدام لتحقيق اهداف التنمية الشاملة. شارك بالمؤتمر خبراء من عديد الأقطار العربية والعالمية وممثلين وزاريين، ومؤسسات شريكة، بالإضافة إلى فاعلين من المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية. وتم خلال المؤتمر عرض تجارب البلدان مع التعلم والتعليم مدى الحياة بكل ما يطرحه من إشكاليات وتأثيرات.
السياسات والاستراتيجيات
ركزّ المؤتمر على ثلاثة محاور أساسيّة هي السياق المحلّي لتعليم الكبار والتعلّم مدى الحياة وتجارب المقارنة إضافة الى المقاربات التربوية المبتكرة ، وكذلك لدور الاستراتيجي لتعليم الكبار والتعلّم مدى الحياة في مواجهة تحدّيات التغيرات المناخيّة والتحوّل الرقمي والادماج الاقتصادي والاجتماعي والقابلية للتشغيل. وأكد نازاريت نازاريتيان، المدير الإقليمي DVV International شمال افريقيا في كلمته على أهميّة تعليم الكبار في ودور تبادل الخبرات مع دول شمال افريقيا والشرق الأوسط وألمانيا . وقال ان المنظمة الألمانية لتعليم الكبار تشرف على 800 مركز بألمانيا وأكثر من 300 مركز بعديد الدول.
وأكد ان هذا المؤتمر فرصة للحديث عن التدريب وعن المحيط الاجتماعي والتنمية المستدامة والمواطنة والتحولات الرقمية منطلقين من ان تعليم الكبار يشمل جميع الفئات ويعتبر من المكونات الرئيسية للتعليم وفق توصية اليونسكو
وأعرب عن أمله في أن يتمكن كل البالغين من تحقيق ذواتهم عبر التعلّم وتعليم الكبار. واكد ان المنظمة معنية بتطوير المقاربات والتأقلم مع السياقات الاجتماعية المختلفة داخل المجتمعات المحلية.
من جهتها قالت جاكلين غروث، رئيسة مكتب التعاون الألماني في السفارة الألمانية - وممثلة عن وزارة الشؤون الاجتماعية ان هذه الندوة لا تمثّل فقط حدثا عابرا بل ان التفكير والبناء على التجربة المحلية وتجارب البلدان المشاركة هو الهدف الأساسي من أجل بناء مجتمعات متكاملة ومستدامة .
وعبرت عن اهتمامها بما تشهده التجربة في تونس من تطوّر وديناميكية بين الهياكل العمومية ومنظمات المجتمع المدني والجامعات واعتبرت ان النجاح في بناء الشراكات يعتبر خطوة مهمّة لدعم الدينامية الوطنية لتعليم الكبار لنجعل منها محركا ودافعا نحو التنمية المستدامة.
الدكتورة أنكه غروتليوشن، من جامعة هامبورغ استهلّت مداخلتها بتقديم المفاهيم المتداولة حول التعلم مدى الحياة وكذلك العوائق واستراتيجيات التمويل . وأوضحت أن التعلّم مدى الحياة لا يزال مهمّشا في السياسات الوطنية ولا يزال هذا المصطلح يقتصر على تعليم الكبار. وأضافت بالقول :" رغم انّ أهداف التنمية المستدامة 2015 طورت المفهوم ليصبح التعلم مدى الحياة شاملا لجميع الفئات وفي السياق ذاته إطار عمل مراكش ( 2022 ) اعتبر التعلّم للبالغين عنصرا أساسيا في التعلم مدى الحياة . وأشارت إلى دور برامج التعلم مدى الحياة طويلة الأجل في التقليل من التفاوت الاجتماعي في جميع البلدان قيد الدراسة.
وأشارت كذلك إلى الآثار على مستوى سوق العمل وكذلك الآثار الايجابية على مستوى التماسك الاجتماعي والرفاهية وكيف تكون الحياة أفضل .
تحديات وهواجس
حاولت غروتليوشن الإجابة عن التساؤلات العديدة حول الاستراتيجيات الفعالة لتنفيذ تعليم الكبار كجزء من التعلم مدى الحياة في البلدان والمناطق المستهدفة . وكذلك تطرقت الى التحديات التي تعيق تنفيذ تعليم الكبار فيما يتعلق بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة أي التعليم ؟ في هذا السياق قالت ان المنظمة نفذت مع عديد الشركاء ما يقارب 22 محادثة موجهة Focus Group خلال شهري سبتمبر ونوفمبر 2022 بعديد الدول منها البرازيل والهند وجنوب افريقيا وتايلاند وأوكرانيا وكيرقيزستان والأردن وما تمّ استنتاجه أن مستوى الجوع والأمراض والحرب اصبح عاليا وترتّب عن ذلك تراجعا في بعض المكاسب تفاقمت مع جائحة كوفيد 19 ووفاة الخبراء أو تغيّر أولوياتهم في علاقة بحرب اوكرانيا كما ان الميزانيات المخصصة لتعليم الكبار شهدت تراجعا.وفق قولها.

هذا الواقع فرض تحديات على مستوى السياسات التعليمية وقالت أنكة ان أهم العوائق مرتبطة بكفاءة الموظفين وبجودة التعليم اذ يتم الاعتماد غالبا على المتطوعين وفي علاقة بالاستراتيجيات على مدى متوسّط: يتم الاعتماد على التواصل والشراكات مع الجمعيات من اجل مبادرات مبتكرة لدعم مسارات التعلّم وإعطاء الأولوية للمتسربين من المدارس في مرحلة مبكرة.
ومن التحديات الأخرى أيضا: دعم التعلّم الشامل مدى الحياة والبحث عن حلول لعدم الوصول وتحقيق المساواة وانصاف الفئات ضحايا الاستبعاد في البيئات المهمّشة على غرار الأقليات العرقية والتركيز على عمال البناء مثلا بالبرازيل وتنفيذ حملات ميدانية تستهدف المنازل واعتماد إعادة التدريب لسد الشغورات في الوظائف وربط التعليم والتدريب بأنشطة تستهدف البيئة والتوقّي من الكوارث الطبيعية ومقاومة التحرش الجنسي والجريمة.
وأشارت الى الإجراءات التي تم اتخاذها استجابة للازمة حيث تم الاعتماد على شبكات العمل المجتمعي وتوظيف الفنون لمقاومة العنف مثلا كما تم تشجيع الأفراد على استصلاح الأراضي في المناطق الريفية النائية والبحث عن تمويل اكثر انتظاما وقابلية للتحكّم لتوفير موارد كافية للحد من الأزمات وضمان الاستقرار .وبينت الدكتورة أن من بين اهم التوصيات :التركيز على شبكات العمل المجتمعي والتنسيق مع أصحاب المصلحة للمشاركة في التعليم المستمر العمل على الاعتراف بهذه الجهود الشعبية .وأكدت على أهمية الحرص على وضع قاعدة بيانات عالية الجودة على مستوى محلي وجهوي ومركزي وتوظيفها في دعم التعلّم مدى الحياة.
ذكّرت الدكتورة أنكه غروتليوشن بالهدف 4 من اهداف التنمية المستدامة المتعلّق بــ: ضمان التعليم الجيد الشامل والمنصف وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع بحلول عام 2030، ضمان حصول جميع الفتيات والفتيان على تعليم ابتدائي وثانوي مجاني ومنصف وجيد يؤدي إلى نتائج تعليمية ملائمة وفعالة للهدف . والقضاء على التفاوت بين الجنسين في التعليم وضمان المساواة في الوصول إلى جميع مستويات التعليم والتدريب المهني للفئات الضعيفة، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والشعوب الأصلية والأطفال في أوضاع ضعيفة .وضمان إلمام جميع الشباب ونسبة كبيرة من البالغين، من الرجال والنساء على حد سواء، بالقراءة والكتابة والحساب.
التعلم ضرورة وليس خيارا
د. كامل الحجام، الخبير في مجال التعليم قال في كلمته: "إنها لحظة تاريخية لجميع المجتمعات البشرية. إنها مساحة نقترح فيها، ونؤمن فيها، ونحلل فيها لنستعد للمستقبل بشكل أفضل". وقال :" التعلم مدى الحياة ليس خيارًا، بل ضرورة حيوية، وهي "فلسفة العصر" التي تربط الأجيال والأقاليم". وحدد في خطابه معالم نظام تعليمي لا يُهمّش أحدًا، ويستند إلى ديناميكيات المجتمع وأوضح بالقول :"هذا الخيار الجماعي لا يُغفل أي طرف معني. إنه يسمح للجميع بالاستفادة من الخبرة المشتركة، سواء كانت محلية أو وطنية أو دولية". بالنسبة له، تعليم الكبار أكثر من مجرد نظام بسيط: إنه "أداة استراتيجية تؤثر على جميع مستويات المجتمع: الاستراتيجية والمؤسسية والتشغيلية" في مواجهة الاضطرابات التي يواجهها العالم . كما شدد الدكتور حجام على الحاجة المُلحة للتعلم مدى الحياة في خضم الثورة التكنولوجية، والتغيرات الاقتصادية، وتغير المناخ. وقال :"لا يمكننا أن نبقى أسرى أساليب تدريس جامدة. يجب أن نبتكر ثقافة تعليمية جديدة، مُكيفة مع هذا الجيل من المتعلمين البالغين". كما أكد على الصلة الوثيقة بين التعليم والتنمية المستدامة قائلا: "لا يمكننا الادعاء بتحقيق أهداف التنمية المستدامة إذا همّشنا تعليم الكبار. فهو شرط أساسي لإعمال جميع الحقوق الأخرى".
من جهته عرف ممثل منصة "موجا" لتعليم الكبار ديفيد هارينغتون، بالمنصة بكونها مساحة رقمية أفريقية مخصصة لتعلم وتعليم الكبار، وقال انها مصممة في المقام الأول للممارسين والمهنيين - من معلمين ومديري برامج - ممن يتمتعون بإمكانية وصول أفضل إلى الأدوات الرقمية. مهمتها بسيطة لكنها طموحة: ربط دول القارة وتعزيز التبادل المباشر للمعارف والخبرات، دون الاعتماد فقط على نماذج من أوروبا أو أمريكا. وقال ان "موجا" تعمل على ترسيخ مكانة للتواصل، حيث تُشارك السياسات التعليمية والمناهج والاستراتيجيات الوطنية، بالإضافة إلى الفعاليات والمبادرات المحلية. كما تهدف إلى أن تكون منصة للتعبير عن الرأي الأفريقي: من خلال تعزيز حضور معلمي القارة في النقاشات العالمية، مما يتيح لهم مشاركة خبراتهم وإسماع أولوياتهم.
الأطر التنظيمية والتطورات التشريعية
وتم خلال المؤتمر مناقشة الأطر التنظيمية والتطورات التشريعية في تعليم الكبار على المستوى الإقليمي بمشاركة سعيد دوكالي، أستاذ جامعي وخبير في مجال تعليم الكبار من المغرب . وحسن سليمي، خبير في مجال تعليم الكبار من الجزائر وشيخنا سالم فال، رئيس قسم المتابعة والتقييم، مديرية محو الأمية وتعليم الكبار في موريتانيا إضافة الى فاطمة أياد، وهي خبيرة تربوية وباحثة في تعليم الكبار من مصر . وجواد الغسوس، مدير DVV International الأردن .
عرض جواد الغسوس، مدير منظمة DVV الدولية في الأردن، تاريخ ومسار تعليم الكبار في بلاده. واستذكر بدايات تعليم الكبار في ظل ارتفاع معدلات الأمية، وأكد أنه على الرغم من التقدم المحرز، لا تزال أوجه عدم المساواة قائمة بسبب عدم انتظام الوصول إلى التعليم وغياب رؤية مشتركة بين المؤسسات. وشدد على أهمية تكييف البرامج مع التغيرات السريعة في سوق العمل وتعبئة الموارد اللازمة لتلبية احتياجات جميع المتعلمين.
فاطمة عياد، الخبيرة المصرية في مجال التعليم والباحثة في الأكاديمية العربية لتعليم الكبار، قدمت عرضًا لتأثير إطار عمل مراكش على تعليم الكبار والآفاق التي يفتحها. وسلطت الضوء على الدور المهم للقطاع غير الربحي في استكمال عمل الدولة، وشددت على ضرورة تكييف التشريعات والسياسات التعليمية مع التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية لضمان تعليم شامل ومستدام.
من جهته تطرق شيخنا سالم فال، ممثل موريتانيا، الى تعليم الكبار في بلاده، وقال انه يركز تقليديًا على التعليم الديني والمهارات الأساسية. وأكد أن التغييرات المتعلقة بالتحضر والهجرة الداخلية تتطلب الآن نهجًا أوسع نطاقًا، يدمج مهارات جديدة ويتكيف مع واقع الحياة الحضرية. وقال :"بدأت مراكز التربية المدنية والمبادرات المحلية في التوسع، لكن التغطية لا تزال محدودة، مما يدعو إلى تعزيز البرامج وتحديثها."
كما عرض حسن سليماني، الخبير الجزائري في تعليم الكبار، التجربة الجزائرية مشيرا إلى اعتماد بلاده استراتيجية وطنية لمحو الأمية عام 2008 أثرت على الانخفاض الكبير في معدل الأمية. وسلط الضوء على دور التدريب متعدد اللغات والبرامج المهنية الإلزامية للباحثين عن عمل، وشدد على أهمية الحفاظ على استمرارية التعلم مدى الحياة لتعزيز الإدماج الاجتماعي والمهني. وناقش سعيد الدكالي، الأكاديمي والخبير المغربي، تنوع قطاع تعليم الكبار في بلاده، مؤكدًا على ضرورة مواءمة الممارسات، وضمان تكافؤ فرص الحصول على التدريب، ودمج الكبار في النظم التعليمية والمهنية. ووفقًا له، يُعد تعليم الكبار رافعة أساسية لتطوير المهارات مدى الحياة والحد من التفاوتات الاجتماعية.
من جهته أكد صفوان عليات، مدير منظمة DVV الدولية في تونس، على أن التعاون وتبادل أفضل الممارسات بين الدول المتجاورة يعززان الديناميكيات الوطنية والإقليمية لتعليم الكبار. وأكد أن فعالية تعليم الكبار لا تكمن فقط في التشريعات، بل أيضًا في تكييفها مع الاحتياجات الحقيقية للمتعلمين، وتعزيز المؤسسات، وتطوير الشراكات المحلية والإقليمية.
وكشفت هذه الجلسة النقاشية أن تبادل الخبرات والتنسيق بين الجهات المعنية، هو ما يعزز المرونة والابتكار في مجال تعلم الكبار وتعليمهم.
ومن فلسطين من قلب المعاناة ضد الاحتلال قدمت علا عيسى، ممثلة منظمة DVV الدولية في فلسطين، تجربتها مع تعليم الكبار في بلادها .وشددت أيضًا على التحديات الخاصة بالسياق الفلسطيني: "في فلسطين، هذا العمل ليس سهلاً. للدولة أولويات أخرى، مرتبطة بالبقاء اليومي والطوارئ السياسية. لذلك، لا يمكن نشر عملنا على نطاق واسع، كما هو الحال في بلدان أخرى. إنه يتجذر في المجتمعات، مع الجمعيات المحلية، وفي العمل الدؤوب مع الأفراد".
التحول الأخضر والتغير المناخي
وتم خلال المؤتمر التركيز على مواضيع الرقمنة، والتحول الأخضر، والتعليم كسلاح في مواجهة تغير المناخ وأساس للتماسك. وقدمت خلال هذا المحور مداخلات عديدة ركزت على المقاربات التشاركية في تعليم الكبار بمشاركة كل من منيا المناعي، الخبيرة في مجال الأندراغوجيا من تونس وعلا عيسى، مديرة DVV International فلسطين
و باربرا هوست، المديرة الإقليمية في الشرق الأوسط . وركزت المحاور حول الرقمنة والوضع الراهن لتعليم الكبار وتعليم الكبار والتحولات الاقتصادية: نحو الانتقال الأخضر . و دور التعليم في مواجهة التغير المناخي وتعليم الكبار في سياقات النزاع وإعادة الإعمار و تعزيز التعاون متعدد الفاعلين في مجال تعليم الكبار.
صفوان عليات ممثل مكتب DVV الدولي في تونس قال في تصريح خاص لـ" المغرب " ان المكتب الذي افتُتح عام 2019 في تونس هو جزء من شبكة عالمية تنتشر في أكثر من سبعة وثلاثين دولة. وقال :" مهمتنا جزء من ديناميكية تعاون وثيق مع العديد من الشركاء التونسيين. ونحن نعمل مع وزارات مختلفة مثل الشؤون الاجتماعية، والتعليم العالي والبحث العلمي، والزراعة، والصحة - بالإضافة إلى العديد من الإدارات القطاعية." اما عن دور المجتمع المدني في الدفع نحو تعزيز التعليم مدى الحياة أجاب بالقول :" لا يقتصر عملنا على الإطار المؤسسي، بل نتعاون أيضًا مع المجتمع المدني، من خلال مجموعة واسعة من الجمعيات والمنظمات الوطنية، وكذلك مع العديد من الجامعات. ومن خلال هذا الحوار بين المؤسسات العامة، والجهات الأكاديمية المعنية، والمنظمات المدنية، نبني مبادرات مستدامة لتعليم الكبار والتعلم مدى الحياة. وندعم شركاءنا في إنشاء أنظمة لتعليم الكبار والتعلم مدى الحياة في تونس من خلال التدريب المُستهدف وبناء القدرات الأكاديمية لمراكز تعليم الكبار. على وجه الخصوص، نظمنا دورات تدريبية، بما في ذلك برامج ماجستير للطلاب، وشاركنا في العديد من المنتديات والفعاليات المُخصصة لتعليم الكبار" وأضاف :" لقد دعمنا الأفراد المعنيين بتعليم الكبار من خلال توفير برامج تدريبية مُصممة خصيصًا لهم، وتزويد المراكز بمواد تعليمية، وساعدنا الحكومة التونسية في وضع استراتيجية وطنية لـ" تعلّم وتعليم الكبار. وتتماشى ندوة اليوم تمامًا مع هذه الديناميكية، سعيًا إلى تعزيز هذه المبادرات وتوسيع نطاقها على المستوى الوطني. تُنظّم الندوة لمواصلة العمل المُباشر في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن التعليم والتعليم العام. تُركّز الجمعية العامة على التعليم ككل، لكن التعليم العام يتجاوز هذا الإطار: فهو يُعنى بالتعلم في علاقته بالمجتمع، وتكوين الأفراد، والتنمية الجماعية. والهدف هو التفكير في كيفية تثقيف المجتمعات والأفراد في مواجهة التحولات الدولية والاقتصادية، لتمكينهم من التكيّف والمشاركة الفعّالة في هذه التغييرات."
يشار الى معهد التعاون الدولي التابع للجمعية الألمانية لتعليم الكبار يجمع حوالي 900 كلية لتعليم الكبار وجمعياتها الإقليمية. يدعم المعهد إنشاء وتعزيز هياكل مستدامة لتعليم الشباب والكبار في أكثر من ثلاثين دولة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات العامة والأكاديميين. تشمل مجالات عمله محو الأمية والتعليم الأساسي، والتدريب المهني، وتعليم المواطنة، والتعليم البيئي والتنمية المستدامة، والتعليم الصحي، والتعلم بين الثقافات. بتمويل رئيسي من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، تُوائِم منظمة عملها مع أهداف التنمية المستدامة، والأجندة العالمية للتعليم 2030، ومؤتمرات اليونسكو الدولية لتعليم الكبار.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115