مؤخرا وما سبقها من توترات واضطرابات تُعيد تشكل السياسات التجارية والعلاقات بين الدول ويتموقع مزودو تونس في قلب المعركة.
يقع مزودو تونس في دائرة الرسوم الجمركية الأمريكية مما يسلط ضغوطات على أسعار التوريد
فالاتحاد الأوروبي الذي تمثل حصة واردات تونس معه ب 43% وتعد فرنسا وايطاليا وألمانيا ابرز الشركات في مرمى رسوم ترامب الجمركية التي تهدد استقرار التجارة العالمية سيتأثر معدل النمو في المنطقة الاوروبية وسيتأثر الطلب الذي سينعكس على تونس بصفة مؤكدة حيث تستقبل الدول الاوروبية أكثر من 70 % من الصادرات التونسية. ستتأثر المصانع بالتالي ومن ثمة مواطن الشغل.
وتعد الصين المستهدف الرئيسي بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة والحرب التجارية وتمثل واردات تونس من الصين 15% من جملة الواردات وتعد الصين ابرز المساهمين في العجز التجاري التونسي بالإضافة إلى روسيا وتركيا وايطاليا والجزائر. ومن الآثار المحتملة للرسوم الأمريكية الجديدة ارتفاع الأسعار مما سيزيد من مساهمة الصين وبالتالي من اتساع العجز التجاري. فلتعويض تأثير الرسوم الجمركية سترتفع الأسعار ، ففي وقت تعمل فيه تونس على الاندماج في ما يسمى بطريق الحرير تقطع الولايات المتحدة الامريكية طموح الصين الوصال الى اكبر عدد ممكن من الدول عبر هذه الطريق.
وتقول المؤسسة الفرنسية لتامين التجارة "كوفاس" إن المخاطر الجيوسياسية تهدد الأمن الاقتصادي وتزيد من التوتر على طرق التجارة مبينة ان التدابير الجديدة أدت إلى تأجيج المخاوف من تداعيات ذلك على الاقتصاد العالمي.
فالتنافس الصيني الأمريكي والعدوان الإسرائيلي على غزة والحرب الروسية الأوكرانية كلّها عوامل تدفع نحو عدم اليقين بشان الاقتصاد العالمي.
وأضافت "كوفاس" أن عام 2024 كان عامًا تاريخيًا في كثير من النواحي، أبرزها أن العام الفارط كان عام الانتخابات حيث توجه نصف سكان العالم إلى صناديق الاقتراع، وهو ما يمثل حوالي 55% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وأشارت إلى أن هذه الموجة غير المسبوقة من الانتخابات أدت إلى تفاقم عدم الاستقرار السياسي. وهو الاتجاه الذي أكده مؤشر كوفاس للمخاطر السياسية، الذي يظل عند مستوى مرتفع (40.2%) وأعلى من معدل ما قبل كوفيد-19 .