بعد أن توجت جهودها بالحصول على كأس الجامعة عن جدارة واستحقاق قبل جولة من نهاية مشوار المسابقة رغم المنافسة القوية التي كانت موجودة خاصة من الثنائي اتحاد النقل الصفاقسي وسعيدية سيدي بوسعيد، المولدية خرجت مستفيدة مجدّدا وأكدت أنها قادرة على الأفضل في كل مرة ونتائجها الإيجابية تبقى هامة للمجموعة مستقبلا من أجل المراهنة على الأحسن والدخول في غمار أكثر من مسابقة والتطلع بثبات نحو تتويج جديد بعد تاجي كأس الجامعة ولقب بطولة افريقيا للأندية البطلة.
أنجحت مولدية بوسالم موسمها وتوجته بالحصول على كأس الجامعة عن جدارة واستحقاق فهي كانت الأفضل مقارنة ببقية المنافسين سعيدية سيدي بوسعيد واتحاد النقل الصفاقسي وجمعية اتصالات صفاقس، وعوضت عدم خوضها لمرحلة "السوبر بلاي أوف" لموسم ثاني على التوالي كما يجب بفضل تألق المجموعة الممتازة الموجودة في صفوفها بقيادة المدرب مجدي التومي الذي كسب التحدي الذي قد يفتح أمامه الباب لمواصلة التجربة مع الفريق خلال الموسم المقبل بعد أن أقنع الهيئة المديرة بالعمل الكبير الذي قام به وباعتبار أنه من غير المنطقي تغيير تجربة ناجحة بأخرى تبقى كل الإحتمالات واردة بشأنها.
برهنت المولدية مجددا أنها تستحق الأفضل وأن نتائجها المسجلة لم تأت من محظ الصدفة بما في ذلك تاج بطولة افريقيا للأندية البطلة الذي رفعته في 2023 على حساب العتيد الزمالك المصري ومثلت الكرة الطائرة التونسية في المسابقة كما يجب كما كان الشأن في نسخة 2024 في المسابقة ذاتها في الوقت الذي خيرت فيه أندية عريقة كالترجي الرياضي عدم المشاركة على الرغم من أن النهائيات أقيمت في بلادنا في النسخة قبل الماضية، والتتويج الجديد للفريق جاء يفضل الإستقرار الموجود فيه على كل المستويات بما في ذلك الفني على خلاف أكثر من ناد آخر غير مدربه ولم ينل مراده.
حافظت مولدية بوسالم منذ الصعود في 2015 إلى الوطني "أ" على مكانها بين فرق النخبة وخاضت مرحلة التتويج وبلغت "السوبر بلاي أوف" والأدوار المتقدمة في سباق الكأس، والفريق استطاع نسج مسيرة ناجحة إلى اليوم لكنه ينتظره عمل كبير من أجل الحفاظ على ذلك مستقبلا يمكنه من التطلع إلى خطوة أخرى ناجحة سيما بعد القرار الهام الذي يخص الإعتراف بالإتحاد العربي دوليا ويعني أن نتائج المسابقات العربية ستندرج ضمن التصفيات الدولية الرسمية وأن المنتخبات والأندية ستمنح لها الأهلية الكاملة للمشاركة في التصفيات المعترف بها دوليا، والمولدية مازالت تنقصها المشاركة في البطولة العربية التي ستكون هدفها القادم بحثا عن مزيد البروز والتألق وعن ثاني تتويج رسمي في تاريخها بعد تاج بطولة الأندية الإفريقية في 2023 فأحلام الفريق باتت كبيرة ومشروعة بعد كل ما حققه من مكاسب.
الموارد المالية هامّة لمواصلة التّألق
أنهت المولدية الموسم دون مشاكل من الناحية المادية وحتى تراجعها عن المشاركة في بطولة افريقيا للأندية البطلة المقامة حاليا في ليبيا ويشارك فيها الترجي الرياضي كممثل وحيدة للكرة الطائرة كانت بسبب نقص الرصيد البشري وإصابة أكثر من لاعب ركيزة لا غير، والحفاظ على هذه الخطوة تظل مطلبا من أجل أن يظل الفريق ثابتا على مستوى النتائج ولا يعيش تراجعا سيولد حتما مشاكل لا عدّ لها وسيكون من الصعب تجاوزها مثل ما هو حاصل اليوم مع أكثر من ناد كان في وقت غير بعيد يراهن على المراتب المتقدمة بطولة وكأسا وذو مكانة هامة.
سيكون هناك متسع من الوقت أمام مولدية بوسالم لإعداد العدة كما يجب للموسم المقبل من أجل أن يكون ناجحا من خلال التعاقد مع أكثر من مستشهر وجلب عائدات مادية هامة تمكنها من انتداب عناصر بارزة تكون زادا هاما لها لتسجيل الحضور في البطولتين العربية والإفريقية على حد السواء بعد أن أكدت في أكثر من مناسبة قدرتها على الذهاب بعيدا ومقارعة أبرز الأندية، الالتفاف حول الفريق مهم لدعم جهود الهيئة المديرة ومزيد النهوض بالمولدية سواء تعلق الأمر بالأكابر أو الشبان الذين هم في حاجة اليوم إلى عمل إضافي حتى يكونوا زادا قيما على مستوى الرصيد البشري في المستقبل القريب فبمثل ذلك يمكن بناء فريق متكامل تفتح من خلاله الأبواب للاعبين نحو مختلف المنتخبات الوطنية ولتجارب احترافية هامة.
بفضل الجهود الكبيرة للهيئة المديرة
واصلت الهيئة المديرة لمولدية بوسالم برئاسة مصباح المحمودي رغم الصعوبات التي ظلت تعترضها مع مطلع كل موسم المشوار وتحمل المسؤولية ولم تستسلم ولم ترم المنديل وظلت صامدة خلف الفريق بدعمه على كل المستويات وتوفير كل الظروف التي تساعده على البروز والتألق في كل مرة، ونجحت في ذلك من خلال الحصول على كأس الجامعة في مناسبتين والأهم التتويج ببطولة افريقيا للأندية البطلة في 2023 ودخول تاريخ المسابقة من أوسع الأبواب، وتلك الجهود لا بد من تثمينها ودعمها من كل الأطراف المحيطة بالفريق حتى تحافظ المولدية على استقرارها وعلى نتائجها الممتازة الحاصلة إلى حد اليوم.
آمنت الهيئة المديرة للمولدية بفريقها الذي لو لا بعده عن العاصمة الذي كلفه نفقات كبيرة بخصوص التنقل لخوض مختلف المباريات لكان اليوم من أبرز الفرق ولوجدناه يراهن على البطولة والكأس على حد السواء، فكل الظروف ملائمة في المولدية للعمل بفضل جهود مسؤوليها يتقدمهم الرئيس مصباح المحمود الذي يمكن اعتباره اليوم استثناء بعد التغييرات العديدة التي نشاهدها في وقت قصير في أكثر من فريق وبما أنه لم يتراجع عن وعوده على الرغم من أنه كان قادرا على المغادرة في أكثر من مرة.
تظل الاستمرارية عاملا هاما للنجاح إداريا وفنيا وهذا ما نجحت فيه مولدية بوسالم بنسبة كبيرة في انتظار ظروف مادية أفضل تكون جسر عبور لها لتجديد المشاركة في بطولة افريقيا للأندية البطلة ولتسجيل أول ظهور في تاريخها في البطولة العربية ولم لا تنظيم إحدى المسابقتين، فالفرضية ممكنة جدا لفريق برهن في أكثر من مناسبة أنه من طينة الكبار ويسير بخطوات واثقة نحو أكثر من تتويج في مستقبل ليس بالبعيد.